الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

القبض على مستوطن مسلح تسلل للاقصى واسرائيل تدعي انه مجنون

نشر بتاريخ: 01/11/2009 ( آخر تحديث: 01/11/2009 الساعة: 17:46 )
القدس- معا- أحبط شبان مقدسيون بالتعاون مع حراس المسجد الاقصى المبارك فجر اليوم الاحد، محاولة مستوطن اسرائيلي للتسلل إلى داخل المسجد الاقصى، بعد ان تمكنوا من إلقاء القبض عليه أثناء تسلله الى منطقة ( المطهرة) داخل ساحات المسجد وهو يحمل سلاحه على ظهره.

وقال شهود عيان لـ "معا" إن المستوطن ضبط عند الساعة الثانية من فجر اليوم، يحاول الوصول إلى مبنى ( المطهرة) عبر حوش آل الزربا المتاخم لسوق القطانين باستخدام السلالم، مؤكدين أنه كان يحمل سلاحا أوتوماتيكيا على ظهره.

وأضاف الشهود أن المستوطن حاول مقاومتهم إلا أن الشبان المقدسيين الذين تواجدوا في المكان تمكنوا من السيطرة عليه، ومن ثم سلموه للشرطة الاسرائيلية التي حضرت باعداد كبيرة الى المكان.

واستهجن الشهود في حديث لمراسلنا ادعاء الشرطة الاسرائيلية بأن المستوطن لم يكن يحمل سلاحا، وقالوا "إن المستوطنين في البلدة القديمة لا يتجولون فيها إلا مسلحين؟"، كما تساءلوا عن أسباب وجود المستوطن في هذا الوقت تحديدا وفي هذا المكان ( المطهرة) الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن مبنى المسجد؟.

شرطة اسرائيل تدعي أنه غريب الاطوار

وسارعت الشرطة الاسرائيلية في حديث لمراسل "معا" إلى الادعاء بأن المستوطن الذي ضبط متسللا الى المسجد الاقصى مجنون وغريب الأطوار، وأنه تقرر نقله الى مصحة نفسية في "غفعات شاؤول" دير ياسين.

وادعت الشرطة أن المستوطن لم يكن مسلحا، وأن قيادة الشرطة ستعقد جلسة لبحث تداعيات هذا الحادث.

محافظ القدس: لا يمكن لمجنون تنفيذ الحادث

وعلق المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس مدير الاوقاف سابقا، في حديث لـ "معا" على إدعاءات الشرطة الاسرائيلية بالقول "واضح أن هذا الحادث لا يمكن أن ينفذه مجنون".

وأضاف أن الدخول الى تلك المنطقة يتطلب تخطيطا كبيرا بالنظر إلى الموقع الذي تسلل منه المستوطن، والذي يشتمل على أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وعوائق كثيرة إضافة الى حراسة مشددة تجعل من الصعوبة على أي انسان التسلل إلى المباني المجاورة.

وأكد الحسيني أم من يخطط لتلك الأعمال مجموعة متطرفة تتخذ من بؤرة استيطانية استحدثت مؤخرا قرب المنطقة مستقرا لها لتسهيل تنفذ مخططاتها العدوانية على المسجد الاقصى المبارك.

عبد القادر: إعلان الشرطة يثير السخرية

من جانبه قال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، إن إعلان الشرطة الاسرائيلية حول الحادث يثير السخرية ويؤكد المقاييس المزدوجة التي تتعامل بها الشرطة مع الفلسطينيين ومع اليهود، فعندما يتعلق الأمر بفلسطيني يكون ارهابيا ويهدد أمن "الدولة" وتتجند له اجهزة الامن الاسرائيلية للتحقيق معه ويودع السجن، أما عندما يتعلق الأمر بيهودي فيصبح مجنونا وغريب الأطوار وتتجند له الطواقم الطبية ويودع في المصّحات النفسية.

وأضاف في حديث لـ "معا"، أن هذه السياسية الاسرائيلية هي التي تشجع المستوطنين والمتطرفين اليهود للاستمرار في محاولاتهم لارتكاب أعمال إرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين حتى لو كان داخل مقدساتهم.

وتابع "أنها ليست المرة الاولى التي تدعي فيها اسرائيل أن مرتكبي الاعتداءات على المقدسات الاسلامية مجانين، فقد سبق وان اطلقت صفة مجنون على الارهابي دينس مايكل روهن مضرم النار في المسجد الاقصى عام 1969".

رسالة تضامن من كنائس القدس ومسيحيي فلسطين

نقل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم الاحد، رسالة تضامن من كنائس القدس ومسيحيي فلسطين مع إخوانهم المسلمين ضد ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات متكررة.

وقال: "إن الاعتداء على الأقصى ليس اعتداء على المسلمين وحدهم بل على المسيحيين أيضا، واعتداء على كنيسة القيامة والمقدسات المسيحية، ونحن مدعوون لنكون موحدين في مواجهة الاعتداء لان الجميع مستهدف من الاحتلال".

وعلى صعيد اخر دعا حنا المثقفين والأدباء والكتاب، إلى تكريس إبداعاتهم الأدبية من اجل القدس والدفاع عنها ومقاومة الاحتلال الذي يريد عزل القدس عن أهلها وإبعادها عن أفكار وأذهان جماهير الشعب الفلسطيني.

جاءت أقوال المطران عطا الله خلال حفل للكتاب والأدباء أقامه مكتب الشرق الأوسط للصحافة اليوم، في قاعة الفندق السياحي برام الله تكريما للذين ساهموا في الكتب والمجلات الصادرة عن الكتب، بحضور العديد من رجال الدين والأدباء ورجال الأعمال.

كما دعا الكتاب إلى توظيف أفكارهم لتحقيق الوحدة وطي صفحة الانقسام، الذي لا يستفيد منه سوى الاحتلال، وان يكتبوا ما يساهم في التقريب بين أبناء الشعب الواحد، قائلا إن الوحدة الوطنية ضرورة إستراتيجية حتى نتمكن من السير إلى الأمام لتحقيق تطلعاتنا وأهدافنا التي استشهد من اجلها الكثيرون، ليتحول الحلم إلى حقيقة وتعود القدس لأصحابها ويرفع شبل علم فلسطين على مآذن القدس وهذا ليس مستحيل لان صاحب الحق أقوى من صاحب القوة وان الشعوب المتمسكة بأصالتها لا بد إن تحقق أهدافها.

وألقى غسان الشيخ محمد كلمة شكر فيها الذين قدموا له الدعم والمساندة لإصدار كتب ومجلات مكتب الشرق الأوسط، لتبقى الذاكرة متوقدة لدى الأجيال القادمة، والاعتزاز بالوطن وأمجاده وتراثه.

وتخلل الحفل الذي تولى عرافته الشاعر الشعبي أبو عبدالله حنيحن، فقرات للدبكة الشعبية قدمتها فرقة جمعية لفتا الخيرية ووصلة من الزجل الشعبي للشاعر نواف بدران.

حادثة اعادت مجرزة الحرم الابراهيمي للاذهان

وعلى الفور استذكر مواطنون مقدسيون المجزرة التي ارتكبها المتطرف الاسرائيلي باروخ غولدشتاين قبل 15 عاما، عندما هاجم بسلاحه الرشاش عشرات المصلين المسلمين وهم يؤدون صلاة الفجر داخل الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل.

وأدت تلك المجزرة التي تمكن في اعقابها مصلون من قتل مرتكبها، إلى استشهاد عشرات المواطنين واندلاع مواجهات في كافة الاراضي الفلسطينية سقط خلالها المزيد من الشهداء بعد أن قمعت قوات الاحتلال مسيرات الغضب والاحتجاج التي خرجت للتنديد بالمجزرة.

ومن آثار تلك المجرزة إقدام سلطات الاحتلال على تقسيم الحرم الابراهيمي الى قسمين أحدهما لليهود والآخر للمسلمين، وتقدم في الاعياد والمناسبات اليهودية على حرمان المسلمين من الصلاة في المسجد أو حتى رفع الاذان عبر مآذنه.