رام الله- معا- قال وزير الثقافة عماد حمدان، بمناسبة أسبوع المرور العربي، إن هذه المناسبة مهمة لإدماج ثقافة السلامة المرورية في سلوكنا اليومي، وفرصة لتفعيل دور المؤسسات، وفي طليعتها المؤسسات الثقافية، في ترسيخ مفاهيم الوعي والانضباط والمسؤولية المجتمعية.
واضاف أن ثقافة المرور تشكل أحد ركائز الوعي الحضاري للمجتمع، والالتزام بقواعد السلامة على الطرق يعكس مستوى الوعي العام واحترام الحق في الحياة.
وأضاف الوزير حمدان أن مشهد الطرق والمركبات يعكس طبيعة الثقافة السائدة في المجتمع، ومدى تجذّر القيم المجتمعية التي تقوم على احترام القانون، والمسؤولية الفردية. ومن هذا المنطلق، فإن وزارة الثقافة ترى أن السلامة المرورية شأن ثقافي مهم، متعلق بتكوين الإنسان وتربيته، وبنمط تفكيره وموقفه من ذاته ومن الآخرين.
وأكد الوزير حمدان أن الثقافة التي نسعى لترسيخها هي ثقافة تحرر ومسؤولية، ثقافة تبني الإنسان في ظل الاحتلال كما تبنيه في ظل السيادة، ثقافة لا تكتفي بإنتاج الفنون والأدب، إنما تسعى لتصوغ السلوك المجتمعي وتنقله من الفوضى إلى النظام، ومن الاستهتار إلى الوعي، ومن الفردية إلى الشراكة. ولهذا نؤكد أن مسؤوليتنا في وزارة الثقافة لا تقتصر على الفضاء الفني والأدبي والمعرفي، إنها تمتد إلى الفضاء العام، إلى الشارع والمدرسة والسوق ومكان العمل، حيث ينبغي أن تكون القيم الثقافية في أبسط تفاصيل الحياة، وفي مقدمتها سلوكنا في الطرق؛ حيث نؤمن بقدرة الفن والمسرح والقصة والدراما والموسيقى على نقل هذه الرسائل، وترسيخ هذه القيم، وقدرتها في التأثير على العادات اليومية.
وأضاف حمدان أنه استناداً إلى هذا الدور الثقافي والتوعوي، أعدّت وزارة الثقافة برنامجاً خاصاً لأسبوع المرور في كافة محافظات الوطن، بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات، ووزارة التربية والتعليم العالي، وقيادة الشرطة، وبلدية رام الله، والعديد من المؤسسات الثقافية، يتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة الثقافية والإعلامية والتوعوية، بهدف تعزيز ثقافة السلامة المرورية، وترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية في سلوك الأفراد، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً واحتراماً للحياة العامة.
وختم حمدان : إننا في وزارة الثقافة نعيد التأكيد على التزامنا بتعزيز هذه الثقافة المجتمعية، وبالعمل المستمر لدمج مفاهيم السلامة المرورية في مشاريعنا وبرامجنا، من خلال دعم المبادرات الثقافية التي تُعلي من قيمة الحياة، وتدعو لاحترام القانون، وتجعل من السلامة المرورية جزءاً من السلوك الحضاري للمواطن الفلسطيني. لأن الإنسان هو جوهر الثقافة، وسلامته ووعيه هما أساس أي مشروع وطني يرتكز على التنمية والتحرر.