الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة حوارية في جامعة بيرزيت حول اثر الحواجز الاسرائيلية على الفلسطينين

نشر بتاريخ: 13/03/2006 ( آخر تحديث: 14/03/2006 الساعة: 00:39 )
رام الله - معا - قال د. مصطفى البرغوثي، النائب في التشريعي عن قائمة فلسطين المستقلة، أن الحواجز التي تضعها إسرائيل بين المدن الفلسطينية جزء من منظومة استعمارية متكاملة تم تطويرها عام 1967، و تزايدت بعد توقيع اتفاقية اوسلو.

وكان د. البرغوثي يتحدث خلال ندوة بعنوان" الحياة بين المعابر و الحدود" نظمتها، اليوم، هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي العربية ) في معهد الحقوق في جامعة بيرزيت بمشاركة عميد كلية الحقوق في جامعة بيرزيت د . علي الجرباوي، و مدير الخدمة الاجتماعية في جامعة النجاح د. سامي الكيلاني، إضافة إلى العشرات من طلاب الجامعات الفلسطينية الذين تحدثوا عن تجاربهم و معاناتهم على الحواجز الإسرائيلية.

وأشار د. البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية، إلى أن الهدف من الجدار و المستوطنات و الحواجز هو خلق وضع تصبح فيه الأراضي الفلسطينية ملكا لإسرائيل و تحويل القرى الفلسطينية لأجسام غريبة تحل مكانها المستوطنات.

و أضاف: " اكبر تحدي يواجه الفلسطينيين هو مشروع اولمرت الذي يجب التصدي له بائتلاف و طني، و الحواجز هي جزء من مخطط عام للاحتلال. أما الهزيمة فهي ترك الوطن و الرحيل عنه."

وحول تأقلم الفلسطينيين مع الحواجز الإسرائيلية قال د. البرغوثي:" التأقلم أحيانا يكون نوع من الصمود فرغم الإجراءات و الحواجز الاحتلالية نصل للجامعة و المستشفى... الخ. لكن يجب أن لا نتعايش مع الوضع ونقبل به بل يجب البحث عن وسائل أخرى لمواجهته. "
أما بالنسبة لكيفية التخلص من الحواجز أكد البرغوثي: " الأسلوب الرئيسي لمقاومة الوضع هو عدم الاتكال على الآخرين و الاعتماد على النفس و تنظيم أنفسنا في تحدي شعبي واسع لكل الإجراءات الإسرائيلية. بالتالي الوضع غير طبيعي ولا يمكن التعامل معه إلا بالتمرد و النموذج موجود للهبة الشعبية التي تشهدها قرية بلعين لمواجهة الجدار. "

حرب الإرادة و الآثار النفسية:

وحول تأثير الحواجز نفسيا على الفلسطينيين قال د. سامي الكيلاني: " هناك آثار نفسية قريبة و بعيدة المدى، حيث تولد الحواجز توتر شديد و عدم تركيز لدى الطلاب الذين يبذلون جهدا في الوصول لجامعاتهم. كما يتطور العنف داخل نفسية الطالب سواء ضد المحتل أو البيئة المحيطة. "

و أضاف د. الكيلاني: " الحرمان من التعليم هو حرمان من المستقبل، و لدى الطالب الفلسطيني إصرار على الوصول إلى مقاعد دراسته. كما يوجد تفهم من المحاضرين لظروف الطلاب و لكن ليس على حساب جدية العمل الأكاديمي. "

وأكد د. علي الجرباوي أن الهدف من الحواجز الإسرائيلية هو حرب إرادة حيث قال: " يحاول الاسرائيلين فرض الاستسلام على الفلسطينيين و بالتالي يجب مواجهة الحواجز و تخطيها و كأنها غير موجودة. "

و اضاف: " المشكلة الأساسية هي الاحتلال حيث تم التغاضي عن انتهاكاته في مسيرة سياسية سلمية لم تقدم إلا المزيد من الإجراءات الإسرائيلية التعسفية. "

الطلاب و الحواجز:
و حول معاناة الطلاب الفلسطينيين على الحواجز قالت الصحافية آلاء كراجة: " لقدت عانيت في فترة الثانوية العامة من الحاجز الموجود على مدخل قريتي، و كنت اضطر لحمل جميع الكتب خوفا من عدم تمكني من العودة للمنزل، و هذا اثر على مستواي الدراسي بسبب الإنهاك و التعب ولكن كان هناك تحدي حتى وصلت للجامعة. "

كما اضطرت الطالبة يسرى مرار من السكن في المدينة بعيدا عن قريتها بسبب الحواجز الإسرائيلية التي تأخر وصولها للجامعة مما سبب لها أزمة اقتصادية.

و يلوم الطالب محمد سعيد أساتذة الجامعات لعدم تفهمهم لمعاناة الطلاب على الحواجز حيث قال:" وصلت لإحدى محاضراتي متأخرا بسبب وجود حاجز للاحتلال، و قام الأستاذ بطردي بسبب تأخري. "
في المقابل، أشار الطالب أيوب جبارين إلى إن الحواجز أصبحت أمرا روتينيا تستغله إسرائيل لإذلال الفلسطينيين.

و قال الصحفي احمد زكي: " شاهدت كمراسل التنكيل الإسرائيلي على الحواجز، و عندما نذهب لتغطية حدث صحفي نحتاج لوقت طويل للوصول إلى مدينة لا تبعد عن رام الله عشرين دقيقة في الوضع الطبيعي. "

أما الصحفي نزار الغول فيؤكد أن ضعف الهبة الشعبية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية كانت نتيجة لعسكرة الانتفاضة، حيث اقتصرت المقاومة على المجموعات المسلحة.
وقال علاء أبو بكر من جمعية الهلال الأحمر أن هناك إحباط لدى الفلسطينيين من الحواجز و لا يوجد تأقلم حيث يتعمد جنود الاحتلال إيقاف سيارات الإسعاف التي تقوم بخدمات إنسانية.

و الجدير ذكره أن البي بي سي العربية أطلقت حملة إعلامية تهدف للشباب العربي مناقشة القضايا الهامة و التعبير عن آرائهم و تطلعاتهم المستقبلية. و تتضمن الحملة عقد سلسلة جلسات حوارية في خمسة بلدان عربية شعارها " مستقبلك... من يقرره ؟ " .