تل أبيب- معا- تجمع نحو ألفي متظاهر، مساء اليوم الخميس، في ميدان "هبيما" وسط تل أبيب، في تظاهرة مناهضة للحرب نظمتها ائتلافات يهودية- فلسطينية من نشطاء السلام ومنظمات حقوق الإنسان، رافعين شعار: "كفى للقتل، كفى للتجويع، كفى للتخلي".
وشهدت المظاهرة مشاركة لافتة من متحدثين هاجموا بشدة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وانتهاكات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية، بما في ذلك الإفراج الأخير عن مستوطن متهم بقتل الناشط الفلسطيني عوادة حتّلين، في حين لا يزال عدد من أقاربه معتقلين.
وفي خطوة نادرة ضمن تظاهرات بهذا الحجم في تل أبيب، اتهم الممثل الإسرائيلي المعروف يوسي زباري الحكومة الإسرائيلية صراحة بـ"ارتكاب إبادة جماعية"، قائلاً: "الكلمة التي نخاف منها أكثر من الفعل ذاته... هي الإبادة".
صور أطفال غزة والأسرى تملأ الساحة
ورفع المحتجون صورًا مؤلمة لأطفال غزة الجائعين والمصابين، إلى جانب صور الأسرى الإسرائيليين، فيما عرضت شاشة ضخمة على المسرح عبارة بثلاث لغات: "كفى للقتل، كفى للتجويع، كفى للتخلي".
وقالت الناشطة رُلى داوود، القيادية في حركة "نقف معا" الاشتراكية ذات الطابع الثنائي القومية: "هناك الآن طفلة في غزة تتضور جوعًا، وطفل عطشان لا نعرف كم بقي لديهم من طاقة ليصرخوا، لكنني أستطيع أن أصرخ نيابة عنهم".
ودعت داوود إلى نضال مشترك يهودي- عربي لتعطيل الحياة العامة حتى "تنكسر الحكومة"، مؤكدة أن الرفض بات واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا، في إشارة إلى رفض الخدمة العسكرية، وسط هتافات المحتجين: "ارفضوا، ارفضوا!".
خيمة نضال في ميدان ديزنغوف
وفي كلمة لافتة، أعلنت الناشطة غدير هاني، التي قدمت نفسها على أنها "مواطنة عربية فلسطينية من الداخل"، أن عشرات منظمات السلام ستبدأ يوم الأحد بنصب "خيمة نضال" في ميدان ديزنغوف، كمركز لاحتجاجات مستمرة وأعمال مقاومة سلمية.
وأكدت هاني: "لن نتوقف حتى تنتهي حرب الإبادة، وتسقط حكومة الموت".
وقدمت هاني مقطع فيديو مصورًا من غزة، أرسله الشاب رامي، الذي عرفته بأنه "فلسطيني من غزة نزحت عائلته وتعاني من الجوع".
وقال رامي في رسالته: "أتابع مظاهرات مناهضة الحرب في إسرائيل، وأشكر كل من رفع صور أطفالنا الذين قتلتهم إسرائيل. هذا يثبت أننا نشعر بألم بعضنا البعض".
احتجاج مستمر رغم القمع
المظاهرة تأتي وسط تصعيد في الملاحقات الأمنية لنشطاء السلام، ووسط أصوات متزايدة داخل إسرائيل تدعو لإنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف مأساوية.
وتعد هذه الاحتجاجات من أكبر الحركات الجماهيرية التي تشهدها تل أبيب منذ اندلاع الحرب، ويقول منظموها إنهم سيواصلون الضغط حتى "تحاسب إسرائيل على جرائمها".
اعتقالات في صفوف المتظاهرين بحيفا
في حيفا اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 14 متظاهرا مساء اليوم خلال مظاهرة في "المستعمرة الألمانية" بحيفا ضد الحرب على قطاع غزة.
واستخدمت الشرطة القوة في بعض الاعتقالات.
ورفع المتظاهرون لافتاتٍ ضد المجاعة في غزة، وهتفوا بشعاراتٍ ضد الحرب.
ووفقًا للشرطة، بدأت الاعتقالات بعد أن هتف المتظاهرون "بالدم والنار حررنا غزة".
وأوضحت الشرطة أن المتظاهرين "لم يستجيبوا لتعليمات رجال الشرطة الذين أبلغوهم بذلك، بعد أن رفعوا لافتاتٍ وهتفوا بشعاراتٍ منددة بإسرائيل وأفعالها التي قد تُخل بالسلم العام".
وشارك في المظاهرة، التي استمرت قرابة ساعة، حوالي مئة شخص.