الأربعاء: 11/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطلوب بعد استقالة غطاس

نشر بتاريخ: 22/02/2006 ( آخر تحديث: 22/02/2006 الساعة: 18:19 )
بيت لحم - معا - كتب ياسين الراوم
إن الاستقالة النهائية التي قدم جورج غطاس نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, لم تأتي من فراغ او محاولة الهروب كما يحاول البعض تفسيرها, وانما جاءت بعدما استنفذ ابو اسامة كل السبل والوسائل الممكنة لاصلاح أمر هذا الاتحاد الا ان الاجواء غير الودية والمريحة الطاغية على العلاقة ما بين اعضاء الاتحاد وحالة الشرمذة والانقسام السائد منذ اليوم الاول للانتخابات وقفت سداً منيعا وحائلاً امام محاولات الاصلاح والتغيير التي طالما كان غطاس يتقدم بها والذي تعالي على اوضاعه الصحية ونزل عند رغبة العديد من الاندية والرياضية ووافق على اعطاء الفرصة الاخيرة ولكن حدث ما كنا نتوقعه وما كان يخشاه ابو اسامةوتعقدت الامور وبات من المستحيل مواصلة العمل مع هذا الفريق الذي قادته الظروف والكولسات الانتخابية الى سدة الحكم ومن ثم التحكم بمصير الكرة الفلسطينية.
عندما اعلن غطاس وقبل ما يزيد عن ستة اشهر استقالته الاولى تمنيت عليه وعبر هذا المنبر اعادة النظر في قراره رغم قناعتي الشخصية ومعي معظم ابناء الشارع الرياضي ان العطار ليس بمقدوره اصلاح ما افسده الدهر وان اخر العلاج الكي او ربما بتر العضو المصاب بالمرض المزمن لان الاصلاح يتطلب اولا توفير النية الصادقة والخالصة لوجه الله تعالى قبل توفير الوسائل والظروف وهذه النية هي ما كان يفتقدها هذا الاتحاد الذي ولد بقلبين او اكثر وعدة عقول متناقضه ورغبات واهداف شخصية متعددة وغير متناغمة رغم انه جاء عبر انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة.
اما هذه الحالة من التناقض وعدم الانسجام وتضارب المصالح الشخصية لبعض اعضاء الاتحاد فان المطلوب بعد استقالته غطاس ان تتحرك الهيئة العامة وتقول كلمتها الفاصلة وتضع حداً نهائيا لهذا الاتحاد الذي يثبت يوميا للقاصي والداني انه ما عاد اهلا لحمل المسؤولية والمهمات الموكلة اليه وان اصراره على البقاء بات مرفوضا ويهدد المصلحة العامة للكرة الفلسطينية, وهدرا للمال والوقت والجهد خاصة بعد اصراره الغريب والعجيب على ممارسة سياسة التطنيش وادارة الظهر لجميع المبادرات المقدمة اليه والتي كان اخرها مبادرة اندية القدس والتي كانت تهدف تصويب المسيرة واعادتها الى الاتجاه السليم وانقاذ ما يمكن انقاذه ولكن لا حياة لمن تنادي.
انالمطلوب بعد استقالة غطاس بالمختصر المفيد ليس كما يحاول بعض اعضاء الاتحاد اشاعته من محاولات انقلابية او حركات تمرد وعصيان وانما المطلوب خطوات دستوريه وقانوينة مسؤولة ومدروسة لوضع حد لهذا الاتحاد ومحاسبته اداريا وماليا ورياضيا بفتح جميع الملفات المغلقة سواء ملف لجنة المنتخابات واللاعب المقدسي والتي فطن الاتحاد اخيرا الى تشكيل لجنة خاصة بناء على طلب احد الاعضاء الذي تربطه برئيس اللجنة المتواجد في الصين علاقة من العداء اما ملف لجنة الاستئناف والذي ازاح الاتحاد الستارة عنه بعد مرور ستة اشهر على انطلاقة الدوري وتكدس استئنافات الاندية على طاولة الاتحاد ما كان الا لذر الرماد في العيون والفشل الذريع الذي اصاب قرارات الاتحاد ولجنة مسابقاته التي باتت حكراً على اعضاء من الاتحاد دون سواهم وامست مملكة خاصة واقوى من الاتحادنفسه.
قد لا يتسع المجال هنا للحديث عن جميع الامور والقضايا الهامة والتي ارى ان مكانها الصحيح هو اجتماع الهيئة العامة للاتحاد فهي صاحبة السلطة التشريعية وبيدها الاطاحة بالاتحاد والابقاء عليه خاصة بعدما قذف الاتحاد الكره الى ملعبها لحبس النبض ومعرفة ردود الافعال الممكنة وغير الممكنة اظنه يراهن على انقسام الهيئة العامة فربما يخيب ظن الاتحاد اذا ما اطلقت هذه الهيئة صافرة نهاية اللعبة وقالت كلمتها الشجاعة والحرة والمسؤولة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل اندية الهيئة العامة تقف مكتوفة الايدي ولا تحاول التدخل لانقاذ الكرة الفلسطينية من عبث بعض العابثين ومصالح المتنفذين, فلقد اثبت هذا الاتحاد فشله وعجزه وضيق افاقه ويواصل استهتاره بالقاعده التي نصبته مسؤولاً عن احلامها وتطلعاتها وامنته على مستقبل براعمها واشبالها الذين يحملون بالتمثيل المشرف للوطن.
الكرة ما زالت في ملعبكم يا اهل الكرة وتحادكم متلهف لرؤية وسماع الرد فماذا انتم فاعلون؟ فهل ستعملون على امتصاص الكرة والاحتفاظ بها في ملعبكم وتهدئة اللعب حتى يعود منتخبنا الوطني الذي نتمنى له التوفيق من الصين وبعدها لقاء سنغافورة؟ ام انكم ستردون على هجمة الاتحاد باثنين وتسجلون ولو لمرة واحدة هدفا للتاريخ في مرمى الاتحاد الذي تركه حامي عرينه واستقال نهائيا وباتت خططه متباعده وهشة ولن تقوى على التصدي او الصمود.
اخلص بالحديث الى القول ان مستقبل الدوري العام والمتعثر اصلا والكرة الفلسطينية عامة بات مرهون بوقفة شجاعة ومسؤولة وخطوات دستورية وقانونية من قبل الهيئة العامة للاتحاد تحفظ ما وجه الكرة الفلسطينية اكراما لدماء الشهداء البررة وعذابات الاسرى واهات الجرحى ولكن قبل فوات الاوان فهل من مجيب؟؟