الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تدهور مستشفى سانت جون قد يُفقد مئات المرضى أبصارهم

نشر بتاريخ: 09/05/2020 ( آخر تحديث: 09/05/2020 الساعة: 18:56 )
تدهور مستشفى سانت جون قد يُفقد مئات المرضى أبصارهم

القدس- معا- رغم كل الظروف الحرجة التي يعاني منها العالم في ظل جائحة كورونا إلا أن مستشفى سانت جون للعيون في القدس لم يتوان لحظة في إنقاذ بصري قبل فوات الأوان" بهذه الكلمات بدأت السيدة نعيمة من مدينة الخليل حديثها، مضيفة: رغم إعلان حالة الطوارئ في البلاد بعد انتشار فيروس كورونا، والتزام الأفراد البيوت وإغلاق الحواجز والطرقات وتوقف الحياة عن العمل؛ إلا أن مستشفى سانت جون للعيون في القدس لم يتوقف عن عمله الإنساني وأجرى لي الطواقم الطبية المتخصصة عملية جراحية مستعجلة أنقذت بصري".
"نعيمة" التي كانت تعاني من ضبابية شديدة في النظر بسبب اعتلال حاد في شبكية العين كان قد يفقدها البصر في أي لحظة، توجهت كما تقول إلى فرع مستشفى العيون في الخليل، وبعد الفحص تبين إصابة شبكية العين باعتلال حاد وفي حال لم تخضع لعملية مستعجلة ستفقد بصرها للأبد، وبالفعل قامت الطواقم الطبية هناك بتقديم العلاج المبدئي لها ومن ثم تم تحويلها والتنسيق لها لدخولها إلى القدس لتخضع لعملية جراحية مستعجلة رغم كل الإجراءات الاحترازية والاغلاقات.
إجراءات وتدابير احترازية
منذ بدء أزمة كورونا اتخذت مجموعة مستشفى سانت جون للعيون في القدس أحد أعضاء شبكة مستشفيات القدس الشرقية جملة من الإجراءات لمنع تفشي الفيروس ومنها: إلغاء المواعيد، تأجيل العمليات، توقف الفحوصات وتقليل عدد المراجعين إلا للحالات الطارئة والمرضى الأكثر عرضة لفقدان البصر" مما عرض المستشفى لخسائر مالية ضخمة وتوقف 80% من عمله المعتاد، حيث يعتمد المستشفى على التحويلات من وزارة الصحة الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة والتبرعات الخارجية، ويقدم خدماته لأكثر من 140 ألف مريض سنويا ممن يحتاجون لرعاية وخدمات طبية وجراحية.
تلك الإجراءات الاحترازية خلال الأزمة كان لها الأثر السلبي على المستشفى والمرضى على حد سواء، فقد أدت إلى استنزاف ضخم للموارد المالية للمستشفى، ومن جانب آخر عملت على تأخير علاج المرضى الذي يفتك بهم المرض في أغلى ما يملكون من نعم وهي نعمة البصر.
بات انتشار الفيروس كشبح يخيم على فلسطين، فشملت الإجراءات الاحترازية اغلاق كامل لجميع النشاطات اليومية والتي تضمنها اغلاق الطرق وفرض قيود لمنع الحركة بين المدن والمحافظات، فكان من شأن هذه الإجراءات ان تؤثر على دخل مجموعة سانت جون للعيون كما يقول أستاذ أحمد معالي مدير عام مستشفى سانت جون للعيون في القدس موضحا أنه رغم ان الدخل الناتج عن تقديم خدماتنا من المرضى بشكل مباشر بسيط نسبيا، لكن في ظل هذه الازمة تخلف 18،000 مريض عن مواعيدهم من أجل العلاج وإلغاء ما يقارب 1،200 عملية جراحيةـ في حين بلغ اجمالي إجمالي الخسائر حتى الآن )1.50( مليون دولار؛ لذا اتبعت المجموعة إجراءات ادارية صارمة من أجل خفض النفقات، ومن المتوقع أن يكون متوسط الحد الأدنى الذي سيتم خسارته بحلول نهاية العام هو )3.9( مليون دولار آخذين بعين الاعتبار انه من المتوقع ان تعود الحياة بشكل تدريجي الى طبيعتها في الأشهر القليلة القادمة.
ويضيف معالي : ان عواقب الإغلاق الكامل أمرٌ لم يكن باستطاعتنا تجنبه وأثر علينا كمجموعة مستشفى سانت جون على مرضانا الذين هم بأمس الحاجة الى خدماتنا ورعايتنا الطبية، قد تبدو أرقام العجز متواضعة مقارنة بالمرافق الصحية الأخرى، لكن هذه الأرقام، مقارنة بميزانيتنا التشغيلية الإجمالية، تشكل حوالي 40 ٪، مما قد يهدد عمل المستشفى الذي يقدم خدماته الطبية والإنسانية منذ أكثر من 139 عاما من العطاء والخبرة.
ويتابع : ان مجموعة مستشفى سانت جون للعيون هي مؤسسة خيرية، تعتمد إلى حد كبير على التمويل الخارجي والتبرعات الفردية حيث تبلغ 55 ٪ من ميزانيتها التشغيلية. لا سيما ان 45 ٪ من الدخل هو من التحويلات الطبية لمجموعتنا من خلال وزارة الصحة والاونروا، ولكن مع الانتشار العالمي لوباء Covid-19 فإن الكثير من هذه التبرعات الخارجية سواء كانت فردية او مؤسساتية قد توقفت بسبب هذه الظروف وخاصة ان الدول الأوروبية والغربية كانت الأكثر تأثرا في ظل هذه الجائحة.
وعبر معالي عن قلقه في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن، مشيرا إلى أن المجموعة رغم كل الظروف لم تغلق أبوابها في وجه أي مريض، مضيفا: "ان انخفاض عدد المراجعين وتوقف التحويلات أدى إلى زيادة العبء الملقى على عاتق إدارة المستشفى من أجل إيجاد سبل لتوفير الدعم المالي للاستمرار والصمود كمؤسسة فلسطينية خيرية تعنى في الحفاظ أولا وأخيرا على نعمة البصر الذي هو شعار المستشفى منذ تأسيسه من خلال تقديم خدمات طب وجراحة العيون الخيرية وخاصة جراحة عيون الأطفال بكل تخصصاته.