الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوم الارض.... وأبو يوسف القوقا / بقلم : يوسف صادق

نشر بتاريخ: 02/04/2006 ( آخر تحديث: 02/04/2006 الساعة: 16:23 )
اعتاد الشعب الفلسطيني على احياء يوم الارض والذي يأتي في 30-3 من كل عام، تأكيدا منه على حقه في العيش بكرامة على ارضه التي اغتصبت من سلطات الاحتلال الاسرائيلي في العام 1948 حتى يومنا هذا.

في ذاك اليوم سقط ستة من الشهداء الفلسطينيين في العام 1976 عندما خرجوا بمظاهرات جابت مدن وقرى الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 احتجاجاً على مصادرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية أراضي من مدن سخنين والنقب والمثلث واللد تحت حجج وذرائع مختلفة تكون محصلتها هي انشاء مستوطنات أو تسمينها على حساب الارض والدم الفلسطيني.

تلك الاحتجاجات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني الاعزل تأتي تعبيرا عن رفض الفلسطينيين العيش بمهانة على أرضهم وهم أصحاب الحق فيها، أيضا هي تأكيدا على اللحمة والدم الفلسطيني من رأس الناقورة شمالا وصولا بالنقب والمثلث واللد وانتهاء بجنين ورفح.

ودوماً كان الاحتلال الاسرائيلي يقمع تلك المسيرات باطلاق النار المباشر على المواطنين العزل والذي ادى الى سقوط عدد اخر من من الشهداء والجرحى.

وقد لعبت أجهزة المخابرات الاسرائيلية دوراً هاماً في تصفية القضية الفلسطينية من خلال اغتيال العديد من قادة الفصائل والاحزاب وحتى من الفلسطينيين الذين لا ينتمون لأي فصيل لم يسلمو من الارهاب الاسرائيلي.

وان استعرضنا ما قام به الاحتلال الاسرائيلي في الانتفاضة الثانية، وكيف استطاع هذا الغاصب أن ينال من قادة ورموز فلسطينيين كان اخرهم قائد ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسركي للجان المقاومة الشعبية "أبو يوسف القوقا"، عندما استنهضت طابورها الخامس لاصطياد هذا القائد بعد أن فشلت مسبقاً من النيل منه في ثلاث محاولات اغتيال فاشله.

عبد الكريم القوقا الذي اشفى صدور كافة المواطنين العزل الذين تعرضوا لارهاب الطائرات والدبابات الاسرائيلية في انتفاضة الاقصى بشكل خاص، عندما تبنت الالوية أول تفجير دبابة "ميركفاة 3" الاسرائيلية التي ذاع صيتها انذاك بانها محصنة ضد الالغام وحتى ضد الهجوم الكيماوي عندما كان الكيان العبري متخوفا من صواريخ صدام حسين الكيماوية، وكانت الالوية أول من ضرب الاقتصاد الاسرائيلي عند الغاء عقود شراء تلك الدبابات الخارقة لدول غربية.

القوقا الذي عمل على تعادل كفة توازن الارهاب والرعب عندما كانت الويته تدك اسديروت والمجدل وكافة المستوطنات الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ليذيق المستوطنين ما اذاقه الاحتلال للفلسطينيين خلال سنوات الاحتلال.

هذا هو عبد الكريم القوقا الذي طالته يد الارهاب الاسرائيلية في اليوم الثاني من ذكرى يوم الارض ليروي بدمائه الارض التي ولد ليدافع عنها ويلتحق كغيره من عشرات الالاف الذين قضوا نحبهم، ليختلط دمه الطاهر بتراب الارض المباركة في ذات اليوم الذي استلمت فيه الحكومة الفلسطينية مهامها.

وهنا نؤكد أن اغتيال القوقا لم يكن صدفة محضة لاغتيال قادة فلسطينيين، بل جاء متعمداً من المخابرات الاسرائيلية بهذه الطريقة التي قد تضع مئات التساؤلات حول من يقف وراء وضع السيارة المخففة بالقرب من منزل الشهيد. ومن يتجرأ أن يطال القوقا وهو الثائر دوماً على الاحتلال والفساد داخل كينونة السلطة بالتوازي...!، هذا الاسلوب الارهابي المنظم من المخابرات الاسرائيلية اعتمد هذه المرة على نظرية (ضرب عصفورين بحجر) كون المخابرات تعلم جيدا أن لجان المقاومة الشعبية تملك الجرأة لقلب موازين التهدئة التي ابرمت منذ أكثر من عام في اتفاق القاهرة، مثلما نقضت الهدنة السابقة أبان فترة الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما اعطى فترة هدوء للاحتلال الاسرائيلي، الا ان اللجان الشعبية انذاك لم تسطع أن تقف موقف المتفرج على بطش الاحتلال الاسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين العزل.

هذه الفتنة التي زرعتها المخابرات الاسرائيلية بين رفقاء الخندق الواحد هذه المرة لن تنجح مثلما فشلت دائما في الدخول من هذا الباب المغلق.

فالدم كلونه خط أحمر على الفلسطينيين فيما بينهم، وستحبط ارادة المخابرات الاسرائيلية عندما تتكشف الحقيقة مع الحكومة الجديدة حول اغتيال القائد ابو يوسف القوقا .