بيت لحم- معا- عقدت مؤسسة الزيتونة الثقافية، بالشراكة مع المركز الثقافي لمدينة بيتشت الرومانية، ندوة فكرية تحت عنوان “النهضة الوطنية”، وذلك في إطار مشروعها الثقافي “نوافذ ثقافية”، تزامناً مع إعلان عدد من الدول، وفي مقدمتها فرنسا والمملكة المتحدة، نيتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، خلال الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقده في شهر أيلول المقبل.
وتأتي هذه الندوة في سياق تعزيز العلاقات الثقافية بين مدينة بيتشت الرومانية ومدينة بيت جالا الفلسطينية، التي تربطهما علاقة توأمة، وتسعى إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية من منظور ثقافي وإنساني، إضافة إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وخلال الندوة، استضافت المؤسسة الباحث الاقتصادي الدكتور حسن مكاوي، الذي قدّم مداخلة قيّمة تناول فيها أهمية شجرة الزيتون في الثقافة الفلسطينية، ليس فقط كرمز تاريخي ووطني، بل كمورد اقتصادي حيوي. واستعرض الدكتور مكاوي دور الصناعات المرتبطة بالزيتون، مثل إنتاج زيت الزيتون والصابون التقليدي ومنتجات أخرى، في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الصمود الفلسطيني في وجه التحديات المتزايدة، وعلى رأسها قرصنة أموال المقاصة من قبل سلطات الاحتلال، ما يؤثر بشكل مباشر على القطاعات الصحية والخدماتية، ومنها المستشفيات والمدارس.
وأشار الدكتور مكاوي إلى أن تسويق المنتجات الفلسطينية، داخل فلسطين وخارجها، يشكل أداة ناعمة وفعالة في مواجهة سياسات الحصار والتمييز الاقتصادي، كما يساهم في خلق فرص عمل جديدة لليد العاملة المتضررة من السياسات الاحتلالية والعدوان المستمر.
وفي ختام الندوة، شدّد المشاركون على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات الثقافية كجسر للتواصل بين الشعوب، ووسيلة لتعزيز الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية، وضرورة دعمها على مختلف الأصعدة، وخاصة في ظل التحولات السياسية الأخيرة التي قد تساهم في دفع عجلة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية