الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

وباء..

نشر بتاريخ: 14/06/2020 ( آخر تحديث: 14/06/2020 الساعة: 17:44 )
وباء..


الكرة الأرضية تحس بالدوار
المدينة بالصداع
الشوارع بالبرودة
الاشجار تشد الريح اغطية
سرير المدينة فوضى
يعج بالسوائل والبقع الصفراء
عينات من كل شيء في مختبر الفلسفة
اجتراحات اسطورية لتشخيص اسباب فقر الدم
على الشاشات من فئة 52 بوصة
يشاهدها الراسخون في التعود على خطب الجمعة وفلم الرسالة
او هؤلاء الذين يحبون حل الكلمات المتقاطعة
على جريدة متلفزة
او محبي الثقافة المعلبة
خزعات من العمود الفقري للابنية
مسحات من السواتر الترابية وتعليمات الحمية
اجهزة قياس الضغط على اعمدة الانارة
كمامات للمقاعد التي صدأت
عينات فحص البول تقف في طابور طويل
المختبرات منهمكة بالبحث عن النمو اللاطبيعي في التعليمات والوصايا
الم في مفاصل المركبات التي تنقل المخلفات الطبية
البحث بالاشعة جار في جيوب الهيكل العظمي
وبالاشعة المقطعية عن انزياحات في الجمجمة عن مواصفات الكاتالوج
التي تأتي جاهزة من المصنع
قبل الولادة
اصطدام بين موظفي انتاج الادوية لا يسفر عنه قتلى
بل الم مثل الشقيقة
او هكذا يقال حتى يجدوا مبررا لارسال الضوء الى المنفى
وانا، لا شئ يوجعني
واقيس هنا على شاعر يوجعه موته الاخير
لاسباب لا علاقة لها بالصداع
ولا بحرقة في مجرى البول
ولا التهاب مزمن في الغدة الدرقية
او حتى بحساسية جلدية
او ذوبان في اربطة الركبة اليمنى
او جرح في القدم
من السير حافيا على زجاج الابدية
لكنه يتعين علي ان انهي
الجرعة الدوائية المكتوبة بخط سينائي مبكر
والتي صرفها الكوكب من صيدلية السلالات
التي لم يعد احد سواها
يقرأ طفولة الابجدية
حتى لا يضطر الاطباء الى استئصال الانا
الزائدة عن حاجة المعنى.