تل أبيب- معا- يتصاعد الجدل داخل إسرائيل بشأن فشل جهاز الإعلام الرسمي (الهاسبارا) في إيصال رواية واضحة ومتماسكة إلى العالم، في ظل تصاعد الحرب في غزة وتزايد الانتقادات الدولية.
وفي تقرير نشرته وسائل إعلام عبرية، وُصف واقع "الهاسبارا" بأنه ليس مجرد فشل، بل "فشل متكرر ومقصود"، إذ لم تعد إسرائيل تسعى لتبرير مواقفها من منطلق "أخلاقي"، بل أصبحت تكتفي بالقول إنها "لم تكن تقصد ذلك".
وفي تقرير نشره موقع "واللا" العبري، أشار إلى أن كل مرة يلتزم فيها المسؤولون الإسرائيليون الصمت، يملأ الآخرون الفراغ برواياتهم.
وفي المقابل، كلما تحدث وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، تتفاقم الأزمة الإعلامية، حيث تضطر المؤسسات لتدارك تصريحاته، رغم أنها باتت "ترفع الراية البيضاء".
وخلال الأسبوع الماضي، أُعيد بث مقابلة لأحد الوزراء الإسرائيليين مع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، حيث بدا الوزير متردداً، مرتبكاً، وعاجزاً عن الإجابة على أسئلة مباشرة وبسيطة مثل: "ما الذي تفعلونه في غزة؟" و"لماذا يبدو الأمر بهذا السوء؟"- في مشهد شُبّه بـ"طالب مدرسة يحاول الكذب على معلم التربية المدنية".
في هذا السياق، اعتُبرت تصريحات الوزير إلياهو نموذجاً لتصعيد الخطاب التحريضي، حيث قال علناً إن "كل غزة ستكون يهودية"، وإن "إسرائيل لا يجب أن تهتم بجوع سكان غزة"، مضيفاً: "لا يوجد شعب يطعم عدوه".
وأضاف التقرير بأن تصريحات كهذه، بحسب مراقبين، تُترجم خلال دقائق إلى عدة لغات، وتُستخدم كدليل ضد إسرائيل في ساحات الرأي العام الدولي.
الانتقادات طالت أيضاً وزيرة الإعلام السابقة غاليت ديستيل، التي استقالت بعد أيام من اندلاع الحرب، مشيرة إلى أنها لم تكن تملك صلاحيات، ولا ميزانية، ولا حتى طابعة. لاحقاً، ظهرت في مقابلة إعلامية وقدّمت اعتذاراً نادراً عن التحريض والتقسيم الذي مارسته، لكنها عادت لتصوّت لصالح الحكومة ذاتها.
وبينما يحاول ناشطون مثل نوعا تشبي ويوسف حداد الدفاع عن الرواية الإسرائيلية عبر شبكات التواصل، فإن تصريحات بعض الوزراء تأتي بمثابة "صب الزيت على النار"، مما يجعل جهود الإعلام الرسمي أقرب لمحاولة إطفاء حريق باستخدام عود أسنان، كما وصف التقرير.