بيت لحم -معا-تحوّلت مرافئ إسرائيلية إلى نقاط مغادرة لرحلات بحرية خاصة تقلّ أفرادًا وعائلات إلى قبرص، في ظل الحرب والخشية من تدهور الأوضاع. ورغم امتناع معظم المسافرين عن التحدث علنًا، أقرّ البعض بأنهم "هربوا من الصواريخ"، وفق تقرير لصحيفة "هآرتس".
وبحسب التقرير، أصبحت المارينا في مدينة هرتسليا خلال الأيام الأخيرة إلى ما يشبه محطة انطلاق بديلة، مع توافد أفراد وأزواج وعائلات، منذ ساعات الصباح وهم يجرّون حقائب السفر بحثًا عن يخت يقلّهم إلى قبرص، ومنها إلى أي مكان آخر خارج إسرائيل.
وأظهرت مجموعات على "فيسبوك" مخصصة للرحلات البحرية، أن هناك المئات ممن يرغبون بمغادرة إسرائيل بهذه الطريقة، ووجد الطلب المتزايد استجابة فورية من أصحاب يخوت صغيرة في مرافئ مثل حيفا وعسقلان، ينظمون رحلات بحرية لا تتجاوز عشرة ركّاب.
ووفقا لـ"هأرتس"، التي رصدت نحو مئة شخص في مرسى هرتسليا، لا تزال سلطة السكان والهجرة عاجزة عن تقدير حجم الظاهرة، فيما يقول معظم المسافرين إنهم ليسوا مقيمين دائمين في إسرائيل، في حين يعترف قلة بأنهم يهربون من الصواريخ الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن امرأة وصفتها بأنها تودّع شريكها على الرصيف بينما يتوجه إلى لندن للقاء أطفاله، قولها: "ابني هنا. سأبقى لحمايته"، مضيفة أن "عددًا كبيرًا من القوارب تغادر، الناس في حالة هلع".
حالة أخرى رصدتها الصحيفة لرجل قرر الانتقال للعيش في البرتغال بناءً على طلب شريكته المقيمة هناك. وحين سُئلوا عن احتمالية تعرضهم لهجوم صاروخي في عرض البحر، أجاب أحدهم ساخرًا: "في أسوأ الأحوال نقفز إلى الماء، عليهم أن يكونوا دقيقين جدًا لإصابتنا".
وأشار التقرير إلى أن تكلفة الرحلة قد تتراوح بين 2500 إلى 6000 شيكل، تبعًا لنوع اليخت والسرعة والراحة. ولفت إلى وجود يخوت تنقل أشخاصًا دون تأمين. ورصدت الصحيفة أسرة مكونة من أبوين وطفل صغير، قررت الهروب من الحرب، مضيفة: "سئمنا من الصواريخ".