غزة- خاص معا- على عكس الترحيب الذي أعلنته السلطة الفلسطينية وحركة فتح لزيارة الرئيس الأمريكي جاءت مواقف الفصائل الفلسطينية وكثير من المراقبين مشككة بجدوى الزيارة على الصعيد الفلسطيني، ومؤكدة أن تشكيل الناتو العربي الإسرائيلي هو الهدف الأول لبايدن
حركة حماس
وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس إن كل التجارب السابقة والزيارات للرؤساء الأمريكيين اكدت مصلحة دولة إسرائيل هي على رأس أولوياتهم وهذه الزيارة لا يمكن أن تخدم إلا المصالح الإسرائيلية عبر تعزيز الانقسامات الحاصلة في المنطقة وبين مكونات الأمة وتكوين اصطفافات جديدة واحلاف عسكرية تستهدف قوى المقاومة والقوى الصاعدة في المنطقة.
ورأى في تصريح خاص لمعا إن الزيارة هي لتوسع مسار التطبيع الذي يشمل خطر استراتيحي على الشعب الفلسطيني.
وقال إن السياسة الأمريكية الثابتة هي حماية إسرائيل وإرسال مساعدات عسكرية ضخمة للجيش الإسرائيلي وتشكيل حلف عسكري لمواجهة بعض القوى الإقليمية وبالتالي لامكان للقضية الفلسطينية سوى بعض الأمور الشكلية، ومن بينها لقاء رئيس السلطة لتمكينه من تمرير بعض المشاريع المتعلقة بالمصالح الأمريكية واستيراد الغاز بعد الحرب الأوكرانية.
الشعبية
من جهته، قال هاني الثوابتة القيادي في الجبهة الشعبية إن زيارة بايدن هي امتداد للعدوان الإسرائيلي على شعبنا وعلى حقوقنا وعلى شعوب المنطقة قاطبة وهذه الزيارة تأتي في مجموعة من من الأهداف أولها تشكيل تحالف معادي لقوى المقاومة ولحقوق الشعوب في المنطقة.
وأكد لمعا أن هذه الزيارة تأتي في سياق تكريس وجود الاحتلال وتوفير كل عوامل الدعم المطلق للاحتلال من دعم عسكري وسياسي ولوجسيتي ومادي، موضحا أن الزيارة لن تقدم أو تأخر في الأمر شيئا على العكس تماما هي ستؤول لمزيد من المعاناة في شعوبنا ومنطقتنا.
وأضاف "المطلوب على كل الصعد رفض هذه الزيارة شعبيا ورسميا ومطلوب أن يكون هناك تأكيد على تمسكنا بحقوق شعبنا وثوابت شعبنا سيما أن سياسة الإدارة الأمريكية وسيادة بايدن بشكل واضح هي تأتي في إطار دعم حكومة الاحتلال."
وحول تسهيلات الاحتلال الأخيرة وهل تأتي ضمن نجاح زيارة بايدن للمنطقة؟ نوه ثوابته أن هناك محاولات لتحسين صورة الاحتلال البشعة ومن المعروف أن المشروع هو مشروع الأمن مقابل الاقتصاد
حتى مشروع بايدن ومشروع الاحتلال هو حفظ أمن الاحتلال مقابل تقديم بعض التسهيلات نحن نسميها بشكل واضح رشاوى اقتصادية وهي لن تقدم مزيدا لشعبنا إلا في إطار تدجين وجود الاحتلال ومحاولات فرض أمر واقع جديد، مطالبا بضرورة تحشيد موقف عربي وفلسطيني يؤكد على التمسك بالثوابت الفلسطينية.
حماية إسرائيل أولا
في سياق متصل، قال المحلل السياسي الدكتور حسام الدجني :"اعتقد أن ملف إحياء ملف السلام سيكون مطروحا ولكن لا اظن أنه سيحقق نتائج ولكن هدف زيارة بايدن الأساسي هو البحث عن بدائل للغاز الروسي من خلال منطقة الشرق الأوسط ومن الشرق المتوسط والملف الثاني متعلق بالأمن الإقليمي وكيفية إدماج إسرائيل ضمن تحالف ضد الملف النووي الايراني وضد محور المقاومة."
وأكد الدجني أن ملف العملية السياسية سيكون موجودا وسيبذل جهد بايدن بأن يحقق به اختراق من أجل دفع عجلة التطبيع مع المملكة العربية السعودية التي ما زالت متمسكة بموقفها أنه لا تطبيع مع دولة الاحتلال دون إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لذلك سيبذل جهدا بايدن.
وأوضح أن أسرائيل تحاول أن تقدم هذه التسهيلات من أجل هدفين، الأول نجاح زيارة بايدن التي تصب في صالح إسرائيل، أما الهدف الثاني هو متعلق بإدارة الانقسام من خلال الانفراد بكل طرف على حدا، حركة حماس تقدم التصاريح وبعض التسهيلات والمنح المالية والسلطة الفلسطينية تتدفق أموال الاتحاد الاوروبي والمقاصة وغيرها.
وتابع، في تقديري إسرائيل تدير الملف باقتدار من خلال تجميد العملية السياسية والنضال الوطني الفلسطيني مقابل هذه التسهيلات التي يتلقاها المواطن بشغف في ظل الحصار المفروض على الضفة وقطاع غزة.