السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسلمون ومسيحيون يوقعون وثيقة مشتركة تندد بالتعرض للديانات والاساءة للرسل والانبياء

نشر بتاريخ: 16/02/2006 ( آخر تحديث: 16/02/2006 الساعة: 16:56 )
القدس- معا- عقد اليوم الخميس مؤتمر صحافي في فندق "الامبسادور" في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة تحت عنوان "المؤتمر الاسلامي المسيحي لادانة محاولة الاعتداء على شخص الرسول الكريم".

واتهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر, والمطران د. عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية دوائر صهيونية بالوقوف وراء الاعتداء على شخص الرسول الكريم لغرض تأجيج نار ما يسمى بـ"صراع الحضارات " بين الاسلام والغرب.

وأكد الشيخ صلاح ان رئيسي الصحيفيتين " الدنماركية" " والنرويجية" اللتين نشرتا الصور المسيئة للرسول عليه السلام هما عضوان في المؤتمر اليهودي العالمي, ومن ابرز ممولي قسم الدراسات والابحاث في مركز سايمون اليهودي بحجة الدفاع عن السامية.

وكشف الشيخ صلاح النقاب ايضا عن ان جهات رسمية دنماركية وعلى رأسها رئيس وزراء الدانمارك, والمدعي العام الدنماركي اطلعا شخصياً على الرسوم قبل ظهورها على الرأي العام, ولم يبديا اعتراضاً عليها متهما جهات امريكية متنفذة بتوجيه حملة الاساءة للرسول عليه السلام, والتطاول على المسلمين, مشيراً بهذا الخصوص الى تصريحات لوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في المانيا قبل ايام والتي دعا العالم فيها الى اعداد نفسه من اجل حرب طويلة ضد المسلمين الذين يريدون انشاء امبراطورية عالمية.

كما اتهم الشيخ صلاح الولايات المتحدة الامريكية بأنها تحاول فلسفة عولمتها العسكرية وتشريدها لشعوب العالم باسم" صراع الحضارات" كي تظل حربها في افغانستان والعراق, ودعم الاحتلال الاسرائيلي لاراضي الشعب الفلسطيني.

وأضاف الشيخ صلاح" اشد ما اخشاه هو هذه المحاولة لصناعة أجواء من التحريض الديني" ضد العالم الاسلامي والعربي, بهدف خلق الأجواء المناسبة لضرب ايران وسوريا, وهناك قرائن تشير الى ذلك, منها تصريحات الرئيس الفرنسي الاخيرة بأن بلاده لن تتورع عن استخدام السلاح الذري في مواجهة اي هجوم قد تتعرض له".

واتهم الشيخ صلاح وسائل الاعلام الاسرائيلية, وكذلك المستوطنين بالانضمام الى حملة الاساءة للرسول الكريم, والتطاول على المسلمين ورموزهم الدينية, مشيراً الى ان التظاهرة الضخمة التي نظمت في الناصرة مؤخراً بمشاركة عشرات الآلاف, كانت تعبيراً عن الرفض والتنديد الشعبي بهذه الاساءات والتي تعدت وسائل الاعلام الى الرسومات على جدران المساجد كما حدث في قرية النبي الياس.

من ناحيته اكد المطران د. عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية ان الحكومة الصهيونية العالمية هي التي تقف وراء الصحف التي اساءت للرسول محمد, ووراء جميع وسائل الاعلام التي انضمت الى هذه الحملة, داعياً الى ضرورة ان تكون الردود على هذه الاساءات منضبطة وحضارية ومدروسة.

ووصف د. حنا المؤتمر الاسلامي الذي عقد في القدس اليوم بانه مبادرة انسانية, حضارية, ووطنية بامتياز, معبراً باسم كنيسة الروم الارثوذكس, وغبطة البطريرك وكافة رجال الدين في الكنيسة, وكافة الكنائس الاخرى في المدينة المقدسة عن شديد الشجب والاستنكار لهذا التطاول غير المقبول على الرموز الدينية الاسلامية.

وقال حنا:" هذا التطاول ليس على الاسلام فحسب, وانما تطاول على كل القيم الروحية والانسانية في العالم.

وشدد رئيس اساقفة سبسطية على اهمية استمرار حوار الديانات والحضارات قائلآ:" لا نريد تصادماً, بل تعاوناً بين الجميع".

وكان تحث في المؤتمر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري, حيث قال:" إن تعنت رئيس وزراء الدنمارك ورفضه الاعتذار للمسلمين هو ما ادى الى تفاقم الوضع وتأجيجه".

وحذر المفتي من ان موقف الاتحاد الاوروبي الداعم للدنمارك سيوسع من نطاق الصراع, واصفاً المواقف الاوروبية "بالمتصلبة والمتشنجة", خاصة رفض دول اوروبا قيام الامم المتحدة باصدار قانون يجرم من يتعرض للأديان والانبياء.

كما تحدث في المؤتمر المحامي ابراهيم قندلفت مستشار الرئيس السابق للشؤون المسيحية, فأعلن عن شجب المسلمين والمسيحيين في بيت المقدس ما وصفه بـ " الفتنة" التي قامت بها الصحيفة الدنماركية, وتطاولها على الرسول محمد عليه السلام وقال:" نحن هنا مسلمون ومسيحيون نشجب هذه الفتنة القذرة, ومن يدعمها".

ووقع المشاركون في المؤتمر الاسلامي المسيحي وثيقة مكونة من ستة بنود, سيجري تعميمها على نطاق دولي, تندد بالرسوم المسيئة للرسول محمد عليه السلام, وتنادي باحترام الاديان, والانبياء والرسل, وتجرم التطاول عليهم.

وفيما يلي نص الوثيق:

على أثر محاولات بعض الصحف الاوروبية التطاول على شخص الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, بداية من المحاولة الآثمة التي قامت بها الصحيفة الدنماركية ( جيلاندر بوستن), وعلى أثر إصدار الحكومة الدنماركية وإصرار هذه الصحيفة على عدم الاعتذار لكل العالم الاسلامي والعربي عن هذه الخطيئة فإننا نحن- المجتمعين- في هذا المؤتمر الاسلامي المسيحي نؤكد باسمنا وبأسم اطياف كل شعبنا الفلسطيني الدينية, وباسم كل المساجد والكنائس في ارضنا المباركة ما يلي:

1-ان هذه المحاولة الآثمة للتطاول على شخص الرسول تمثل محاولة آثمة للتطاول على كل الانبياء والمرسلين عليهم السلام, وهذا يعني انها محاولة آثمة للتطاول على نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام, لان جميع الانبياء والمرسلين هم اخوة في رابطة النبوة والرسالة.

2- اذا كانت مساجد بيت المقدس واكناف بيت المقدس تدين هذه المحاولة الآثمة فإن كل كنائس بيت المقدس واكناف بيت المقدس تدين هذه المحاولة الآثمة كذلك, لا بل ان كل الكنائس لتعلن براءتها ممن يقف خلف هذه المحاولة الآثمة كائنا من كانوا.

3- ندعو الحكومة الدنماركية وتلك الصحيفة الدنماركية ( جيلاندر بوستن) وندعو كل من ساندهم في جريمتهم بما في ذلك بعض وسائل الاعلام العبرية الى تقديم الاعتذار الفوري لكل العالم الاسلامي والعربي لان هذه المحاولة الآثمة تمثل اعتداء على كل مسلم, وكل عربي في كل العالم.

4- اننا ندين وبشدة اعتداءات الاسرائيليين على شخص النبي صلى الله عليه وسلم عبر كتابة اسمه الكريم على رأس الخنزير والقائه على مسجد حسن بيك في يافا, وتسمية كلب للجيش عند حاجز حوارة قرب نابلس على اسم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وآخر هذه الاعتداءات ما كتبته ايدي المستوطنين الاسرائيليين القذرة على حائط مسجد النبي الياس في الضفة الغربية محاولة خاسرة منها للمس بشخص الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, واننا لنتساءل عن سر هذا التزامن المشبوه بين تلك الصحف الاوروبية وبين فعلة هؤلاء المستوطنين.

5- اننا جميعاً ندعو كافة المحافل الدولية ذات الشأن الى سن قانون إلزامي دولي يمنع اي فرد كان واي جهة كانت رسمية او شعبية محاولة التطاول على شخص اي نبي واي رسول عليهم السلام.

6- وفي الختام اننا نؤكد لكل اهل الارض ان ما يجمعنا نحن المسلمين الفلسطينين والمسيحيين الفلسطينيين هو العيش المشترك في دائرة المجتمع الفلسطيني الواحد القائم على الاحترام المتبادل بين كل اطيافه الدينية والسياسية, واننا ندعو كل شعوب الارض ان تحذو حذونا بعيداً عن اي حقد ديني او نزعة طائفية او عصبية عمياء وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.