الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة بيرزيت تطرح برنامج الماجستير في علم النفس المجتمعي

نشر بتاريخ: 31/08/2009 ( آخر تحديث: 31/08/2009 الساعة: 13:42 )
رام الله -معا- بهدف السعي المتواصل والحثيث لرفد المجتمع الفلسطيني بالجديد من التخصصات والبرامج العلمية، طرحت جامعة بيرزيت مؤخراً وبالتعاون مع الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا برنامج الماجستير في علم النفس المجتمعي، الذي يعتبر الاول من نوعه في جامعات الوطن العربي.

وأكد مدير البرنامج د. إبراهيم مكاوي أن هذا التخصص أكثر التخصصات تناسباً مع السياق السياسي الإجتماعي الفلسطيني الذي يمثل أعقد حالات الإستعمار، حيث تشكل ممارسات الإحتلال الكولونيالية أهم وأبرز العوامل التي تقف وراء الحالة المتردية من الصحة النفسية المجتمعية في المجتمع الفلسطيني، من هنا تنبع الحاجة الملحة والضرورة لبلورة نموذج في علم النفس المجتمعي يلبي وينسجم مع العملية التحررية الجماعية.

وشدد على ضرورة فحص الظروف التي يخلقها وجود الإحتلال مثل العنف، جدار الفصل الإستعماري، الحواجز العسكرية، الحصار الإقتصادي، تزايد نسب الفقر والبطالة، التعذيب، الإغتيالات السياسية، إغلاق المدارس، التدمير الممنهج للبنية التحتية الفلسطينية، التي تتفاعل وبشكل جدلي مع ظروف إجتماعية داخلية أخرى تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية في فلسطين.

وأشار د. مكاوي أن جوهر علم النفس المجتمعي يكمن في سعيه إلى فهم الصحة النفسية للناس ضمن السياق الإجتماعي الذي يعيشون فيه، واستخدام هذا الفهم لتحسين الصحة النفسية الجماعية لهؤلاء الناس، حيث يفحص هذا العلم وبشكل منهجي تفاعل وأدوار المؤثرات البيئية المختلفة (الأفراد، المؤسسات الاجتماعية، المؤسسات السياسية، الدين، العائلة، والمحيط البيئي والثقافي الأوسع)، وكيفية تأثيرها على الصحة النفسية المجتمعية للأفراد والمجتمعات في السياق الاجتماعي الأوسع.

وأضاف أن علم النفس المجتمعي كأحد فروع علم النفس النظرية-التطبيقية نشأ في أماكن مختلفة من العالم، خاصة بعد أن أدرك الخبراء والأخصائيون النفسيون بأن جذور الاضطرابات النفسية لدى الأفراد من المجموعات والفئات المهمشة والمضطهدة ناجمة عن الظروف الموضوعية من الإضطهاد والتمييز واللاعدالة والحرمان الإجتماعي ضمن الظروف التي يعيشها ويتفاعل معها أفراد تلك المجتمعات المقهورة. فبدأت تحولات نظرية ومفاهيمية تتفاعل ضمن أدبيات وأبحاث علم النفس عموماً وعلم النفس العلاجي بالتحديد، وتشق طريقها باتجاه التركيز على والتعاطي مع المجتمعات و المجموعات والتنظيمات الاجتماعية كوحدات أساسية للتحليل والمعالجة بدلاَ من التركيز على الفرد بمعزل عن سياقه الاجتماعي.

وأكد د. مكاوي أن البرنامج يهدف إلى طرح رؤية أكثر شمولية تساعد على فهم العوامل البيئية المساعدة والمعيقة للصحة النفسية والنمو السوي، وإستخدام وتطبيق مجموعة واسعة من المقاييس والأدوات البحثية التي تأخذ بالإعتبار السياق الإجتماعي والسياسي والثقافي الخاص للناس وتساعد على التدخل بطريقة تطور وتحسن شروط عيشهم، بالإضافة إلى تطوير مهارت بحثية وعلاجية تقوم على إعادة تعريف إعتلالات الصحة ضمن فهم التفاعل بين العوامل البيئية والنفسية المختلفة وليس كأمراض وإعتلالات معزولة بحد ذاتها.

ويقدم برنامج الماجستير هذا لطلابه نموذجاَ في التعليم يركز على التكامل بين أدوار الأكاديمي والتطبيقي، وبين البحث النظري والعمل المجتمعي، كما ويزود الطلبة بالتدريب العلمي على البحث ومنهجيات البحث تساعد المتعلمين على تطوير خطط وبرامج تدخل واعية وعلمية، ومعرفة تساعد المتعلمين على الربط بين ممارساتهم في التدخل وبين نتائج البحث العلمي، وكذلك تقييم وتطوير وتطبيق برامج تدخل ووقاية قائمة على مشاركة المجتمع المحلي، والتي تهدف بمجملها إلى تطوير هذا المجتمع والمساعدة على تحفيز وإحداث عملية تغيير إجتماعي تحرري.