الإثنين: 09/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عرب اسرائيل يلحقون الخزي والعار بأمتهم

نشر بتاريخ: 19/06/2005 ( آخر تحديث: 19/06/2005 الساعة: 20:30 )
بقلم جدعون ليفي
عن صحيفة هآرتس
ترجمة: رشيد شاهين - معا
حزب العمل في الطريق الى الفوز ، ان نضال الحزب بشجاعة ومثابرة تجاه اقامة سلام عادل وشامل مع الفلسطينيين ضد وحشية الاحتلال يؤتي ثماره ، ويبدو ان العرب الاسرائيليين مبهورين بنضال هذا الحزب المستمر وعدم تخليه عن مبادئه ودليل ذلك انخراط عشرات الالاف منهم في صفوفه .
بنيامين بن العازر ، وزير الدفاع السابق ، والذي اصدر اوامره بالاغتيالات الجماعية يسجل الاف الاعضاء من هؤلاء ، شعبية متان فيلاني ، الذي تولى ادارة غزة ، يبدو ان نجمه آخذ في الصعود بين صفوف العرب الاسرائيليين ، شمعون بيريز احد ( آباء ) الاستيطان في الضفة والقطاع ، عمير بيرتس والذي لم يحرك ساكنا لمصلحة آلاف العاطلين عن العمل من العرب الاسرائيليين ، يتصدر الاستطلاعات في صفوفهم ، حتى ايهود باراك الذي قتل 13 من هؤلاء خلال توليه رئاسة الحكومة لديه ( عربُه ) ، حوالي 2500 من العرب سجلوا انفسهم ضمن صفوف العمل ، اي ما يعادل ربع اعضاء الحزب ، في الطيرة بلغ عدد من سجلوا لعضوية الحزب ستة اضعاف عدد السكان فيها ، اما في كفر قاسم فبلغ العدد خمسة اضعاف اهلها ، وفي الطيبة اربعة اضعاف ، هل هناك اخبار طيبة اكثر من هذه للباحثين عن السلام والعدالة؟
((ان انضمام العرب الى صفوف الحزب يدلل على ان العرب يتجهون نحو مزيد من الاعتدال)) هكذا قال وزير الداخلية في صحيفة معاريف والحقيقة ان التحاق هؤلاء وتسجيلهم في صفوف العمل يدل على انتهازية من أسوأ الانواع ، ان مضاعفة اعدادهم في حزب هو عمليا جزء من حكومة شارون المسؤول التاريخي عن بلاء التمييز والاحتلال ، ويصور هؤلاء العرب انهم بائسين وانهم" العمل" هم الذين كرسوا المعاملة المذلة التي تلقاها العرب دوما وما يزالوا ، ان اولئك الناس الذين يقدموا انفسهم او يعرضوا ذاتهم بشكل هزيل ، عليهم الا يتوقعوا معاملة طيبة وعادلة ، ان دعمهم للعمل لا يقل سوء عن تصويتهم لعضو الكنيست ايوب قارا من حزب الليكود .
من الذي يقول ان هناك مبادىء في السياسة ؟؟ العرب الاسرائيليون اثبتوا ان هناك مبدء واحداً لم يتغير في ثقافتنا السياسية وهو ، ان العرب يمكن شراءهم بثمن رخيص ، ولم يتغير سعرهم منذ اسرائيل كوينغ ، الموظف في وزارة الداخلية المسؤول عن المنطقة الشمالية الذي اشترى الاصوات العربية لصالح الحزب الديني الوطني مقابل ترخيص لبنادق صيد ، او منذ اشترت شاس اصواتهم مقابل بعض التراخيص للبناء.
لقد اظهر هؤلاء ان لا نضوج سياسي لديهم ولا اهتمام قومي باتجاه تضامنهم مع اخوانهم الفلسطينيين او النضال ضد سياسة التمييز ، انما تفاهة ووضاعة في التعامل اتسمت بها ممارسة وسلوك اولئك الذين انضموا للحرب .
ان هؤلاء يلحقون الخزي والعار بامتهم ، انه ليس من قبيل الصدفة ان يكون حوالي نصف اولئك الذين سجلوا اسمائهم ضمن حزب العمل وفي الوقت نفسه اعضاء في احزاب اخرى هم من العرب ،اياد منصور والداعم السابق لبيريز جمع ما لا يقل عن 5000 صوت لصالح بن اليعازر...(( فؤاد , الامل الجديد للمجتمع العربي ، انه الذي يستطيع مساعدتنا )).... يقول اياد, فؤاد بن اليعازر ؟ الامل الجديد ؟؟
ان العلاقة بين العرب وحزب العمل كانت مشوشة وغير مستقرة لسنوات طويلة ، فالعرب يبيعون انفسهم مقابل ثمن بخس والعمل يشترونهم بثمن رخيص ، في البدايات الاولى لبناء الدولة كان من الصعب انتقاد العرب بهذه الطريقة ، فهم وقبل كل شيء كانوا يخضعون لحكم عسكري ، وكانوا لا يزالون تحت وقع الصدمة من خلال طرد مئات الالاف من اخوانهم وذويهم عام 1948، اما الان فان من الصعب ان تجد مسوغا لمسلكهم هذا ،،،
لعقود خلت كانت حكومات العمل تكرس وتمارس حرمان العرب من حقوقهم القومية ، لكن وبرغم ذلك ، ظل هؤلاء يصوتون للعمل ، وكل ما كانوا يحصلون عليه بالمقابل هو فتات حقير.

وفي الثمانينات من القرن الماضي ، وعندما كان بيريس يرغب بان يؤثر في زواره من الاشتراكية الدولية ، كان يقوم بدعوة العرب للحضور ، وكان يفضل ان يلبس هؤلاء ملابسهم التقليدية "العربية" خلال الدعوة ، (( ان من المستحسن ان يرى هؤلاء "الضيوف " بعض الكوفيات العربية )) كان يقول بيريز لمساعديه ، ان قادة العمل كانوا يعتقدون ان بالامكان شراء العربي من خلال الدمدمة له بكلمة شكراً... شكراً ، وشرب رشفات من القهوة المرة "السادة" وتذوق قطعة من البقلاوة ، ولقد كان هؤلاء " قادة العمل " ليس بعيدين عن الحقيقة .....
انه ليس مصادفة ان لا تجد اسماً عربيا بارزاً في حزب العمل ، اعضاء الكنيست العرب كانوا دوماً موظفين يتميزون بالكسل ، وعلى حافة الاحداث ، مهّمشون ، ابتداء من سيف الدين الزعبي وجبر معدي الى صالح طريف ،، حركة ميرتس فشلت ما بين حسين فارس وحسنين جباره فاعضاءها في الكنيست غابوا عن الذاكرة .
ان العرب الاسرائيلين يستحقون قيادة افضل ، وهي موجودة ، لكن ليس ضمن صفوف العمل ، فالاعضاء الفعالين منهم في الكنيست لم يكونوا ابداً اعضاء في حزب العمل ، بل اعضاء في احزاب عربية ، شخصيات مثل احمد الطيبي ، عزمي بشاره ، محمد بركه ، والذين يمثلون من انتخبوهم بشكل صحيح وبشجاعة وعزم ، حتى لو لم يعجب هذا الكثير من الاسرائيليين ، هؤلاء لم يترعرعوا في صفوف ( القسم العربي ) في حزب العمل الذي يترأسه رعنان كوهين.
كان يمكن ان يكون كل شيء مختلف ، لو ان حزب العمل هو الوحيد الذي ناضل من اجل السلام ، المساواة ، والعدالة ، ولو ان الاعضاء العرب اشترطوا دعمهم لترسيخ هذه القيم ، ولأمكن ان يكون هذا نموذج للاخلاق, ان الممارسة التي يقوم بها حزب العمل تجاه اعضاءه من العرب من الخيانة والغدر لا تتوقف عند حدود العملية الانتخابية ، في الوضع الحالي وحيث لايوجد ايديولوجية معينة لحزب العمل ، ودعمه من العرب يعطي الانتهازية سمعة سيئة ، خاصة عند الحديث عن العدالة والحياة المشتركة ، بالضبط كما يحدث عندما يتحدث اياد منصور عن بنيامين اليعازر ويصفه بالامل الجديد .