الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هأرتس:لابد من تدخل اوباما لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 13/07/2009 ( آخر تحديث: 13/07/2009 الساعة: 22:49 )
بيت لحم- معا - قال الكاتب الاسرائيلي عكيفا الدار في مقال نشرته اليوم "الاثنين" صحيفة "هأرتس" بانه لو كان مكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشعر بالاهانة العميقة التي تتسلل الى اعماق قلبه من المفاوضات التي تجريها الادارة الامريكية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو حول ترخيص البناء في المستوطنات فمن الذي منح الامريكان صلاحية القيام بهذه الاعمال على الاراضي الفلسطينية؟

واضاف الدار" لو كنت مكان نتنياهو لشعرت بالقلق الشديد من صورة المحمية الامريكية التي التصقت بدولة اسرائيل في نظر العالم العربي وفي قضية التكاثر الطبيعي كيف يمكن للحكومة اليهودية الفخورة التي يقودها بان تستعطف الغرباء ليسمحوا لها ببناء روضة اطفال في معاليه ادوميم ؟ ".

لو كنت مكان اوباما لقلت لنتنياهو اذا كان ابناء المستوطنين اعزاء على قلبك عليك طلب الاذن من السلطة الفلسطينية وتطلب منها الاهتمام بالضائقة السكنية التي يعانونها وقبل كل شيئ فان معالية ادوميم وحتى حسب الموقف الرسمي الاسرائيلي لا تعود لنا فهي مقامة على منطقة متنازع عليها مع الفلسطينيين وليس مع الامريكيين ورئيس الوزراء لا يغفل مناسبة دون ان يستغلها في ادانة حل القضايا المتعلقة بالاراضي من جانب واحد كما حدث في غزة رغم ان الانفصال عنها تم بدعم اكثر رؤساء امريكا تأييدا لاسرائيل .

ان المطالبة بتوسيع البناء فيما يعرف بالكتل الاستيطانية تحمل في ثناياها رؤيا الحل من طرف واحد وما المصطلح الجيوسياسي هذا سوى منتج اسرائيلي بامتياز ولم يحصل مطلقا على مصادقة فلسطينية او تفويض وتوقيع دولي عليه وفي نظر العالم حتى حائط المبكى والاحياء اليهودية في القدس الشرقية هي مستوطنات بكل ما للكلمة من معنى .

ان اعتراف الرئيس بوش بالواقع الديموغرافي الذي وجد بعد حرب 67 ارتبط بشكل لا يقبل الشك باتفاق اسرائيلي فلسطيني حول الحدود النهائية فيما لم تقم اسرائيل نفسها بترسيم حدود الكتل الاستيطانية التي تطالب بضمها اليها في اطار الاتفاق النهائي .

وتحدث الدار عن اعتراف الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في المنظمة خلال محاضرة له في عمان قبل اسبوعين بان الفجوة بين عباس واولمرت تركزت حول قضية التواصل الجغرافي الناتجة عن ضم مستوطنة اريئيل وغفعات زئيف والمنطقة E1 وعريقات مقتنع بانه لو بقيت حكومة اولمرت لكان الاتفاق في متناول اليد واذا كان نتنياهو يتنكر لما عرضه سلفه فيما يتعلق بقضايا اساسية فلماذا يتوجب على اوباما وبالتأكيد الرئيس عباس ان يحترما اتفاقا شفهيا ربما كان وربما لم يكن مع الادارة الامريكية السابقه فيما يتعلق بقضية جانبية مثل قضية الزيادة الطبيعيه ؟ .

الان تعهد نتنياهو بأستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني على اساس حل الدولتين وهذا هو الاطار لبحث كافة القضايا الخلافيه بما في ذلك طلب البناء في المستوطنات لمواجهة الزيادة الطبيعيه وكذلك طلب بقاء الضفه منزوعة السلاح وتوقع اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة وفي ذات المناسبة سيكون من الممكن تبييض قضية الحواجز العسكرية ومسار جدار الفصل وقضية الاسرى الفلسطينيين.

بدلا من تضييع الوقت الرئاسي على قضايا تافهة مع نتنياهو حول اقامة روضة اطفال اخرى من الافضل لاوباما ان يعطي نتنياهو رقم هاتف المقاطعه في رام الله ليطلب من الرئيس عباس ان يفتح الخط فورا او في وقت مناسب ومعقول ومن الممكن الافتراض ان الاثنين لن يستطيعا الاتفاق او التفاهم خلال الشهرين او الثلاثة القادمة بقدراتهم الذاتية حول بعض القضايا وهنا ياتي دور طرح مبادرة اوباما على الطاولة .