السبت: 26/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

منتدى الخبرات في رام الله يحيي أمسية "لحن الحرية" بنبض الأغنية

نشر بتاريخ: 25/04/2025 ( آخر تحديث: 25/04/2025 الساعة: 16:28 )
منتدى الخبرات في رام الله يحيي أمسية "لحن الحرية" بنبض الأغنية


رام الله معا- أقيمت جلسة "لحن الحرية" في منتدى الخبرات التابع لبلدية رام الله بقيادة د. عليا الشعار، بمشاركة مجموعة من عضوات المنتدى اللواتي اخترن أغانٍ كان لها أثر خاص في حياتهن، وأعدن تقديمها بروح مفعمة بالشعور والانتماء.

كل أغنية كانت بوابة لمشاعر دفينة، قصص شخصية، وتجارب لم تُنسَ. حملتنا جمانة كيالي يإحساسها إلى نشيد "أنا أحمد العربي" من كلمات محمود درويش وألحان خالد الهبر، حيث تسلّل الحصار إلى أعماقنا، وذكّرنا الصوت بصمود المخيمات وكرامة المقاومة.

ومن دفء الحنين، حملتنا حنان خلف لأغنية "نسم علينا الهوى" لفيروز، ففتحت بنافذتها رياح الذكريات، وأعادتنا إلى صور الغربة والرجاء وحنين العودة.

في المقابل، حمَلت فاتنة جرار وجع الأمة بصوت لطفي بوشناق في "وا أمتاه"، حيث امتزجت كلمات فيصل الشريف بصوت يصرخ بوجع الصامتين في وجه الاحتلال والتخاذل.

أما بثينة صعيدي، فقد قدمت قراءة لأغنية "شرفت يا نيكسون بابا" للشيخ إمام، بما تحمله من روح ساخرة وناقدة للمواقف السياسية المتقلبة، حيث تُجسّد الأغنية موقفًا شعبيًا جريئًا، يعكس نبض الشارع العربي في لحظات مفصلية من تاريخه، وتُعيدنا إلى زمنٍ كانت فيه الأغنية أداة مقاومة، ومرآة صادقة لوعي الناس، تطرح الأسئلة دون مواربة، وتلامس جوهر التناقضات بين الرسمي والشعبي.

كل عضوة شاركتنا جزءًا من ذاكرتها، فانبثقت من كل أغنية حكاية، ومن كل صوت لحظة مشتركة. لم يكن اللقاء مجرد جلسة فنية، بل كان مساحة شعورية وإنسانية، جمعت الحضور من خلفيات متنوعة في لحظة انتماء نادرة، حيث تداخلت النظرات، وتدفّقت الذكريات بانسيابية صادقة.

وفي ختام اللقاء، قدّمت د. عليا الشعار مداخلتها التي حملت عمق التجربة، باختيارها أغنية "أهو دا اللي صار" لسيد درويش، التي جسّدت التحولات الاجتماعية والسياسية في سياق الغناء الشعبي، وعبّرت من خلالها عن مقاومة الاستعمار بالسخرية والفن والكرامة. الأغنية لم تكن فقط حالة فنية، بل تجسيدٌ لروح شعب قاوم القمع والتهكم بالتحدي والوعي.

ما ميّز هذه الأمسية، أنها لم تكن لحظية الأثر. فقد بقيت الأغاني تتردد بداخلنا بعد انتهاء اللقاء، واستمر النقاش بين الحضور، وتبادلوا الانطباعات... وكأن اللقاء ما زال مستمرًا. هذه هي قوة الموسيقى حين تلامس الذاكرة والهوية.

وبينما كنت أتابع اللقاء، لم أكن أراقب الأغاني فقط، بل راقبت أثرها ، كيف لحن أو بيت شعر يمكن أن يلمس قلوب الجميع، يوقظ الذاكرة، ويربطنا كتجارب إنسانية رغم اختلافنا، ويصنع تقاطعًا حيًا بين من عاش تلك الحقبة، ومن يتأملها الآن.

ندعو شباب مجتمعنا للانضمام إلى مشاركتنا مثل هذه اللحظات في أنشطة منتدى الخبرات ليس فقط للاستماع، بل للمجاورة والتعلم والاستمتاع. فالأغنية واللحوار ليسوا فقط تَذَكُّرًا لماضٍ، بل جسرٌ حيّ لفهم الحاضر والتعلّم من تاريخنا دون إسقاط، بل برغبة أصيلة في التقاطع الإنساني.