الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع

نشر بتاريخ: 18/12/2023 ( آخر تحديث: 18/12/2023 الساعة: 16:33 )
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع

غزة- خاص معا- بعد اقدام جيش الاحتلال الاسرائيلي على محاصرة خان يونس جنوب قطاع غزة منذ عشرة ايام أصبحت مخيمات المنطقة الوسطي من قطاع غزة محاصرة ايضا من الجهتين الشمالية التي تفصلها عن غزة والجنوبية التي تفصلها عن خان يونس.

وأصبح قطاع غزة مقسما لثلاثة أقسام، الاول يضم غزة والشمال وبه نحو 400 الف فلسطيني بعد موجات النزوح الكبيرة وتتحكم إسرائيل بالطريق الوحيدة المسموحة من الشمال باتجاه الجنوب عبر ما بات يعرف "بحاجز الكويت".

القسم الثاني، يضم النصيرات والبريج ودير البلح والمغازي إضافة إلى المصدر والزوايدة والمغراقة وتضم نحو 400 الف نسمة ايضا عدا عن أعداد إضافية من النازحين.

والقسم الثالث، رفح وخان يونس بينها تواصل جغرافي على طريق البحر في حين قطع جيش الاحتلال طريق صلاح الدين. وانعكس هذا التقسم على نقل المساعدات التي لا تصل إلى غزة والشمال والمنطقة الوسطى .

وحذرت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق من مجاعة حقيقية وغير مسبوقة في قطاع غزة، بدأت ملامحها بوضوح في مدينة غزة وشمالها؛ جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل بالتزامن مع حصار مشدد ومنع وصول إمدادات الغذاء والماء، لأغلب سكان

القطاع.

وتؤكد المعطيات أن عشرات الآلاف من الأسر في قطاع غزة، تمضي يومها كاملاً وعدة أيام دون أي وجبة طعام، وأنهم يتقاسمون الفتات، خاصة في ظل القصور الواضح في توزيع المساعدات الإنسانية المحدودة التي تدخل القطاع، والتي يتركز أغلبها حاليا في رفح، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي البري على خانيونس.

ومن بين 2.3 مليون نسمة يعانون من مشاكل حقيقية في الحصول على الطعام والماء، يواجه موظفونا في قطاع غزة الأزمة ذاتها، حيث أبلغوا عن عدم قدرتهم على تأمين احتياجات أسرهم من المواد الغذائية، فالأسواق والمحال التجارية بعد 69 يومًا من الهجوم الإسرائيلي لم يعد بها بضائع، والمساعدات الإنسانية محدودة ولا تصل جميع السكان وهي بالأساس تستهدف مراكز الإيواء التي تغض بمئات الآلاف من النازحين/ات، فيما يجري توزيع الطحين بآليات بطيئة جدًا، ولا تزال مئات آلاف الأسر تنتظر نصيبها

وينتظر الأهالي ساعات طويلة تمتد لأكثر من 10 ساعات قرب مراكز التوزيع التي تقتصر حاليا على مدينة رفح دون جدوى.

وتشير مؤسسات حقوق الإنسان إلى أن مظاهر الجوع تبرز بوضوح في محافظة شمال غزة ومدينة غزة، حيث يتواجد مئات الآلاف من الفلسطينيين/ات، وأغلبهم عانى من النزوح المتكرر لعشرات المرات تحت وطأة القصف الإسرائيلي والقتل الجماعي، وفي كل مرة ينزحون فيها يضطرون لترك أي أمتعة ومواد غذائية خلفهم .

وباستثناء عدد محدود من شاحنات المساعدات التي دخلت شمال وادي غزة خلال أيام الهدنة الإنسانية، توقف وصول المساعدات تماما إلى محافظة شمال غزة ومدينة غزة بعد انتهائها في 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث اشتدت وتيرة القصف والهجوم الإسرائيلي خاصة على جباليا وبيت لاهيا شمال غزة، وأحياء الشجاعية والزيتون شرق غزة، وما رافق ذلك من اشتداد وتيرة الأزمة الإنسانية.

ووفق برنامج الغذاء العالمي، فقد تمكن خلال أسبوع واحد (أيام الهدنة) من إيصال المساعدات الغذائية إلى ما يقرب من 250 شخص شمال وادي غزة، وهذا يعني أنه حتى في أيام الهدنة لم تصل أي مساعدات لمئات الآلاف الآخرين في غزة وشمالها، مع وجود تقديرات بوجود نحو 700-800 ألف نسمة.

كما أن أزمة الجوع تتفشى في جنوب وادي غزة أيضاً، وتتفاوت مستوياتها من منطقة لأخرى، حسب مستوى شدة الهجوم الإسرائيلي، حيث تزداد حاليا المعاناة في خانيونس عن غيرها من المناطق جنوب وادي غزة.

وتلقت مؤسساتنا شهادات، عن توقف توزيع وجبات الطعام في أغلبية مراكز الإيواء التي تديرها الأونروا، وأن الأسر تبحث بشكل فردي بصعوبة عن توفير احتياجاتها.

ووفق متابعة حقوق الإنسان ، فإن الأسر التي بقيت في منازلها أو مراكز الإيواء في المناطق التي تشهد هجوم بري لقوات الاحتلال، محاصرة داخل تلك المنازل ومراكز الإيواء دون الحصول على أي مساعدات أو إمدادات غذائية، فضلا عن تعرضهم لخطر القصف والاستهداف.

ووفق ما نشره برنامج الغذاء العالمي، فإن 9 من كل 10 أشخاص في أنحاء قطاع غزة يقضون يومًا كاملًا، ليلًا ونهاراً، دون أن يأكلوا أي شيء، مؤكدًا أن خطر الجوع ينتشر على نطاق واسع وتزداد العائلات يأسا في بحثها عن الطعام.

ووفق منظمات حقوق الإنسان ، فإنه مع نفاد البضائع كافة من الأسواق، يلجأ من لديه نقود من السكان للشراء من بعض الأهالي الذين استلموا مساعدات معينة في الأوقات السابقة ويضطرون لبيعها، ويتم شراء هذه البضائع بأسعار باهظة جدًا، لا يستطيع أغلب السكان تحمل تكاليفها بعد أكثر من شهرين على الهجوم الإسرائيلي.

وبشكل عام ازدادت نسبة البطالة عن 45 % في قطاع غزة، وارتفعت إلى قرابة 67 % في أوساط الشباب والخريجين/ات، وأغلب الذين كانوا يعتاشون على الدخل اليومي كالسائقين وأصحاب صالونات الحلاقة والعاملين/ات في المصانع والمحلات والمخابز والمطاعم أصبحوا بلا دخل حاليا، كما أن غالبية الموظفين/ات العموميين لم يتقاضوا رواتبهم، وبالتالي فإن الغالبية العظمى من السكان لا يتوفر لديهم أي أموال لشراء الضروريات اليومية الشحيحة التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني.

ويضطر الناس لحصر الوجبات لوجبة واحدة يوميا نتيجة شح الأموال والمواد التموينية، ويقومون بتجهيزها بعد معاناة شديدة تبدأ بجمع مواد تشعل النار كالحطب والكرتون بديلا عن غاز الطهي المفقود من بداية الحرب. كما تسببت الأجواء الجوية الماطرة والباردة في تفاقم معاناة الناس وغرقت آلاف الخيام بالمياه، ولا يتوفر أي ملابس شتوية للسكان.

















تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع
تقرير معا: إسرائيل تقسم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام وترسم خارطة الجوع