الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

انفلات خطير: فكة عشرين شيكل تتسبب في مقتل 8 مواطنين و إصابة العشرات

نشر بتاريخ: 21/02/2006 ( آخر تحديث: 21/02/2006 الساعة: 18:54 )
غزة- معا- بات الشجار بين العائلات في غزة يلقى بثقله على كواهل الناس إضافة إلى ما يقع عليهم من جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بالقتل والاعتقال والاستفزاز في كل نواحي حياتهم حيث انتشر الشجار في الآونة الأخيرة بشكل لم يعهده الناس من قبل ليوقع أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى في ظل غياب الواعز الديني وانتشار ثقافة الثأر و أخذ القانون باليد وغياب الأمن .

هاني ابو طه شقيق القتيل شاكر أبو طه الذي راح ضحية لأحد الشجارات العائلية في خانيونس والذي تطور ليوقع ثمانية من القتلى من كل من عائلة المصري وعائلة أبو طه وعوائل أخرى كعائلة صافي وأبو حدايد وكوارعية كانت قد تدخلت بشكل أو بآخر لفك النزاع والشجار الناشب بين عائلة المصري وعائلة أبو طه يقول لمراسلة معا" إن بداية الشجار كانت سخيفة ولكنها تطورت ولا أدري بأي ذنب قتل أخي شاكر طه " .

ويروي بدايات الشجار قائلا: أن أخيه شاكر طه ذهب لشراء المانجو من محل للفواكه و السجائر العائدة ملكيته لعائلة المصري و عندما أراد شاكر دفع ثمن المانجو قام بتقديم 20 شيكل للبائع المصري و أراد منه بقية المبلغ فرد المصري لا يوجد " فكة " فرد شاكر أرى أن لديك فكة و نشب خلاف بين الطرفين على هذا الأثر تدخل الناس في الشارع لحل النزاع .

ويتابع هاني "لم نتوقع أن الموضوع سيتطور و اعتقدنا أن الموضوع انتهى و لكن عائلة المصري كانت تردد على مسامعنا دائما و الله لنربي خانيونس كلها إضافة إلى محاولة ضرب أبنائنا في المدارس و استفزازنا مع كل من يحاول الدفاع عن موقف أخي من العائلات الأخرى إلى أن قتل أحد أفراد عائلة المصري أخي شاكر بالرصاص ".

وذكر هاني أنه لو قامت الشرطة بواجبها في معرفة القاتل وعقابه لما تطور القتل ليوقع ثمانية من القتلى و عشرات الجرحى ممن لا ذنب لهم و لما تطور موضوع الثأر الواضح في ظل عدم تنفيذ أحكام القانون .

الشيخ عبد الكريم الكحلوت أوضح رأي الشريعة الإسلامية من القتل قائلا: قتل المسلم لأخيه المسلم أبشع الجرائم بعد الشرك بالله كما أن قتل المسلم لأخيه المسلم يهتز له عرش الرحمن مبينا أن القرآن الكريم قد رتب وعيدا شديدا في هذا بما ورد فيه لقول الله تعالى "من يقتل مؤمن متعمد فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه".

وذكر الكحلوت عن عبد الله بن عمر أنه قال مخاطبا الكعبة "ما أطيبك وما أطيب ريحك إلا أن المؤمن أعظم حرمة منك عند الله " ,وأن الله تعالى أوجب القصاص لقوله تعالى:" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " ,و" قتل النفس بالنفس "مضيفا لو يعلم من يقتل أنه سيقتل لأحجم وفكر وضمن لغيره الحياة ,و أنه لا كفارة لمن يقتل ونقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" و عندما سئل رسول الله عن المقتول أوضح أنه واجهه بنية قتله .

ويرجع المحامي جميل سرحان القانوني في مركز الميزان لحقوق الإنسان زيادة حدة الشجار العائلي إلى غياب مبدأ سيادة القانون ووجود ما أسماه بالتراخي في الأحكام القضائية وعدم وجود آليات تنفيذ مشددا على ضرورة أن تتوجه النيابة العامة إلى مسرح الجريمة وتقوم بعمل مذكرات إحضار لكل من ساهم في الشجار لمعرفة المتسببين في القتل وإجراءالتشريح للوقوف على ملابسات الحادث وتطبيق القانون حيث أوضح أنه يعاقب على جريمة القتل وفق قانون العقوبات الفلسطيني رقم 74 و الصادر عام 1936م كل من يقتل دون السؤال عن المبررات.

وقال سرحان لا يكف الناس عن أخذ الحقوق باليد إلا إذا كان هناك ضمان لتنفيذ القانون والحفاظ على هيبة القضاء مما يتطلب وضع الخطط والبرامج لاصطلاح الأجهزة الأمنية وتقويم هيكلها وضرورة العمل على معالجة انتشار الأسلحة و استخدامها غير المشروع .

وتبين آخر إحصائية لمركز غزة للحقوق والقانون أن عدد القتلى عام 2005نتيجة للشجار بين العائلات و الاستخدام السيئ للسلاح و عدم الالتزام بالقانون قد بلغ 122 قتيلا كان عدد القتلى في غزة 80 و عدد القتلى في الضفة الغربية 42 قتيلا و ازداد في كل من غزة و الضفة إلى 36 قتيلا منذ بداية عام 2006 حتى اليوم ليصل عدد قتلى الشجار منذ عام 2005 إلى الواحد و العشرين من فبراير / شباط 2006 م إلى 158 قتيلا .