الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

النحل: الانتاج والصعوبات

نشر بتاريخ: 10/05/2005 ( آخر تحديث: 10/05/2005 الساعة: 12:58 )
ذكرت مديرية زراعة نابلس أن انتاج المحافظة من العسل يتأرجح بين عام وآخر تبعاً للأوضاع الأمنية حيث فقد بعض المزارعين خلاياه لعدم مقدرته على الوصول اليها بسبب الاغلاقات وصعوبة نقلها من منطقة الى اخرى بسبب التواجد العسكري واجراءات منع التجول اضافة الى التأثيرات المناخية، فكلما زادت كمية الأمطار المتساقطة وتواصل هطولها لفترة متأخرة فان انتاج النحل من العسل سيزداد، لأن النباتات التي يتغذى عليها النحل تكون جيدة .
وأضافت المديرية أن محافظة نابلس كان فيها خلال سنة 2001 حوالي 3687 خلية نحل حديثة ، كان معدل انتاج الخلية الواحدة 3 كلغم وحوالي 768 خلية قديمة، كان معدل انتاج الواحدة منها نصف كلغم، وبلغ الانتاج الكلي 11,445 طن.
وفي عام 2002 بلغت 3878 خلية حديثة مع وجود 768 خلية قديمة. وبلغ معدل انتاج الخلية الحديثة 15 كلغم والقديمة 3 كلغم وبلغ الانتاج الكلي 60,474 طن .
ومن الملاحظ زيادة عدد الخلايا الحديثة في عام 2003 بالمقارنة مع عام 2002 حيث بلغت 4493 خلية وذلك بسبب تغير نمط التربية لدى النحالين وتحولهم من الخلايا القديمة ( الجرن ) الى الخلايا الحديثة حيث الانتاج المرتفع وسهولة السيطرة على الامراض التي تصيب النحل وتفتك به . كان معدل انتاج الخلية الواحدة 12 كلغم ، مع وجود 232 خلية قديمة كان معدل انتاج الواحدة منها 2 كلغم ، وبلغ معدل انتاج العسل في ذلك العام 54,464 طن .
وفي هذا العام سيتأثر الانتاج عن الاعوام الماضية بسبب كثرة استخدام مزارعي الخضار في منطقة الاغوار للمبيدات في رش بعض انواع الخضروات خاصة الخيار الذي تمتد زراعته على مساحة تزيد عن 2000 دونم في اغوار نابلس ، وهذا يؤثر سلباً على جمع الرحيق ونفوق اعداد كبيرة جداً من النحل اثناء عمليات الرش فضلاً عن اسباب عديدة اخرى .
وأشارت المديرية الى أن عدد مربي النحل يتراوح ما بين 220 الى 250 مزارعاً نحالاً . وتتراوح الأسعار ما بين 40 الى 60 شيكل / كلغم .
ويقول السيد علي أبو رجب وهو صاحب منحل الشفاء في بلدة حواره جنوب نابلس، أن أغلب الأمراض جاءت من الخارج لأنها لم تكن بهذه الصورة خصوصاً أمراض الاكارين، والتكلس، والفاروه التي تصيب مناحل الضفة الغربية.
ويؤكد أبو رجب أنه في المواسم الجيدة فان الجدوى الاقتصادية لتربية النحل مجزية غير أن المنافسة غير المتكافئة خصوصاً الاسرائيلية تضع النحال الفلسطيني في مأزق لأنه يواجه مشكلة تسويق بسبب البطالة والحصار والضائقة الاقتصادية وأمراض النحل وعدم توفر أدوية مناسبة لها.
ودعا الى حماية المنتج المحلي وأكد من تسويق المنتجات الأجنبية والاسرائيلية التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء اضافة الى تسويق عسل صناعي على أنه عسل طبيعي يؤثر كثيرا على تسويق الانتاج الفلسطيني .
وللاحاطة بالموضوع ، ونظراً للجدوى الاقتصادية ، تحدث مراسلنا مع د. وجيه عفونه من جمعية تنمية الريف الفلسطيني الخيرية بنابلس ، حيث تطرق الى المشاكل التي يعانيها النحالون علاوة على معضلات التسويق ومكافحة الآفات التي تتعرض لها خلايا النحل . وأشار الى عدم توفر خطوط انتاج حديثة حيث يقوم كل نحال بقطف العسل بصورة فردية مستخدماً فرازات غير حديثة مما يضيف شوائب الى العسل وهذه بدورها تساعد على التبلور وعدم التجانس . ولهذا تعمل الجمعية على الحصول على خط انتاج لخدمة النحالين من القطف حتى التعبئة .
وقال أن انتشار الأمراض والآفات التي تصيب الخلايا تحتاج من الجهات الرسمية العمل على مساعدة النحالين في الحصول على أدوية ، على الرغم من الدور الذي تقوم به مديريات الارشاد الزراعي في وزارة الزراعة الا أن مرض الفاروه Varoa وهي حشرة تعيش على جسم النحل وتتغذى بدمها، تعمل على قتل الخلايا واضعافها. لهذا يطالب النحالون بالحصول على أدوية لأنها مرتفعة الثمن وغير متوفرة الا من خلال السوق الاسرائيلية.
اضافة الى ذلك يحتاج المزارعون الى مراعي للنحل تزرع فيها الزهور، وبسبب الاغلاقات والحصار على الأراضي الفلسطينية، لا يتمكن النحالون من نقل مناحلهم من مكان الى آخر في المواسم لأغراض الرعي. وقال أنه ليس لدى وزارة الزراعة مراكز للتلقيح الصناعي، وبالتالي لا يستطيع المزارع القيام بذلك لأنه يكلف مبالغ باهظة ، وكذلك فان انتاج الملكات المحسنة بحاجة الى جهة رسمية تتولى استيراده من الخارج، والقيام بعمل أبحاث لانتاج ملكات محسنة مما يساعد على مضاعفة الانتاج نوعياً وكمياً.
وتطالب الجمعية كذلك بعدم السماح باستيراد العسل الأجنبي والعسل الصناعي وخصوصاً الاسرائيلي المنتهية صلاحيته، والذي يتم به اغراق السوق الفلسطيني في موسم القطف مما يؤدي الى الاضرار بالمنتجين الفلسطينيين الذين يعيلون ما يزيد عن ثلاثة آلاف عائلة جزء كبير منهم من النساء.
كما تطالب الجمعية وزارة الاقتصاد ومركز التجارة الفلسطيني بفتح الأسواق أمام العسل الفلسطيني، والعمل على ترويجه في المعارض الدولية لحماية هذا المنتج الوطني.
وذكر د. عفونه أن الجمعية بادرت الى عمل ماركة وطنية تحت اسم "عسل الريف" تقوم برقابة على الانتاج والجودة حيث تعبيء عسل المنتجين المنتسبين لها في علامة تجارية معبأة بالزجاج، وهو منتج فلسطيني خالص يخضع لرقابة لجنة النحالين في جمعية تنمية الريف. ولهذا تدعو الجمعية كافة النحالين للاتصال بها لتسويق انتاجهم ومساعدتهم على حل مشاكلهم، كما تناشد الوزارات المعنية بالغاء قيمة الضريبة المضافة أسوة بالمنتجات الزراعية الأخرى لأنه منتج زراعي وطني فلسطيني.