السبت: 11/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظ القدس: نخوض معركة صعبة في القدس لكنها معركة صمود هائلة

نشر بتاريخ: 01/11/2009 ( آخر تحديث: 01/11/2009 الساعة: 09:43 )
القدس – معا- قال المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس، ان الفلسطينيين يخوضون معركة صعبة في المدينة المقدسة دفاعاً عن حقوقهم ومقدساتهم، متهماً الحكومة الاسرائيلية بمحاولة مصادرة الدور الاردني فيما يتعلق بالاشراف على الاوضاع في المسجد الاقصى وادارة شؤونه .

وردت اقوال الحسيني هذه خلال لقاء مع ممثلين وسائل الاعلام الفلسطينية نظمه نادي الصحافة المقدسي في مقره بالقدس الشرقية .

واكد الحسيني ان الاعلام جزء اساسي من هذه المعركة الكبيرة التي بدأت وفي كل الاتجاهات موضحا أن الحكومة الاسرائيلية لا تسعى الى تحقيق السلام مع الفلسطينيين وبأن الامال بقرب حل سياسي باتت بعيدة المنال .

وتطرق محافظ القدس الى التصعيد الاسرائيلي الاخير ضد المسجد الاقصى وقال : ان الاسرائيليين حاولوا تغيير الوضع القائم من خلال مصادرة حقوق الاوقاف الاسلامية في ادارة المسجد الاقصى والاشراف عليه علماً بان هذه الاوقاف تتبع للحكومة الاردنية التي ترتبط بأتفاقية سلام مع اسرائيل نصت في احد بنودها على دور الخاص للاردن في حماية ورعاية المقدسات.

وأضاف: "نحن نعيش في معركة صمود هائلة نفخر بها ، وهي معركة صعبة جدا تحشد فيها اسرائيل كل قواها المادية وصولا الى احتواء المدينة المقدسة وانهاء الوجود الفلسطيني فيها".

وتابع محافظ القدس قائلا:" لقد سعى الإسرائيليون مؤخرا الى ضرب المؤسسة الدينية واستهداف المسجد الأقصى باعتباره نواة يجتمع حولها المقدسيون. كما حاول المستوطنون الدخول والعبث في المسجد الأقصى بطريقة يشتم منها محاولات تغيير الوضع القائم، وكذلك محاولة الجهات الرسمية التنفيذية ممثلة بالشرطة الإسرائيلية مصادرة حقوق دائرة الأوقاف الإسلامية في إدارتها للمكان، علما أن أن هذا أمر من مهام إدارة الأوقاف الإسلامية ، وهي ادارة تتبع الأردن الذي يرتبط باتفاق سلام مع اسرائيل تنص أحد بنوده على أن للأردن دور خاص في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية في القدس. وبالرغم من ذلك حاولوا مصادرة هذا الدور عبر مصادرة حقوق دائرة الأوقاف وتفتيش موظفيها ومنعهم من الإلتحاق بأعمالهم ، ومنع أعمال الترميم، واعتقال المهندس المسؤول عن أعمال الترميم.

كما تطرق الحسيني الى سياسة هدم المنازل في القدس ووصفها بانها معركة اخرى في عملية تطويع المدينة المقدسة وتهويدها في وقت تبني فيه اسرائيل عشرات المستوطنات دون تراخيص وعلى اراضي فلسطينية مصادرة خاصة في محيط البلدة القديمة والتي باتت في هذه المرحلة مستهدفة على نحو خاص .

وقال: إن المحاكم الإسرائيلية لم تأت بخير للشعب الفلسطيني ، واللجوء اليها هو من أجل كسب الزمن ، وعامل الزمن ليس في صالحنا ، خاصة أن مؤسسات الأمم المتحدة تتحدث 60 الف مقدسي مهددين بالتشريد ، بينما عزل الجدار نحو 100 ألف فلسطيني مقدسي من القدس، وصولا الى ما نسبته 12% من المقدسيين فقط يرغبون في الوصول اليها".

وفيما يتعلق بالاوضاع الاقتصادية في مدينة القدس قال المحافظ ان التجار فيها يعانون من اوضاع اقتصادية غاية في الصعوبة حيث ضرائب المفروضة عليهم والحصار الذي ضرب مقاومات الحياة الاقتصادية في المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها .

وأضاف :" هم لا يعطون تراخيص بناء للمواطنين المقدسيين ، ولا يقومون بأعمال تخطيط تتيح للمواطنين الحصول على تراخيص بناء، وكل همهم تحصيل الضرائب واستثمارها في مستوطناتهم، وبناء عشرات المستوطنات غير المرخصة وغير القانونية حتى، وهذه من القضايا الخطيرة جدا والتي تسبب لنا قلقا كبيرا مع توغل البناء الإستيطاني في قلب الأحياء الفلسطينية المتاخمة للبلدة القديمة خاصة في الشيخ جراح وكرم المفتي .

وعبر الحسيني عن أمله بأن لا تبقى الأمور على ما هي عليه الآن ، وأن يتحرك المجتمع الدولي في سبيل وقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس. وقال :" نأمل من الأمم المتحدة تفعيل عمل مؤسساتها ، وتقرير غولدستون هام للغاية وعلينا أن نتابعه، وأن نسير باتجاه المحاكم الدولية لانتزاع حقوقنا الموجودة في القدس الغربية حتى نخفف الضغط عن عقاراتنا في القدس الشرقية التي يدعى الإسرائيليون ملكية بعضها".

كذلك قضية المقدسات تحتاج الى اجراء خاص سواء كانت اسلامية او مسيحية حيث يلاقي المسيحيون في اعياد الميلاد ( الكريسماس) ما يلاقيه المسلمون من عراقيل اسرائيلية في الوصول الى الأماكن المقدسة، وفي الأحداث الأخيرة في القدس منعوا الآذان ، ومنعوا المواطنين من أداء صلاة المغرب والعشاء، وعذبوهم في صلاة الفجر ، ويوم الجمعة الفائت قيدوا عدد المصلين .

وأشار الحسيني الى أنه في المواجهة الأخيرة التي وقعت في المسجد الأقصى وحين خطط الإسرائيليون لاقتحام مبنى المسجد بعد أن أغلقوه بالجنازير والسلاسل الحديدية تدخل الأردن بشكل فاعل جدا وحال دون هذا الإقتحام انطلاقا من مسؤولياته في رعاية المقدسات الإسلامية ، ومثل هذا التدخل الفاعل لعبته جمهورية مصر العربية.

وتطرق الحسيني الى اللجنة الخاصة التي شكلت مؤخرا لمتابعة قضايا المواطنين المقدسيين ، وقال:" هذه اللجنة ستتابع قضايا المحامين ، علما بأن هذه القضية تحتاج الى ترتيب جديد ، وقضايا المخالفات وكيفية مساعدة المواطنين ، ثم قضايا الإخلاءات للبيوت وكيفية مساعدة أصحابها ، أي أنها وجدت من أجل أن تركز في بعض مواضيع القدس ، وأن تعجل في الأمور الطارئة ، وهي ليست بديلا لأية لجنة أخرى قائمة". وأشار الى أنه قبل وجود وزارة القدس ، كان هناك لجنة خاصة تتابع شؤون القدس ، واللجنة الحالية هي مشابهة اللجنة الوزارية التي كانت قائمة من قبل ترعى أمور القدس ، لأن هناك ملفات مفتوحة تحتاج الى متابعة.

وحول مستقبل المؤسسات الفلسطينية المغلقة قال الحسيني : ليس هناك مفاضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حتى يتم تفعيل المطالبة بإعادة فتح هذه المؤسسات ، بما في ذلك الغرفة التجارية العربية في القدس التي وعد الرئيس الفرنسي ساركوزي بإعادة فتحها ، وكنا نتوقع ان يعاد فتحها في أيام ، ولكن شيئا من هذا لم يحدث ، وليس لدى الإسرائيليين أية نية في تحقيق انفراج ، بل هناك عقلية سوداء يجب على العالم أن يفتحها بطريقته ، ولا يجوز أن يظل الإسرائيلي يحكم بهذه العقلية وعلى حساب الآخرين .

وأشار محافظ القدس الى توجه لتحديث دراسة القطاعت المختلفة في القدس ، وكان هناك ورشة عمل عقدت السبت الماضي ، ونأمل أن تنعكس على نشاطات اللجنة التي شكلت مؤخرا، وغيرها من المؤسسات التي تريد أن تعمل.

وردا على سؤال حول تفعيل الدور الأوروبي في دعم مؤسسات القدس قال الحسيني ، إن هذا الدعم مقتصر على الدعم الإقتصادي بحدود ما ترغب به اسرائيل فقط ، ولكن بعض تقرير غولدستون لا نعرف كيف ستتغير الأمور بهذا الشأن على ضوء المواقف الأوروبية من هذا التقرير، لكن من المفترض أن يكون هناك دعم لمؤسسات القدس مثل باقي المؤسسات في فلسطين. لأن هذه المؤسسات تخدم المواطن المقدسي.