السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي يحذر من خطورة التعاطي مع سعي اسرائيل لتجزئة تجميد الاستيطان

نشر بتاريخ: 01/09/2009 ( آخر تحديث: 01/09/2009 الساعة: 18:06 )
رام الله-معا- حذر النائب الدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية من خطورة سعي اسرائيل الى تجزئة تجميد الاستيطان عبر الجديث عن تجميد شكلي في وقت يسمح فيه لاسرائيل بالاستمرار في بناء 2500 وحدة سكنية بشكل يتجاوز معدل ما يتم بناؤه سنويا.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الأعلامي في رام الله، ان الخطوره تكمن ايضا في ان يكون التجميد مؤقتا لفترة تتراوح بين 3-9 اشهر و الا يشمل التجميد مدينة القدس ومحيطها الامر الذي يجعل فكرة تجميد الاستيطان بلا مضمون.

واشار البرغوثي الى ان المحطه الثانية من المرحلة الاولى في خارطة الطريق على علاتها تنص على تجميد الاستيطان بكل اشكاله بما يتوافق مع تقرير ميتشل وبما يشمل النمو الطبيعي للمستوطنات حيث لا يترك هذا النص اي مجال للاجتهاد .

واضاف البرغوثي ان هناك خطورة في القبول في التعاطي مع ما يطرحه نتنياهو وباراك للهروب من موضوع التجميد وتحويله من تجميد حقيقي الى مجرد تجميد شكلي في حين يستمر النشاط الاستيطاني على الارض.

واكد البرغوثي ان المطلوب هو تجميد الاستيطان بشكل كامل ومطلق في جميع الاراضي المحتلة عام 67 بما في ذلك القدس ومحيطها، مذكرا بان تجميد الاستيطان ليس سوى خطوة اولية بسيطة وان المطلوب في نهاية المطاف ازالة المستوطنات بشكل كامل اذ لايمكن قيام دولة فلسطينية مستقلة في ظل وجود الاستيطان.

واستعرض البرغوثي بالخرائط والارقام حجم الاستيطان المتنامي منذ وصول نتنياهو الى الحكم في مطلع العام الجاري .

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان الاستيطان الاسرائيلي يستند الى خطة الون لعام 67 والتي تنص على انشاء اكبر قدر ممكن من المستوطنات في القدس والاغوار وشمال الضفة في سلفيث، وكذلك في منطقة بيت لحم والخليل وبالتالي تجزئة الضفة الغربية الى ثلاثة اجزاء.

واظهر البرغوثي من خلال الخرائط ان الاغوار باتت تزدحم بالمستوطنات وكذلك في سلفيت ومصادرة حوالي 80% من الاحواض المائية ومصادر المياه في الضفة الغربية، وربط تلك المستوطنات بالاغوار من جهة الشمال لفصل الضفة الى جزئين ومن ثم ربط القدس من خلال معاليه ادوميم و e1 مع الاغوار وبالتالي فصل الضفة من المنتصف الى جزئين لتصبح الاراضي الفلسطينية عبارة عن ثلاثة كانتونات ومعازل منفصلة عن بعضها البعض.

واوضح البرغوثي ان الاستيطان في الاراضي الفلسطينية ليس هدفا في حد ذاته بل الهدف منه هو تهويد وضم الاراضي الفلسطينية، وهو سلاح لمنع قيام كيان فلسطيني حيث تتحول فكرة الدولة الفلسطينية الى كانتونات، حيث اصبحت مساحة الدولة الفلسطينية في تراجع من 45% حسب قرار التقسيم الى اقل من 11% على شكل قطع ومعازل منفصلة عن بعضها.

وقال البرغوثي ان اسرائيل استخدمت عدة ادوات لتحقيق هدفها بدءا من الاستيطان والحواجز والجدار العنصري في الشمال والوسط ومن ثم في الجنوب والتخطيط لبناء جدار اخر في الشرق لعزل الاغوار عن باقي الضفة وبالتالي تتحق الفكرة الاسرائيلية باقامة دولة في حدود مؤقتة او حكم ذاتي هزيل وفق صلاحيات تحت السيطرة الاسرائيلية.

واكد البرغوثي ان القانون الدولي ينص صراحة على ان كل الاجراءات الاسرائيلي باطلة وغير شرعية، مشيرا الى ان ميثاق جنيف ينص على انه لايحق للقوة المحتلة ان تنقل سكانها او جزء منهم الى الاقليم المحتل وان اسرائيل خالفت هذا النص بشكل صارخ ،مثلما ان قرار لاهاي الصادر في التاسع من تموز عام 2004 نص على ان المستوطنات ليست فقط عقبة في طريق السلام بل هي تدمر الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي ويجب ازالتها وازالة كل تغيير في معالم مدينة القدس قامت به اسرائيل.

واشار البرغوثي الى وجود 121 مستوطنة و 102 بؤرة استيطانية تضم 500 الف مستوطن .

وقال البرغوثي ان القدس تتعرض لابشع عملية تهويد،وان هدف اسرائيل ليس التفاوض على القدس بل اخراج قضية القدس من التفاوض ،والاتفاق على دولة مؤقتة مع ارجاء البحث في قضيتي القدس واللاجئين ليكرروا ما فعلوه في اوسلو.

واضاف البرغوثي ان هناك محاولة اسرائيلية لربط معاليه ادوميم مع المستوطنات داخل القدس وهنا سيتم شطر الضفة الى جزئين اضافة الى انشاء طوق لربط الشيخ جراح وراس العامود والتلة الفرنسية وسلوان لتطويق البلدة القديمة في القدس.

وشرح البرغوثي حجم الاستيطان في القدس حيث يتم الان بناء 104 منازل وكنيس وناد للمستوطنين ،الى جانب وجود 50 مستوطنا يسكنون بشكل غير شرعي في منطقة المفتي حيث جرى اقرار بناء 31 منزلا للمستوطنين اضافة الى بناء 250 وحدة استيطانية وكنيس اخر.

وقال البرغوثي انه منذ الثاني من اب تم تهجير53 فلسطينيا من بيوتهم واخراجهم عنوة منها منهم عائلة خنون والغاوي والكرد, وهناك 26 عائلة منازلهم مجاورة للعائلات التي هجرت هناك اوامر لاخلائها, وهناك بيت لام نبيل الكرد هو مغلق من 10 سنوات لا يسمح لها بدخوله وتجبر على دفع غرامات مع انها ممنوعة من استعماله, وكل هذا الهدف منه اخلاء منطقة الشيخ جراح.

وشرح البرغوثي بالصور كيف تم اخلاء هذة البيوت والقاء محتوياتها في الشارع دون اي وازع من ضمير او احترام لانسانية هائلاء الناس.

واكد البرغوثي ان اوامر الهدم تصاعدت بنسبة 100% عما كانت علية في عام 2008 بالقدس , واشار انه تم هدم 25 الف منزل تقريبا منذ عام 1967, وفي العدوان والحرب على غزة دمرت اسرائيل اكثر من 4247 تدمير كامل و 20 الف منزل هدم جزئي.

وقال البرغوثي ان هناك حديث عن انشاء 3900 وحدة جديدة يحاولوا المصادقة على بنائها في القدس لاحاتط القدس من جميع الجهات واخراجها من المعادلة التفاوظية ومن ثم الربط ما بين معلي ادوميم والقدس وشطر الضفة بالكامل.

ونفى البرغوثي ادعاءات نتنياهو بانه ليس هناك بناء مستوطنات جديدة, حيث تؤكد الارقام والمعطيات وحتى المؤسسات الاسرائيلية ان معدل نمو السكاني في اسرائيل هو1.5 ،فيما يبلغ النمو في المستوطنات 4 - 6 % وهو 4 اضعاف النمو الطبيعي بسبب نقل الاسرائليين والمستوطنين الى الاراضي المحتلة من جميع انحاء العالم .

واوضح البرغوثي انه منذ كانون ثاني حتى حزيران من العام الجاري جرى انشاء 396 بنية في 372 بنية دائمة بما يمثل 8% زيادة في نسبة التوسع الاستيطاني عما كان عليع عام 2008،في وقت انشا فيه المستوطنون 96 بؤرة استيطانية في حين لم تزل بؤرة استيطانية واحدة.

واشار البرغوثي الى ان 900 وحدة استيطانية جرى انشائها في مستوطنة معاليه ادوميم و800 اخرى في جبعات زئيف .

ودعا البرغوثي الى تحريم التعاطي مع فكرة الدولة في حدود مؤقتة لان الهدف منها هو فصل فكرة الدولة عن الارض وابقاء 60% من الارض تحت السيطرة الاسرائيلية وكذلك فصل الدولة عن الحدود وعن القدس والاجئين وفصلها عن الاستيطان.

واكد البرغوثي عدم وجود نية لدى حكومة اسرائيل لوقف الاستيطان ،وان المتمعن في تركيبة الحكومة والكنيست يرى ان الاغلبية فيها هي لحزب المستوطنين الذي يمثل في كل الاحزاب الاسرائيلية المعتدلة والمتطرفة،وان الحزب الحاكم في اسرائيل الان هو حزب المستوطنين .

وقال البرغوثي ان الاختبار الحقيقي لنية المجتمع الدولي في اقامة دولة فلسطينية هو ان يجمد الاستيطان بالكامل ،وهذا لن يحدث الا عبر ممارسة عقوبات على اسرائيل.

ودعا البرغوثي الى عدم عقد اي لقاءات او مفاوضات مع نتنياهو دون تجميد شامل للاستيطان،مشيرا الى ان الرئيس عباس اكد تمسكه بهذا المبدأ،وقال البرغوثي ان المطلوب عدم انتظار ما سيفعله اوباما بل البدء والعمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتمسك باستراتيجية تجمع بين المقاومة الشعبية ودعم صمود الناس وبناء قيادة وطنية موحدة وايتنهاض حملة عقوبات دولية على اسرائيل .