الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكومة حافية القدمين, فلا ترموا الاشواك في دربها

نشر بتاريخ: 19/03/2006 ( آخر تحديث: 20/03/2006 الساعة: 00:14 )
معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- بعد خمسين يوما من التشاور والتحاور اضطرت حماس لحمل حقائبها الوزارية على ظهرها, وسط استنكاف جميع الفصائل والقوى عن المشاركة معها في حمل هذا العبء الثقيل.

وقد استعانت حماس , في هذه المهمة التاريخية التي ينظر اليها الجميع بالمستقيلين والتكنوقراط وهو امر محمود ومبارك ، لكنه ليس كافيا ولا يشفي غليلنا, نحن الذين حلمنا بحكومة وحدة وطنية او ائتلافية بالحد الادنى , فالتكنوقراط لا يملكون المناعة السياسية الكافية ولا الوزن التاريخي لقيادة مرحلة من هذا النوع, ولنا في ذلك تجربة مع تكنوقراط رئيس الوزراء السابق احمد قريع , فالاشجار لا تنمو على الكتب.

وبالرغم من نجاح حماس في تشكيل الحكومة المباركة ، الا انها اخفقت في كسب شراكة اي فصيل اخر . بدء من فتح ومرورا بفصائل منظمة التحرير ووقوفا عند الجهاد الاسلامي ، وهو ما سيجعل حماس في حالة توتر دائمة وسيشعر وزرائها بالاستهدافية ويخشون التصّيد اداريا وماليا وسياسيا.

وحماس, كتب الله عليها ان تعيش الوحدة ، فقد كانت وحيدة في اغلب لحظات استهدافها وهي الان وحيدة في مسؤولية الحكم .وفي ذلك لمسة نقد لباقي القوى.

و كان الاسير القائد مروان البرغوثي اطلق صرخة " شركاء في الدم شركاء في الحكم" الا ان المقولة كانت مجرد حلم.

وبالتزامن مع ذلك اعلنت وسائل اعلام عبرية ان واشنطن طلبت من رئيس السلطة ابو مازن عدم اقرار الحكومة قبل انتهاء الانتخابات الاسرائيلية وعلى ما يبدو فان هذا ما سيحصل فابو مازن لا يحتاج الان لاغضاب واشنطن وحماس ليست معنية بان تبدا بالقدم اليسرى مع واشنطن واغلب الظن ان اداء القسم لن يكون الا مع بداية الشهر القادم.

اما ثالثة الاثافي فكانت اعلان اسرائيل خطة لمعاقبة الشعب الفلسطيني لاختياره حماس, وهو ما سيحرم حكومة حماس من حقها في التجربة الطبيعية.

ويتوقع اجلا ام عاجلا , ان تشتد الازمة بين مؤسسة الرئاسة ورئاسة الحكومة وسنشاهد الرئيس ابو مازن يذوق من نفس الكاس الذي ذاقه الرئيس الراحل عرفات حين كان هو رئيسا للوزراء, ولكن وفي اسوا الحالات لن تصل الامور الى مرحلة الطلاق بين الرئاسة ورئاسة الوزراء, وربما تقف الامور عند حالة انفصال زوجي , وان كل طرف ينام في سرير منفصل.

ومهما يكن الامر فان حكومة حماس ستحاول السير بنا بين السلام وبين الحرب وستمشي مثل حافية القدمين... فلا ترموا الشوك في دربها.