الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوركسترا فلسطين للشباب صيف 2009 إلى مهرجان بيت الدين بلبنان

نشر بتاريخ: 29/07/2009 ( آخر تحديث: 29/07/2009 الساعة: 21:53 )
رام الله -معا- احتفاءً بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، وتخليداً للذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، تستعد أوركسترا فلسطين للشباب التابعة لمعهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى المشاركة هذا الصيف في مهرجان بيت الدين اللبناني، وذلك في الـ 12 من آب القادم، يليها مشاركة أخرى في احتفالات مئوية العاصمة الأردنية عمان في 14 و15 من الشهر نفسه، بحيث يتوج صيف هذا العام بعروض موسيقية عربية ستحمل مضامينها خصوصية الحياة الفلسطينية وما يكتنفها من حب وألم وأمل وصبر وشغف بالحرية.

وتأتي مشاركة الأوركسترا للمرة الأولى في مهرجان بيت الدين، المكان الأثري الساحر المشيّد من القرن التاسع عشر والمقام على جبل لبنان، بمثابة نقلة نوعية ستضع الأوركسترا بطاقمها من العازفين وعتادها من الآلات الموسيقية في أجواء خاصة محاطة بعراقة معمارية تعتبر مزيجاً متناسقاً من بناء الحجر اللبناني في الخارج ومن الفن الزخرفي العربي في الداخل. كما ستكون مشاركتها في الأردن احتفالاً بمئوية عمان استكمالاً لانجازاتها حيث ستعزف هناك روائع الألحان وتغنى القصائد الفلسطينية في مركز الحسين الثقافي برعاية أمين عمان عمر المعاني.

وسيتألف عرض لبنان من غنائية أحمد العربي للشاعر درويش ومختارات من ألبوم عاشقة الغنائي، بقيادة المايسترو البريطانية سيان ادوارد وأداء سبعين عازفاً وعازفة من الشباب الفلسطيني في الوطن والشتات بصحبة موسيقيين من مصر وسوريا والأردن، سيكونون الدعامة الموسيقية لغنائية أحمد العربي، بمشاركة كل من الموسيقار اللبناني مرسيل خليفة والمطربة السورية أميمه خليل والفنانيّن الفلسطينييّن ريم التلحمي وباسل زايد. أما عرضا عمان فستغني التلحمي مختارات من أحمد العربي وعاشقة على أنغام الأوركسترا التي ستعزف أيضاً سيمفونية البطولة لبيتهوفن كما سيعزف عازف الكمان الفلسطيني باسل ثيودوري منفرداً مقطوعة رومانس لبيتهوفن.

"أحمد العربي" المادة التي ستكون حاضرة بقوة في عروض الصيف اختيرت من قبل المعهد لأنها أكثر من مجرد قصيدة نظراً لما تعكسه من معانٍ عميقة، فهي نشيد أمة بأكملها، أمةٌ تحت الحصار تقاوم ظلماته وترفض الانكسار له، وحين تُغنّى قصيدة أحمد العربي وتملأ معانيها السماء تلامس روح درويش الخالدة سماء فلسطين وسماوات العروبة فتحث على الصمود.

أما السيمفونية الثالثة ايرويكا أو البطولة التي اختيرت لعرضي عمان، فستعزف تخليداً لذكرى عام أول على رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وقد تم اعتمادها من قبل المعهد الوطني لما تحمله معانيها من تقدير وإعجاب برجل عظيم، فالسيمفونية التي اعتبرت حدثاً هاماً في تاريخ السيمفونيات الكلاسيكية كانت مهداة بالأصل لنابليون بونابرت إعجاباً ببطولاته التي خاضها في الحروب الفرنسية، لكن بيتهوفن سرعان ما غيّر رأيه وخاصةً بعد أن نصب نابليون نفسه إمبراطوراً، الأمر الذي حدا ببيتهوفن تغيير اسم المقطوعة فجعلها مفتوحة الإهداء بعنوان البطولة للاحتفال بذكرى رجل عظيم.

كما ستضيف أغانٍ فلسطينية مختارة من ألبوم عاشقة ألواناً زاهية في العرض الفني، ستمثّل خلاصةً أداء مشترك بروح فلسطينية خالصة عبر عرضٍ سيجمع عذوبة حنجرة ريم التلحمي وانسياب ألحان سهيل خوري و تنسيق بشارة الخلّ الأوركسترالي، وقوة الكلمة المستوحاة من وسيم الكردي. بحيث ستأتي أغاني عاشقة تعبيراً عن قصص فلسطينية حاكت كلماتها معاناة شعب محب للحياة رغم أنف الذل.

وقد تطّلع المعهد عبر تأسيس الأوركسترا عام 2004 إلى حشد الموسيقيين الفلسطينيين الشباب من جميع أنحاء فلسطين والشتات، لتصبح ملتقىً وطنياً دعامته حب الموسيقى، حيث قدمت الأوركسترا حتى الآن عروضاً موسيقية في فلسطين والأردن وسوريا وألمانيا والبحرين.