الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هالة جبريل: "بنت الطنطورة" المشتبكة مع الرواية الصهيونية من مسافة صفر

نشر بتاريخ: 26/12/2022 ( آخر تحديث: 26/12/2022 الساعة: 18:56 )
هالة جبريل: "بنت الطنطورة" المشتبكة مع الرواية الصهيونية من مسافة صفر

كتب: سنان شقديح

الطنطورة قرية صيد فلسطينية جميلة على بعد 15 ميلاً جنوب حيفا. عدد سكانها قبل النكبة 1700 نسمة. في الساعات الأولى من يوم 23 ايار 1948 تعرضت للهجوم والاحتلال من قبل اللواء الثالث في منظمة الهاغاناه الكتيبة 32. وتم خلال الاحتلال ذبح أكثر من 200 من ابنائها معظمهم من الشبان العزل. وسُجن آخرون ووُضعوا في الأشغال الشاقة. وانتهى المطاف بمعظم الناجين في مخيمات اللاجئين في سوريا. هدمت الطنطورة ولم يتبق منها سوى منزل واحد قائمًا جزئيًا هو منزل عائلة جبريل.

هدمت الطنطورة لكن نسل لاجئيها ولدت هالة غبريال "جبريل" مخرجة أفلام فلسطينية أمريكية اعادت الحياة لهذه القرية وجعلت منها شوكة في قلب الرواية الصهيونية.

هالة خريجة معهد كاليفورنيا للفنون وحائزة على الجائزة الفضية لمهرجان هيوستن السينمائي الدولي. ولدت كلاجئة لوالدين هربا من طنطورة الى مخيم اليرموك في سوريا والمنزل القائم جزئيا في الطنطورة هو ملك لعائلتها. أمضت سنواتها الأولى في أماكن مختلفة في سوريا وكانت لا تزال طفلة صغيرة عندما هاجر والداها معها إلى الولايات المتحدة.

في عام 2010 عادت هالة الى الطنطورة وزارت بيت العائلة والتقطت صورة لها على بابه وقابلت أقاربها الذين لجأوا إلى قرية الفريديس المجاورة التي نجت من الدمار. وقابلت ايضا ثلاثة رجال شاركوا في الهجوم على طنطورة وفي تنفيذ المجزرة.

بعدها اخرجت الفيلم الوثائقي "الطريق إلى طنطورة".

موقع القرية الآن منتجع شاطئي. المقبرة الجماعية التي دفن فيها ضحايا المجزرة مغطاة بموقف سيارات.

تقول هالة في لقاء قديم معها: كطفل لم اسمع الكثير عن طنطورة وما حدث لسكانها...لم يتذكر والداي شيئًا عن الحياة في طنطورة. مرة واحدة فقط لاحظ والدي أن طنطورة كانت جميلة جدًا. في مناسبة أخرى سألته: "لماذا لا نعود؟" أجاب: "لا يسمح لنا بالعودة" ثم ابتعد وأغلق الباب. لم أقم بإحضار الموضوع مرة أخرى. لقد فهمت أن هناك شيئًا مؤلمًا في ماضيه أراد بشدة أن ينساه... بعد مجيئنا إلى أمريكا أصر والداي على أن نصبح مثل الأمريكيين الآخرين. كنا نتحدث الإنجليزية ، وأكلنا المعكرونة والجبن ، وزيننا أشجار عيد الميلاد رغم أننا لم نكن مسيحيين. كنت أعرف أننا فلسطينيون. كنت أعلم أننا كنا لاجئين. لكنني لم أفهم حقًا ما يعنيه ذلك.

وكبرت هالة جبريل ومن اسئلة علقت بذاكرتها ومن خلال مشاركتها نشاطات المؤسسات الفلسطينية باتت "بنت الطنطورة" في طليعة الفلسطينيات المشتبكات مع الرواية الصهيونية من مسافة صفر في الولايات المتحدة.

هالة غابراييل "جبريل" الفلسطينية الاميركية الفخورة بفلسطينيتها هي الان مديرة تمويل الإنتاج في شركة نيتفيلكس وباتت الهدف رقم واحد لحملات اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.

ومنذ فترة تكثفت الحملة ضد " بنت الطنطورة" بين اسرائيل التي انطلقت فيها حملة تطالب بمقاطعة شركة "نيتفليكس" والولايات المتحدة التي انطلقت فيها حملة اخرى تطالب بطرد هالة من موقعها في شركة نيتفليكس.

"بنت الطنوطورة" ردت على الحملات كتابة وعبر تمويل ودعم افلام اخرى تتبنى الرواية الفلسطينية. وردت بأعلان موقفها المشتبك مع الرواية الصهيونية لتعلن انها مع تجريم تبرير ممارسات الفصل العنصري والتطهير العرقي الإسرائيلي بادعاء انه كان لبعض الاوروبيين وجود في فلسطين قبل الاف السنين.

وفي تغريدات اخرى وصفت المخرجة والمديرة التنفيذية لتمويل الإنتاج في شركة نيتفليكس اسرائيل بأنها دولة استعمارية تمارس الفصل العنصري.

وقالت غابرييل في تدوينة لها على تويتر: تكمن الخطورة في دعم دولة عنيفة، عنصرية، استعمارية، تمارس الفصل العنصري، هي اسرائيل الصهيونية.

وقالت غابرييل في تدوينة أخرى: "إسرائيل تأسست على ارتكاب الإبادة الجماعية والتستر عليها وتحريف الحقائق". إنهم مستمرون في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني بأشكال عديدة حتى يومنا هذا. منظمة العفو الدولية تعرف إسرائيل بأنها تمارس الفصل العنصري".

غابرييل انتجت واخرجت مؤخرا فيلم وثائقي عن "الحاخامات الذين يدعمون الحق الفلسطيني ويقاومون العنف الإسرائيلي"، وأطلقت عليه اسم "انتفاضة الحاخامات". الذي "يتبع أربعة حاخامات في جميع أنحاء العالم لمعرفة سبب دعمهم لتحرير فلسطين في حين أن معظم الحاخامات الآخرين لن يفعلوا ذلك."

وبالإضافة إلى منصبها البارز في شركة نيتفليكس، فإن غابرييل لها نشاطات كمشرفة إنتاج ومحاسب إنتاج في العديد من الاستوديوهات الكبرى في لوس أنجلوس، وكاليفورنيا.

وهي أيضًا المخرجة والمنتجة للفيلم الوثائقي "ليلة واحدة في طنطورة"، وكان اول الفيلم الاول عن المذبحة.