الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

توصيات مؤتمر القدس الدولي حول دور الثقافة في تنمية الهوية المقدسية

نشر بتاريخ: 26/10/2009 ( آخر تحديث: 26/10/2009 الساعة: 11:57 )
بيت لحم- معا- عقد الملتقى الفكري العربي على مدار ثلاثة ايام ما بين 19-21 تشرين الاول الجاري، مؤتمر القدس الدولي تحت عنوان "دور الثقافة في تنمية الهوية المقدسية"، وذلك في اطار احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009.

وهدف المؤتمر الى ابراز الارث الثقافي والحضاري لمدينة القدس، ومساهمة ذلك في توفير الحصانة للقدس امام محاولات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

وتم استهلال المؤتمر في مدينة القدس واستؤنف في اليوم الثاني في رام الله وتواصل في اليوم الثالث في بيت لحم، وتضمنت مواضيع المؤتمر ست جلسات وهي: المجتمع المقدسي، والعمارة المقدسية، والثقافة في القدس، والفن في القدس والتأثيرات العربية في القدس، اضافة الى جلسة خاصة للشاعر الفلسطيني سميح القاسم، وقد تضمن المؤتمر 25 ورقة عمل.

وتم خلال المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات التي اسهمت في رفد مسيرة الملتقى الفكري العربي خلال ثلاثة وثلاثين عاما.

وتم افتتاح المؤتمر بكلمة للدكتور رفيق الحسيني رئيس المجلس الاداري لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام الفان وتسعة، وفي اليوم الثاني رعى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حفل عشاء للمشاركين في المؤتمر، حيث خاطب المشاركين بكلمة استعرض بها مهام الحكومة وخاصة تلك المتعلقة بالقدس.

وعلى مدار ثلاثة ايام، تم ايضا اقامة معرض فني عرضت به لوحات لستة فنانين فلسطينيين غطت مشاهد متنوعة لمدينة القدس.

وسيصدر الملتقى كتابا خاصا يتضمن اوراق العمل، واجمال لفعالياته، حتى يكون هذا الكتاب مرجعا يتم العودة اليه من قبل المؤسسات الاهلية او الرسمية للتركيز على كل مكون من مكونات المؤتمر.

وفي الجلسة الختامية، تم اجمال المؤتمر بالنقاط التالية (التوصيات):

•ان التراث الحضاري للمدينة المقدسة من مقدسات ومواقع وشعائر وعادات وتقاليد، كان لها الاثر الابرز في المحافظة على تراث المدينة العربي امام محاولات التهويد الاسرائيلي طوال العقود الماضية.

•ان قدرة المواطنين على الاحتمال والمواجهة قد اصابها نوع من التآكل، بفعل عنف الهجمة الاسرائيلية، الامر الذي يتطلب دعم مواطني المدينة ومؤسساتها الاهلية حتى تتمكن من استمرار مواجهة التحديات الاسرائيلية وتعزيز صمودهم.

•ان الغنى التراثي الذي تتميز به مدينة القدس يتطلب استمرار العناية به، وترميمه وتوثيقه وابرازه في مختلف الصور المكتوبة والمرئية والمسموعة.

•المجتمع المقدسي، باعتباره العنصر البشري الذي تحمل العبء نيابة عن الامتين العربية والاسلامية، بحاجة ماسة للاهتمام به، من مختلف النواحي.

•وفيما يتعلق بالارث الثقافي، فان المحافظة علي قدرات المبدعين والمبادرين وتطويرها في مجالات الفنون التعبيرية والكتابية والادائية، ودعم المراكز الثقافية والمدارس وتطوير المناهج اللاصفية سواء خلال ايام الدراسة او في العطل السنوية تعتبر ضرورة يتوجب الاهتمام بها.

•وبشكل خاص، ينبغي الاهتمام بالذاكرة المقدسية ضمن اطار الاهتمام بها وخاصة فيما يتعلق بتوثيق ونشر السير الذاتية للمبدعين وابراز التنوع المميز للمجتمع المقدسي.

•ان الفن بمختلف تعبيراته، يشكل احد اهم الركائز الثقافية الداعمة لتراث المدينة، ولا شك ان مختلف الفنون الابداعية الادائية والتشكيلية منها والمقروءة والمسموعة كالفن التشكيلي والرواية والمسرح والرقص الشعبي، بحاجة الى محفزات للمزيد من الابداع وتطوير المبادرات ورعاية المؤسسات المتخصصة بما يمكنها من مساعدة المبدعين وتطوير قدراتهم.

•رغم غنى وثروة العمارة المقدسية، فان تدافع الحياة اليومية، قد حرف المعمار المقدسي بجزء كبير منه عن الاصول التراثية التي طالما ميزت المدينة، وهناك ضرورة قصوى لتوجيه العناية له.

•اهمية احترام المواصفات والتمايز في المعمار المقدسي، وهناك ضرورة لتوثيق وابراز الكنوز المعمارية العربية المغتصبة في القدس الغربية، وكذلك ترميم المباني والمساكن التراثية الفلسطينية في القدس الشرقية، حيث شكلت اهمية احتفالية القدس، عاصمة الثقافة العربية لعام الفان وتسعة، حدثا هاما اتاح ابراز الكثير من ارث المدينة المقدسة، وهذا الامر يحفز على عدم الاعتماد على موسمية هذا الاهتمام، بل بديمومته ومأسسته.

•ضرورة بدء العمل على مأسسة الارث الثقافي للمدينة المقدسة، وتوسيع آفاقه وتطويره من خلال تشكيل" المجلس الاعلى للموروث الثقافي في القدس" ومنحه صلاحيات المحافظة على تطوير هذا الموروث.

•مطالبة الجهات الدولية المختصة، وخاصة منظمة اليونسكو وكافة الهيئات الدولية الاقليمية المختصة بالثقافة، بتفعيل ومتابعة نشاطاتها للمحافظة على الموروث الثقافي للمدينة.

•ان عمليات التهويد الاسرائيلية المستمرة المتمثلة بالحفريات وبناء المستوطنات ومنع ترميم العقارات الفلسطينية، يشكل انتهاكا صارخا للقيم الانسانية والموروث التراثي وبهذا الخصوص فانه الاهمية مطالبة كافة الجهات ذات العلاقة الى الضغط ومنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي من الاستمرار في انتهاكاتها.