السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مارسيل خليفة: شاهدت القدس جواً من الطائرة ودرويش هو توأم قلبي

نشر بتاريخ: 12/08/2009 ( آخر تحديث: 12/08/2009 الساعة: 18:45 )
رام الله -معا- في باحة قصر بيت الدين اللبناني الموشى بالأضواء الملونة في أمسية حصرية خارج أستوديو خليك في البيت المألوف، التقى الإعلامي الشهير زاهي وهبي ليلة 11 من آب الفنان اللبناني مارسيل خليفة، والموسيقار الفلسطيني ومدير معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى سهيل خوري ترافقهما المطربة الفلسطينية ريم التلحمي على مدار ساعة ونصف تخللّتها تقارير مصورة قدمت مقتطفات من أغاني مارسيل خليفة ولمحات عن اوركسترا فلسطين للشباب التي أتت خصيصاُ إلى لبنان لتحي حفلاً في 12 من آب في مهرجان بيت الدين تخليداً لذكرى عام على رحيل الشاعر محمود درويش واحتفالا بالقدس عاصمة الثقافة العربية.

الإعلامي زاهي وهبي الذي أعلن أثناء اللقاء استعداده زيارة فلسطين وكسر العزلة عن القدس، تنقلت أسئلته بشوق بين الحضور الثلاثة فأجابوا بصدق وعفوية في أجواء غلفتها العراقة التاريخية للمكان. من هناك تحدث مارسيل خليفة يجاوره صديقه الوفي "العود" عن معنى مشاركته في المهرجان مع فلسطينيين قادمين من الوطن المحتل في قصيدة أحمد العربي التي لحنها بعد عشر سنوات منذ نشرها درويش، سيؤدي اليوم ألحانها شباناً في الأوركسترا في عمر الورود. كما أشار إلى انه لطالما شعر بأن قصائد درويش قد كتبت له فحثته على تلحينها معتزاًً بما قاله درويش يوماً عنه بأنه "توأم قلبه".

كما عبر خليفة عن ألمه كلّما يرى جمهوراً فلسطينياً يجيء لحفلاته شوقاً ولا يستطيع بدوره ردّ الزيارة، مشيراً إلى أنه رأى القدس جواً أثناء سفره من فرنسا إلى الأردن متمنياً زيارتها حرة لا وجود للاحتلال فيها. وقد عزف خليفة على العود مقطوعة من قصيدة "محمد الدرة" وأنا يوسف يا أبي".

أما سهيل خوري ابن القدس فلم تغب عنه هذه المدينة في حديثه بل أشار إلى أن البقاء فيها تحد وصمود ومن يعمل من أجل القدس فهو لإبقائها حية في أذهان العرب، داعيا الفنانين والمثقفين القدوم إلى القدس وكسر العزلة، وقال خوري أن غنائية أحمد العربي وعاشقة مع الأوركسترا هي المشاركة الفلسطينية الأولى في مهرجان بيت الدين في بلد نعتز برموزه الثقافية والموسيقية, مؤكداً أنه من الصعب أن يكون الفلسطيني فناناً حراً في وطنه في ظل الاحتلال لأن الموسيقى حرية والحواجز والجدران وممارسات الاحتلال تحد من فضاءاتها. مستشهداً بقصص أساتذة من المعهد كان يتم تهريبهم عبر الجبال والوديان حتى يصلوا القدس ويعلموا الطلبة الموسيقى.

وعن إقامتهم القصيرة في لبنان أشار خوري إلى قيامه برفقة عدد من أعضاء المعهد الوطني بزيارة قبر الشهيد غسان كنفاني وشهداء فلسطينيين آخرين ووضعهم إكليل من الزهور على ضريح شهداء حادثة تل الزعتر حيث اكتشفوا المصادفة الغريبة التي جاءت ذكراها يوم العرض في 12 من آب.

كما نوّه خوري إلى الجزء الثاني من العرض والذي سيكون مختارات من البوم عاشقة الذي كتب في بدايات المعهد ولم يترك صدىً في ذلك الوقت بالرغم من قوة كلماته فتم إحياؤه مجددا عبر توزيع الألحان على الاوركسترا ليذكرنا بالقدس وغزة وقصة العاشقة الفلسطينية التي تنتظر حبيبها في المعتقل. وختم الخوري حديثه باعتزازه بالأوركسترا الجسم المضيء في ظلام الاحتلال متمنياً تحقيق شعار المعهد "أولاً أوركسترا ومن ثم دولة".

أما المطربة الفلسطينية ابنة مدينة شفاعمرو ريم التلحمي فقد أطربت الجمهور بمقتطفات غنائية بصوتها الأوبرالي، كما تحدثت عن زيارتها للبنان التي كانت حلماً وتحقق، مشيرة إلى شعورها بالقرب في هذا المكان الذي يتشابه جغرافياً ووجدانياً مع شمال فلسطين، وهي ترى الغناء مقاومة للذل ورسالة إنسانية، مبينّة أن وفاة درويش ارتبطت لديها بذكريات عديدة: فيوم وفاته غنت له في الجولان ويوم وري الثرى أدت الجدارية ضمن عمل مسرحي فلسطيني في اسكتلندا وفي ذكرى رحيله السنوية غنت احمد العربي في بيت الدين برفقة مارسيل وأميمة خليل وباسل زايد. وقد وصفت أداءها مع الاوركسترا في قلب القدس العام الماضي بأنها التحدي العظيم لعزلة المدينة.