الأربعاء: 21/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

استطلاع كوكالي: دعم محدود لتعيين الشيخ نائباً لرئيس وغزة أكثر تأييدًا

نشر بتاريخ: 21/05/2025 ( آخر تحديث: 21/05/2025 الساعة: 14:24 )
استطلاع كوكالي: دعم محدود لتعيين الشيخ نائباً لرئيس وغزة أكثر تأييدًا

بيت لحم- معا- في أحدث استطلاع للرأي العام، أعدّه الدكتور نبيل كوكالي، رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي (PCPO)، وشمل عينة عشوائية ممثلة من 912 مواطناً ومواطنة من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً، أظهرت النتائج تبايناً ملحوظاً في مواقف الفلسطينيين تجاه عدد من القضايا السياسية الراهنة.

وأوضح الدكتور كوكالي أن الاستطلاع يهدف إلى قياس توجهات الرأي العام الفلسطيني بشأن أبرز التطورات السياسية، وعلى رأسها تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس دولة فلسطين، وردود الفعل على الخطاب الأخير للرئيس محمود عباس، إضافة إلى مواقف المواطنين من تصريحات حركة حماس المتعلقة بمبادرات التهدئة وتبادل الأسرى.

وقد جاءت النتائج لتعكس تنوعًا واضحًا في الآراء والانطباعات لدى المواطنين، مما يُبرز أهمية الاستطلاع كأداة لرصد نبض الشارع الفلسطيني وفهم مواقف مختلف فئاته تجاه المستجدات السياسية.

دعم محدود لتعيين حسين الشيخ... وغزة أكثر تأييدًا

أعرب 18.9% من المستطلَعين عن تأييدهم الشديد لانتخاب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ نائباً لرئيس دولة فلسطين، فيما أيد 12.8% القرار بدرجة جزئية. في المقابل، عبّر 13.3% عن معارضة شديدة، و7.2% عن معارضة جزئية، بينما اختار 31.6% موقف الحياد، في حين رفض 16.2% الإجابة أو لم يكن لديهم رأي محدد.

واللافت أن سكان قطاع غزة أبدوا تأييدًا أعلى بكثير من سكان الضفة الغربية؛ حيث أيّد 34% من الغزيين القرار بشدة، مقابل 8.9% فقط في الضفة. في حين عارض 16% من سكان الضفة القرار بشدة، مقارنة بـ9.1% فقط في غزة.

الخطاب الأخير للرئيس عباس... انقسام في الرأي وثقة متفاوتة

حول خطاب الرئيس محمود عباس في رام الله، والذي وجّه فيه انتقادًا حادًا لحركة حماس، أيد 32.3% من المشاركين التصريح واعتبروه يعبر عن واقع يجب مواجهته بوضوح، في حين رأى 26.4% أنه تصعيد يضر بالوحدة الوطنية، واعتبر 26.6% أن التوقيت غير مناسب.

وكان التباين بين المنطقتين واضحًا: فقد أيد الخطاب 61.9% من المشاركين في قطاع غزة، مقارنة بـ12.9% فقط في الضفة الغربية. أما نسبة الرافضين للخطاب فقد بلغت 34.7% في الضفة، مقابل 13.8% في غزة.

وعند سؤالهم ما إذا كان هذا الخطاب عزز ثقتهم بالقيادة الفلسطينية، أجاب 33.7% بنعم، مقابل 51% قالوا لا، و15.4% لم يحددوا رأيًا. وقد كانت الثقه أعلى بكثير في غزة (55.8%) مقارنة بـ19.1% في الضفة.

تصريحات حماس بشأن تعيين الشيخ تثير انقسامًا واسعًا

تعقيبًا على تصريح نُسب إلى حركة حماس، وصفت فيه تعيين حسين الشيخ بأنه "تكريس لنهج التفرد وتجاهل للأولويات الوطنية"، انقسم المشاركون في الاستطلاع بين مؤيد ومعارض. فقد أيّد 35.4% هذا التوصيف (16.2% أيدوه بشدة و19.2% إلى حد ما)، في حين رفضه 40.6% بدرجات متفاوتة، واختار 24% الامتناع عن الإجابة أو قالوا إنهم لا يعرفون.

وسجّلت غزة أعلى نسبة رفض شديد لهذا التصريح (40.7%)، مقارنة بـ15.5% في الضفة.

مبادرة حماس للتهدئة وتبادل الأسرى تحظى بتأييد شعبي واسع

أظهرت النتائج دعمًا شعبيًا واسعًا للمبادرة التي نُسبت إلى حركة حماس بشأن تبادل الأسرى دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات مقابل سحب مقاتليها وإنهاء الحرب على غزة. فقد أيد 45.5% من المستطلعين هذه المبادرة بشدة، و20.3% أيدوها بدرجة أقل، أي أن نحو ثلثي العينة أعربوا عن التأييد.

وكان هذا الدعم أقوى في قطاع غزة، حيث أيدها بشدة 69.1% من المشاركين، مقارنة بـ30% فقط في الضفة. أما نسبة المعارضين للمبادرة فقد بلغت على المستوى العام 11.1% فقط.

خلاصة وتوصيات

وبين الدكتور نبيل كوكالي أن نتائج هذا الأستطلاع تعكس حالة الاستقطاب السياسي والجغرافي الواضح بين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يتعلق بالقضايا السياسية الحساسة، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا القيادية، والتصريحات السياسية، والمبادرات المتعلقة بالتهدئة والوحدة الوطنية. كما تشير النتائج إلى وجود فجوة في الثقة بالقيادة الفلسطينية، لا سيما بين سكان الضفة، مقابل ميل أكبر نحو التأييد والمبادرة في قطاع غزة.

وأضاف أن هذا الاستطلاع يعكس أهمية العمل على رأب الصدع الداخلي وتعزيز الحوار الوطني الشامل كضرورة لتحقيق وحدة وطنية حقيقية تستند إلى التمثيل المتوازن والاستجابة لتطلعات الشارع الفلسطيني.

نبذة عن الاستطلاع

أفاد الدكتور إلياس كوكالي، رئيس قسم الأبحاث في المركز، أن هذا الاستطلاع شمل عينة عشوائية ممثلة مكونة من 912 مواطناً ومواطنة من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً. وقد أُجري خلال الفترة الممتدة من 29 نيسان وحتى 14 أيار 2025، باستخدام منهجين لجمع البيانات: 699 مقابلة وجهًا لوجه من خلال نظام TAPI، و213 مقابلة هاتفية باستخدام نظامCATI، ويبلغ هامش الخطأ في النتائج ±3.25% عند مستوى ثقة يبلغ 95.0%.

وقد شكّلت النساء 47% من المشاركين في الاستطلاع، في حين بلغت نسبة الرجال 53%. أما من حيث التوزيع الجغرافي، فقد جاءت العينة بنسبة 60.3% من الضفة الغربية و39.7% من قطاع غزة. وبلغ متوسط أعمار المشاركين 32.6 عاماً، وتراوحت أعمارهم ما بين 18 و82 عاماً.

تجدر الإشارة إلى أن المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي (PCPO)، الذي تأسس في مدينة بيت ساحور في شباط/فبراير عام 1994، يُعد من المؤسسات البحثية الرائدة في الأراضي الفلسطينية. ولا تقتصر أنشطته على استطلاعات الرأي العام فحسب، بل تشمل أيضاً مجالات البحوث السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية، والصحية، مما يعزز مكانته كمصدر موثوق للمعلومات والتحليل في القضايا الوطنية المختلفة.

وفي الختام، يُعد هذا الاستطلاع أداة فعّالة لفهم توجهات الشارع الفلسطيني حيال المستجدات السياسية الراهنة، كما يُبرز تباين المواقف ووجهات النظر بين مختلف فئات المجتمع. ويؤكد المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي التزامه المتواصل بتقديم بيانات دقيقة وموضوعية تساهم في دعم صُنّاع القرار، وتعزز الحوار المجتمعي القائم على أسس علمية ومهنية.

نبيل كوكالي
نبيل كوكالي