الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرة على المحطات الاذاعية والتلفزيونية الخاصة في نابلس

نشر بتاريخ: 17/05/2005 ( آخر تحديث: 17/05/2005 الساعة: 19:53 )
باتت ثماني محطات تلفزة محلية وأربع محطات اذاعية خاصة في مدينة نابلس تلعب دوراً ريادياً في مناسبات كثيرة في مجال الاعلام المسموع والمرئي. وتقوم هذه المحطات الاذاعية والتلفزيونية بدور اعلامي متميز في التوعية الاعلامية والثقافية خصوصاً أثناء فترات العدوان والاجتياحات العسكرية المتكررة على المدينة.

وهذه المحطات اعتادت على متابعة الأخبار وبالبث الفوري بالصوت والصورة لكل ما يستجد من أحداث وتوغل القوات الاحتلالية على الرغم من ضعف امكانياتها المادية والبرامجية.

وعلى الرغم من تفاوت قدراتها الفنية الا أنها أصبحت قريبة من نبض المواطنين وأكثر قدرة على تفهم احتياجاتهم في الحصول على المعلومة والمصداقية.
"راديو طريق المحبة" و"صوت النجاح" هما الأكثر تميزاً بين المحطات الاذاعية في المدينة. وقد اعتاد أهالي نابلس على سماع تعبير "نؤمن بما نفعل ، ونفعل ما نؤمن به... طريق المحبة من قلب الحدث" من راديو طريق المحبة التي أصبحت كاللازمة لهذه الاذاعة خصوصاً في فترات الاجتياحات الاحتلالية للمدينة.

وعن الدور الذي يقوم به "راديو طريق المحبة"، يقول عامر عبد الهادي مدير الاذاعة التي باشرت البث في العام 1997 وما تزال، تقوم بنقل الخبر مباشرة بعد التأكد من مصداقيته، ليبقى المواطن على تواصل مع أحداث مدينته، ونحن نشعر بمسؤولية كبيرة تجاه ذلك لضرورة احترام مشاعر المستمع حيث أننا نعيش ظروفاً غاية في التعقيد.

وعن كادر الاذاعة،قال أن لديها كوادر مؤهلة وأصحاب خبرة في المجال الاعلامي بالاضافة الى التعاون مع صحفيين من خارج الاذاعة ومع الفعاليات الرسمية والشعبية، نحصل على الأخبار العالمية عن طريق الانترنت.

ويتابع عبد الهادي أن البث لا يقتصر على البرامج الاخبارية بل يشمل برامج اجتماعية ناتجة عن ظروف الاحتلال التي نعيشها، والبرامج الترفيهية والمسابقات التي هدفها التخفيف عن المواطن الذي أرهقه الحصار الخانق. وأشار الى أن نسبة البرامج المحلية التي تبثها الاذاعة تصل الى 77% من ساعات البث.

وعن حجم الخسائر التي تعرضت لها الاذاعة من قبل قوات الاحتلال قال: فقدنا ثلاثة أجهزة، حرق منها اثنان للارسال، وتم مصادرة جهاز ثالث خاص بتقوية الارسال، مشيراً الى أن الوضع الاقتصادي ألقى بظلاله على حجم الاعلانات في الاذاعة، اضافة الى انخفاض أسعار هذه الاعلانات مما أدى الى عجز مادي لدينا، خصوصاً مع عدم وجود موارد أخرى، الا ما يقوم به التلفزيون الفلسطيني في بعض الأحيان من تقديم مساعدة، مما أدى الى التخلي عن عدد من العاملين في فترة من الفترات، وتخفيض رواتب من تبقى منهم.

في السياق ذاته تلعب اذاعة "صوت النجاح" التابعة لجامعة النجاح الوطنية دوراً بارزاً في المجال الاعلامي أيضاً.

وعن دورها، قال مديرها أيمن النمر ان الاذاعة تقوم بجمع المعلومات عن طريق مراسليها ، وشهود العيان ليبقى المستمع على اطلاع لما يحدث داخل المدينة او خارجها ، وبذلك نقوم بمساعدة الجهات الرسمية ومنظمات الاغاثة الصحية والانسانية التطوعية عن طريق تزويدهم بالمعلومات ومن مواقعنا على الانترنت يصل الخبر الى خارج الوطن ، علاوة على ما نساهم به من رفع معنويات المواطنين عن طريق اتصالاتنا بالمواطنين المحاصرين، ومعرفة احتياجاتهم، وزرع الأمان في نفوسهم .

وأشار النمر الى وجود تعاون بين الاذاعة والجهات الرسمية ، ومنظمات المجتمع المدني والاغاثة الانسانية، خصوصاً لجان الاغاثة الطبية، واتحاد لجان الرعاية الصحية، ولجنة الطواريء التابعة للمحافظة وغيرها.

ولا تقتصر متابعة المواطنين للأخبار في المدينة على الصوت والوسائل السمعية بل باتت محطات التلفزة المختلفة تنقل الصورة في بث حي ومباشر لمتابعتها عن قرب. وفي هذا المجال يقول عيسى أبو العز مدير "تلفزيون آفاق" أنه في حال تمكن المصورين الصحفيين من الوصول الى مناطق الأحداث الساخنة والاعتداءات العسكرية الاحتلالية، نقوم على الفور بنقل الصورة والوضع في بث مباشر لما يجري من وقائع بدقة وموضوعية على ما يحدث في المدينة .

ومن الملفت للنظر أن نابلس تزدحم بالمحطات التلفزيونية التي يبلغ عددها ثمانية وهي نابلس، جاما، آفاق، بيس، آسيا، الأقصى، الجلاء، والسنابل، وهي أكبر نسبة في محافظات الوطن. هذا فضلاً عن المحطات السمعية كراديو طريق المحبة، نابلس، صوت النجاح، اذاعة القرآن الكريم.

وعن الوضع المادي لهذه المحطات، يقول هاني المصري مدير عام المطبوعات والنشر في وزارة الاعلام ان المحطات تعاني من عدوان الاحتلال سواء باستهدافها بشكل مباشر أو نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية مما يساهم بشكل مأساوي في انخفاض حجم الاعلانات من قبل التجار وغيرهم مما ضاعف من مشاكل هذه المحطات مالياً وأثر بشكل سلبي على قدرتها في اعداد البرامج المحلية. وتلعب بعض المحطات المحلية دوراً مهماً في نقل الخبر للمواطنين . وتجدر الاشارة الى أن الاعلام له رسالة انسانية ووطنية تسمو على الربح والفائدة المادية.

ودعا المصري جميع المسؤولين عن المحطات باتباع اسلوب "اعقل وتوكل" والتغلب على هذه الظروف مهما كانت صعبة ، وان يكونوا اصحاب ارادة وتصميم على النجاح والمضي لخدمة شعبهم ووطنهم .