الأربعاء: 25/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

حكومة بورتسودان المرتقبة.. من سيعتمد عليه كامل إدريس؟

نشر بتاريخ: 24/06/2025 ( آخر تحديث: 24/06/2025 الساعة: 21:23 )
حكومة بورتسودان المرتقبة.. من سيعتمد عليه كامل إدريس؟

بيت لحم معا- دعا رئيس حكومة أمر الواقع في بورتسودان كامل إدريس الطيب، قيادات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، لاجتماع حول رؤيته للمشاركة في الحكومة القادمة، مقترحًا تقديم ترشيحات بالأسماء والسير الذاتية دون التطرق لتحديد المناصب مسبقًا.

الاجتماع حضره "21" تنظيم سياسي وعسكري، ومن أبرز الحاضرين، مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل "محمد الجكومي"، قائد درع السودان "أبوعاقلة كيكل".
ولكن حضور قائد حركة جيش تحرير السودان "مني أركو مناوي"، قلب الموزاين، إذ دخل بنظرة ازدراء للحاضرين، معربا عن استيائه بعد تأكيد تعيين الجكومي وكيكل في الحكومة المرتقبة.
لم ينتظر مناوي نهاية الاجتماع، حتى انسحب، وأمر مساعده الأيمن "نور الدائم" بإفشال الاجتماع بعد انسحابه، ما ينذر بتصدع كبير داخل التحالف.

وأشارت تقارير سودانية، إلى أن الاجتماع أثار انقسامات داخل معسكر بورتسودان، خاصة بين قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا عام 2020، والذي يمنحها 25% من مقاعد الحكومة التنفيذية، إلى جانب تمثيل في مجلس السيادة والسلطات الولائية، ومنصب حاكم إقليم دارفور.

وأشارت "دارفور 24"، إلى أن بعض القادة، عبر عن تمسكه "بالحقائب الوزارية السيادية السابقة، لا سيما وزارتي المالية والمعادن، اللتين تُعدان من أبرز الوزارات التي حصلت عليها الحركات في الحكومات السابقة."

وأبدى كل من مني أركو مناوي، قائد حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، رفضًا قاطعًا لرؤية إدريس، فيما أظهر قيادات مثل عبد الله يحيى وصلاح آدم نور رصاص ومصطفى تمبور – المنشقين عن حركات رئيسية – مرونة تجاه مقترح رئيس الوزراء، ما يعكس تحوّلاً داخليًا قد يعيد رسم التحالفات داخل أطراف العملية السلمية.

وقال محمد سيد أحمد سر الختم “الجكومي”، رئيس مسار الشمال، أن اتفاق جوبا “لم يحدد وزارات بعينها لأي طرف”، وإنما منح نسبة 25% لكافة الأطراف الموقعة، في إشارة واضحة إلى رفض منهج المطالبة المسبقة بحقائب وزارية بعينها، بحسب ذات المصدر.

ابتزاز من الجيش

ما حدث خلال الاجتماع الأخير، أثار استياء قيادة الجيش السوداني، وأوفد البرهان، نائب مدير الاستخبارات اللواء حسن البلاب ونائب مدير الجهاز الفريق محمد عباس اللبيب، إلى قادة الحركة المسلحة.
وألمح المبعوثان، إلى أن حركة العرب في الشمال والوسط، قادرة على تعويضهم، وتحقيق مكاسب لهم ميدانية، أمام الحرب المستمرة ضد قوات الدعم السريع، منذ منتصف إبريل 2023.
وعدد المبعوثان، الدعم الذي تلقته الحركات من طرف الجيش، والذي يتمثل في 1800 مركبة عسكرية، و420 مليون دولار، مع خسائر فادحة أمام قوات الدعم السريع.
وتشير تقارير، إلى أن الخلافات تصاعدت بعد انتصارات قوات الدعم السريع الأخيرة في إقليم كردفان، مع جعل الجيش والقوات المتحالفة معه، يتبادلان الاتهامات بمسؤولية الهزائم.

حرب بالتسريبات

هذا وتشير تقارير سودانية، إلى أن الحرب الإعلامية بين معسكر بورتسودان، بدأت منذ فترة، عبر تسريب الخلافات الداخلية فيما بينهم، وتتبع الهفوات بين الأطراف.
وبهذا الخصوص، كتب مناوي قبل الأمس يوم 22 يونيو 2025 عبر منصة إكس: "في هذه الأيام تضاعفت حكاية تسريب اجتماعات وتوجيه الأقلام وألّسنة المقززة بعد تزوير المحاضر واخراجها من المضامين ، لغرض اغتيال البعض . هذه الصفة الجبانة يجب ألا تكون سلوك الحكام . ومن أراد احراق المراكب ظاناً انه قد عبر ، يخدع نفسه ويضحك علي الشعب . هذا الأسلوب يدفعنا إلى أن نتناول في الإعلام ما لا يمكن تناوله."