الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهالي بيت حانون يحولون قذائف الموت إلى تحف منزلية

نشر بتاريخ: 16/02/2006 ( آخر تحديث: 16/02/2006 الساعة: 17:39 )
غزة -معا- في شمال غزة حيث القصف المدفعي المتواصل والأصوات التي تدك جدران المنازل تقف العائلات الفقيرة التي سلبت أراضيها لتجمع أشلاء من قد استشهد أو شظايا القذائف لتبدأ القذائف ذاتها رحلة التزيين...

رصاص الطائرات، والجنازير والقذائف المدفعية التي تخلت عن مقدمتها المتفجرة اصبحت تمثل في بيت حانون وشمال القطاع رمزاً لمن قد سبق واعتدى ومازال يرجم المنطقة بوابل المدافع والنيران ويسقط الشهداء والجرحى.

أصواتها مرتفعة عنيفة ومربكة وصاخبة وتأخذ بالقلوب إلى الأقدام، اما آثارها فغدت معروفة، إما أشلاء البشر أو تحطم المنازل والممتلكات والحرائق والحفر الكبيرة بالأراضي الخصبة أو تحطم زجاج المنازل أو الصدمات النفسية والقلبية والجلطات.

وكان آخرها استشهاد المواطن أبو ياسر أبو حليمة "50" عاماً من بلدة بيت لاهيا، والذي توفي بعد يومين فقط من إصابته بالنوبة القلبية إثر سقوط إحدى قذاف المدفعية الإسرائيلية بجواره، حيث اعتادت هذه المدفعية إطلاق قذائفها المدببه والمتفجرة بشكل متواصل طوال ساعات اليوم ليله ونهاره باتجاه شمال وشرقي قطاع غزة.

المواطن نقل إلى مستشفى في شمال القطاع في حالة حرجة، وبين خوف الاهل والأقرباء والأبناء على حالة الوالد الخطرة، و التنقل اليومي مع المشقة والرعب من القصف المدفعي المتواصل للاطمئنان على حالة الوالد بقيت التساؤلات عالقة بالحلق هل يعود الوالد إلى الإفاقة والعيش بين أبنائه أم يفارق الحياة ويعلن ان شهيداً آخراً لم تمزقه المدافع بل مات من صوتها في قطاع غزة ويضاف إلى قائمة الشهداء؟؟؟

المواطن استشهد وغادر الحياة والقذائف لا زالت متواصلة التساقط على القطاع، بالقرب من حي الزيتون والشجاعية شرقي القطاع، وبالقرب من شرقي جباليا وشمال شرق بيت حانون، حيث اخترق الاحتلال الحدود ليصل إلى 650 متراً مبتلعاً أراضي المواطنين وأشجار التين والزيتون والليمون واللوزيات والحشائش الخضراء..

تحديا لحالة الموت التي تنشرها الطائرات والمدافع وعلى غير العادة يقبل أهالي بيت حانون على اقتناء بقايا القذائف المدفعية، ويبدع الرجال والنساء على حد سواء بإضافة ألوان من الأزهار في داخل هذه القذائف وركنها إما في وسط المنزل او على الجوانب والجدران، وتحويل منازلهم إلى متاحف ولكن بالمدافع.

المواطنة إكرام أبو عودة تقول:" أتمنى أن أزور أرضي مثلما كنت في السابق أقضي بها معظم أوقاتي أنا وأطفالي الذين سطروا أسماءهم على أشجار التين والزيتون".

وتضيف:" أصبح زوجي سعيد أبو صلاح واطفالي معه يجسدون الرصاص والقذائف ويبدعون منها أشكالاً زخرفية وقطع من التحف ويصفوها بجانب أثاث المنزل أو يعلقونها على الجدران مثل جنازير رصاص الطائرات والمدافع والطائرات التي يجمعونها .

أما المواطن محمد شبات ويعمل في إحدى وكالات الأنباء يقول انه يعمل حالياً مع صديقه أبو عيد على بناء سور من بقايا القذائف المدفعية ليحيط به منزله الكائن في شرقي بلدة بيت حانون.

المواطنة نداء فياض تقول أن شقيقيها يعملان باستمرار على تجميع قطع رصاص الطائرات ورصه بجانب بعضه على مشربيات صالون المنزل بدلاً عن التحف الملونة وإلى جانب بعضها التي تتمسك بها الوالدة ولا تسمح بإتلافها ووضع "خردة" القذائف بدلاً منها.