الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسم مستعار

نشر بتاريخ: 09/06/2020 ( آخر تحديث: 10/06/2020 الساعة: 13:46 )
اسم مستعار
الكاتب: نداء يونس

خيال يكفي الشاعر،

لا ليقول ..

بل ليمارس توازنا من نوع خاص

تماه في الاخر اللافيزيائي

او ليقول

شيئا عن قسوة الغياب.

الحب صورة وسيبقى،

-أنسخ على قولة باشلار في الموت-

لكنها النُسَخ،

التي "فيها اكثر مما في الاصول"


حصان بري في دمي

حفظ الصهيل ودروب البراري

وعندما فتحت فمي

غاب.

اليس غريبا

ان تخرج من جسدي غابة من البطم واشجار الكرز

والصفصاف

وتسلم على خسب الاسرة

والابواب

ثم تعود حبوا كأنها تخاف!

العالم خلف النافذة

والمعاني اسماك في الانهار التي يعطبها الاتجاه

العالم خلف نافذة

ونشتري الاطار.

المفردات لحد .. اي مشابهة

بين المقامات التي من حجر

او من حروف،

الارض قاموس للجثث

اي مشافهة بلا دهشة

والكلمات

محنطة لا تصلح لاستخدامها سقالات

لترميم ابراج اللقالق

او اعشاشا للطيور التي تأثي من الغيب بيضاء ... بيضاء

لن يفرق سائح بين الغرف والحروف

سيقيم في اي منها

المهم ان يدفع اجرة قليلة

بعد عبور ضحل في الهواء

وكما انه لن يميز خفاش

بين الوجه والقناع

او رصاصة

بين الاسفلت والتراب

سيقول احدهم

ان القصائد محض انتقالات بين جمناستيك اللغة

والحياة

تماما، وكما يبصق صبي تاجر الروبابيكيا

على سجادة من عصر الباروك.


يعلق الصحرواي عباءته على سنام

او على عود

كان هذا اقصى ارتفاع للمقال

ثم يقول كلاما لا يعني احدا

عفوي

موزع على مسلات الرمل التي تقيم الفة

بين العمودي والافقي

ألفة لغوية على الاقل

يستخرجها ساحر من جيبه

ويهجس بها للقواقع وعظام الذئاب

والقرب

والملح

والفوضى

والمصادفات

ولباقة الخوف والخرف

فتصبح مقاما للابدية،

وكما يتبادل الكستناء مع ضيف على نار للعشاء

يستبدل مع الغيمات صور الكلام.

مسامات في المنطق كالمساءات

لم تفلح في تضييقها المواد الكيماوية المعروفة

او الاشرطة اللاصقة

او حتى عمليات الليزر

ظلت تتنفس مثل القربة المثقوبة:

الماء والابد وذاكرة السلالات

والمستقبل الذي يحجز له مكانا في مكب كوني للنفايات

والحكمة التالفة

وعربة قطار لا يقف لا ليأخذ ركابا جددا

ولا لانزال التاريخيين

ملوك الازل.


اللغة اليفة خارج الشعر

مثل الارانب او طيور الكناري

وتنام بعين مفتوحة

كي تحرس ابنية مشيدة من رخام

لا تبحث عنك في الكلام

نحن ظلان للغة

مجازان للجسد

وقاموس للظلال.


يدك تعلق السماء صباحا

على مشجب

ومساء على هيكلي العظمي.

علمتني البسملة،

ثم تركتني اطفو على الايات

مثل حوت نافق ..

وكما علمتني الكلام،

علمتني الصمت،

الان ادرك،

صوتك بطاقة هوية

لم يعترف بها السجل المدني

ولم تدرج في سجل البصمات،

لكنه يقودني مثل حداء

في صحراء.

ثم علمتني:

لا يدخل قمر في غرفة

بل سماء.

الليل مغلف بالقصدير

مثل اللحوم المعدة للشواء

لكن ناري ما زالت تحمل حقيبتها المدرسية

تحتفظ بسجل تعليمات صارمة

حول حصتها في كل شيء.

الصدف تولم الحرائق في دمي

تولم الاشجار التي ترفع السحاب

تولم قنديلا لا احمله

ويدلني ....

وقعت نجمة في وعاء،

كانت اجابة لسؤال

لم اطرحه.

ارى الكون الذي فيّ،

ما افعله انني اغرف من هذا البئر.

لست اكتب الا ما ارى،

-لا بعينيّ.

يحملني النيلوفر،

انا التي رباها سيد

بعيدا عن النهر العظيم

باسم مستعار.