الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

دحلان يتهم حماس بالسعي لتصفية عباس وعبد ربه يتهمها بتنفيذ اجندة خارجية

نشر بتاريخ: 13/10/2009 ( آخر تحديث: 13/10/2009 الساعة: 19:30 )
رام الله- معا- اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان حركة حماس بالسعي لتصفية الرئيس محمود عباس سياسيا وجسديا، فيما قال امين سر اللجنة التنفيذية لـ (م. ت. ف)، ياسر عبد ربه مخاطبا قادة حماس "بامكانكم ان تتناولوا العشاء في دمشق وتتغدوا في طهران وتفطروا في قطر، لكننا لن نضيع قضيتنا الوطنية من يدنا".

واتهم عبد ربه خلال مؤتمر صحفي مشترك بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد دحلان، في مركز الاعلام الفلسطيني في البيرة، قيادة حماس بالسعي لتنفيذ اجندة عربية واقليمية في الساحة الفلسطينية مستغلة بذلك سيطرتها على قطاع غزة بالقوة المسلحة، وتعرقل انجاز المصالحة حتى لو كان الثمن تكريس الفصل بين الضفة وغزة.

ورأى عبد ربه ان هناك مراكز قوى اصبحت مستفيدة من الوضع في غزة وتحقق ثراء كبيرا لصالح ما اسماه مجلس الشورى في حماس والقوى التنفيذية في غزة، في وقت يعمل فيه رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل الذي وصفه عبد ربه اكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي بـ"صاحب العشاء الاخير" الى تحويل حماس الى مجرد حراس حدود لاسرائيل تمنع الفصائل والمقاومين من الاقتراب من الحدود لاسرائيل، واصبحت كذلك حراس للانفاق يتولون فرض الخاوات ومراكمة الثروة وجعلوا من المقاومة شعارا للتلهي والتغطية على مخططاتهم ونزعاتهم نحو تعميق الانقسام ورفض اية محاولات للمصالحة وانجاز الوحدة الوطنية.

واشار الى ان ما قاله مشعل بانه يدلل على حالة الانصياع الكامل من قبله وقبل حركته لارادة قوى اقليمية وعربية وغير عربية، من اجل اغراق الفلسطينيين في المستنقع ومواصلة اللعب بجراح الشعب الفلسطيني.

واكد عبد ربه "ان المستفيد الأول مما تمارسه حماس هو إسرائيل لانه من مصلحتها ان تقول للعالم بانه لا يوجد للفلسطينيين عنوان واحد يتحمل المسؤولية يمكن الوصول معه الى حل متوازن"، ورأى ان المستفيد الثاني من هذه الحالة هي القوى الإقليمية "التي تسعى لتصفية حساباتها مع مصر الشقيقة"، داعيا قيادة حماس "للخروج من هذا المستنقع والتوقف عن اللعب بمعاناة وجراح الشعب الفلسطيني".

واستعرض عبد ربه الخطوات التي اتخذها الرئيس عباس في أعقاب تأجيل تقرير غولدستون، من اجل إعادة طرح التقرير على مجلس لجنة حقوق الإنسان في جنيف، في حين تحدى عبد ربه علانية قيادات حماس ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بإعلان قبولهم وانصياعهم لأي قرار يتخذه المجلس بشأن هذا التقرير المقرر عرضه على مجلس حقوق الانسان في جنيف.

وانتقد عبد ربه بشدة استشهاد مشعل أكثر من مرة بأقوال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان حول موقف السلطة من الحرب على غزة، وقال عبد ربه: "ليبرمان كذاب وكل من يستشهد بالكذاب لا يقل عنه كذبا بل هو يشارك معه ضد حقوقنا ومقدساتنا وأرضنا وضد مصيرنا الوطني".

وشكك عبد ربه في مواقف قيادة حماس واعتبرها "منسجمة ومتوافقة تماما مع ما تطرحه إسرائيل بشأن الحل السياسي الداعي لإقامة دولة مؤقتة حتى 2025 وتتفق في ذلك مع حماس التي تؤيد تهدئة طويلة مع الاحتلال لمدة 20 إلى 30 سنة قادمة".

وقال عبد ربه: "انه توافق سياسي وتقاطع على أهداف سياسية"، مشددا على تمسك القيادة الفلسطينية بمواقفها السياسية الداعية إلى رفض الدولة المؤقتة وعدم التنازل عن خط عام 1967 كحد فاصل بين الدولتين، موضحا "ان قيادة السلطة التي تتعرض لهجموم حمساوي مبرمج كانت قد أخبرت القيادة السورية التي تربطها علاقات وطيدة مع قيادة حماس بوجود مؤشرات لبدء عدوان واسع على غزة قبل وقوعه بأسبوع وان إسرائيل بصدد استخدام الصواريخ العبثية كذريعة لتنفيذ هذا العدوان".

واشار عبد ربه الى "تباهي مشعل خلال العدوان على غزة بالقول إن لندن دمرت ولا ضير من تدمير غزة"، حيث رد عبد ربه على ذلك بالقول "إن الفرق بين تدمير لندن وغزة هو ان الجيش البريطاني حرص على تأمين المواطنين في الملاجئ تحت الارض وبقي الجيش فوقها، في حين ما جرى في غزة هو ان قيادة حماس اختبأت تحت الارض وابقت على المواطنين المدنيين فوق الارض في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية".

وشدد عبد ربه على حرص القيادة الفلسطينية على مواصلة مساعيها من اجل انجاز المصالحة الوطنية وتجاوز كل العقبات رغم كل التحريض والاتهامات والاكاذيب الملفقة ضد الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية.

وقال عبد ربه: "لدينا معركتين الاولى ندعو كافة الاطراف الى وضع ثقلها في جانب معركتنا وتصويب المسار السياسي وفق المبادرة العربية للسلام بما في ذلك وقف الاستيطان بالكامل وتحديدا في القدس وتحديد خط الرابع من حزيران كخط فاصل بين الدولتين لضمان انطلاق عملية سلمية حقيقية".

واضاف "المنظمة سوف تواصل هذه المعركة وفي الوقت ذاته سوف تواصل معركة الدفاع عن دم كل غزاوي وغزاوية حيث سيكون عرض التقرير امام مجلس لجنة حقوق الانسان معركة اخرى يوم الجمعة المقبلة"، داعيا كافة الدول بالعمل من اجل انجاح هذا التقرير خاصة وان نتنياهو وعد بتحشيد أوسع تحالف لاسقاط التقرير ومنع التصويت عليه.

دحلان يتهم حماس بالسعي لتصفية الرئيس عباس

من ناحيته اعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد دحلان اتفاقه الكامل مع ما قاله عبد ربه، مشيرا الى "أن سياسة حماس الرامية الى افشال الحوار الوطني لم تبدأ حديثة بل تعود الى فترة عام 1979 حينما كانوا يقولون لرجالات المنظمة عملكم بور وقتلاكم في النار".

واكد دحلان على تمسك قيادة فتح بالمواقف السياسية التي اعلنها الرئيس محمود عباس بشأن المفاوضات السياسية مع اسرائيل، مؤكدا ان تحالف نتنياهو- ليبرمان- باراك لن يؤدي الى حل الدولتين.

وقال: "نحن نؤكد ان العودة للمفاوضات دون شروط مع اهمية التزام اسرائيل بوقف الاستيطان الكامل وتحديد مرجعيات واضحة للمفاوضات"، مشددا على اهمية ان تستند تلك المرجعيات الى قرارات الشرعية الدولية وليس مرجعيات نتنياهو، وان تكون اية مفاوضات تستند على قاعدة واساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران.

وأضاف "لن نقبل دولة شكلية ناقصة انشا واحدا من الاراضي المحتلة عام 1967 والقدس عاصمتها"، مؤكدا "وجود تلاقي ما بين حملة حماس ضد الرئيس عباس وحملة الثالوث الحاكم في اسرائيل ضد الرئيس عباس خاصة وان ذلك الثالوث لا يريد ان يكون هناك شريك فلسطيني حقيقي له مصداقية امام العالم".

واضاف "حماس تلاقت مع اسرائيل وتسعى حاليا للعمل من اجل السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية"، مؤكدا ان حماس استغلت التقرير من اجل الاساءة للقيادة الفلسطينية والتحريض ضدها، مشككا في الوقت ذاته ان تكون قيادة حماس قد قرأت التقرير.

ووصف تصريحات مشعل الأخيرة بانها انقلاب جديد، مشيرا الى "ان حماس نفذت انقلابا عسكريا في قطاع غزة وهي تسعى لتنفيذ انقلاب سياسي ضد المنظمة"، وقال: "مشعل أشعل الفتنة مرة اخرى في فلسطين".

واعتبر ان اهداف مشعل من وراء ذلك هو تحقيق الحلم في تشكيل قيادة فلسطينية جديدة والسيطرة على المنظمة، مؤكدا ان اللجنة المركزية لحركة فتح لا تعتبر هذا الموقف موقفا عابرا بل هو ملحق لتنفيذ "الانقلاب السياسي" على الشرعية في الضفة ومحاولة "الانقلاب" على التمثيل الفلسطيني في الداخل والخارج.

وقال دحلان: "حماس تذرعت بالتقرير لتعطيل الحوار الوطني وبدء حملة مدبرة ضد الرئيس عباس"، مشيرا الى انه بعد العودة الى ارشيف ما قالته حماس ضد الرئيس ياسر عرفات فانه تبين ان ما تقوله حماس ضد الرئيس عباس حاليا يعتبر نقطة واحدة في بحر مما قالته بحق الرئيس الشهيد ياسر عرفات.

واتهم دحلان حماس بالسعي لتصفية الرئيس عباس سياسيا وجسديا وقال "لا ادري هذا التحريض الدموي الى اين سوف يوصل حماس؟!".

ودعا دحلان جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف واضح والإعلان عن لوم الطرف الذي يعمل على تعطيل الحوار الوطني وانجاز المصالحة الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته حرص الرئيس عباس على اجراء الانتخابات في موعدها.

واشار الى دعم قيادة فتح لاجراء الانتخابات باعتبارها مبدأ ديمقراطيا اصيلا يتيح للشعب ان يقرر مصيره، متهما حماس بالسعي الى تعطيل اجراء الانتخابات باقصى ما لديها خاصة وانها لا تؤمن باجراء الانتخابات.

واستذكر دحلان فيما جرى في الانتخابات التشريعية عام 1996 حيث كانت حماس هي أول من قاطع اجراء الانتخابات بل هددت بقتل اسماعيل هنية الذي ترشح حينها في هذه الانتخابات واجبرته على الانسحاب.

وشدد دحلان على عدم ارتهان الانتخابات بموقف حماس التي تسعى للتهرب من هذا الاستحقاق الى ما لا نهاية.

في حين اكد عبد ربه في اطار رده على اسئلة الصحافيين ان اجتماع المجلس المركزي للمنظمة سوف يدرس كل القضايا ويتخذ قرارات واضحة بخصوصها بما في ذلك اجراء الانتخابات.

وقال عبد ربه: "هذا التيار (حماس) لا يعرف معنى الديمقراطية ويستخدمها كسلم للوصول إلى الحكم ويقوم فيما بعد بكسر هذا السلم بعدهم".

يتبع..