الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تحتفل بعيد الفصح اليهودي لذكرى التحرر من عبودية فرعون بينما هي تستعبد شعبا آخر

نشر بتاريخ: 12/04/2006 ( آخر تحديث: 13/04/2006 الساعة: 00:46 )
معا - كان عيد الفصح يقع في الرابع عشر مساءً أي في ليلة (ونهار) اليوم الخامس عشر من شهر أبيب، ومعناه "شهر الخضرة"، أو "تكوين السنابل" ، الذي دُعي بعد السبي البابلي "نيسان" . وكان يعقب أكل الفصح مباشرة، سبعة أيام عيد الفطير ، والذي كان يُسمى بالتبعية "الفصح" أيضاً لأن عيد الفصح يقع في اليوم الأول من عيد الفطير.

وكان كلاهما يرتبطان إرتباطاً وثيقاً بذكرى الخروج من مصر. فالفصح كان تذكاراً لخروج الفصح الذي رُشَّ دمه على القائمتين والعتبة العُليا في كل بيت من بيوت بني إسرائيل، وهكذا نجا أبكارهم من الهلاك المُهلِك .

أما الفطير فكان تذكاراً للفطير الذي أكلوه في أيامهم الأولى -بعد عبورهم البحر الأحمر- من العجين الذي أخذوه معهم من مصر إذ كان لم يختمر .

وهو أول عيد يفرضه الرب للإحتفال به "فريضة أبدية" ، ليتذكروا ليلة خروجهم وخلاصهم من العبودية في أرض مصر، وكانت تلك الليلة هي ختام السنة 430 من تغريب إبراهيم .

وقد كان عيد الفصح هو بداية تقويم جديد لليهود حيث أصبح لديهم تقويم مدني (شهر تشرين/أكتوبر)، والآخر ديني تبعاً ليوم عيد الفصح.

ويستغرب علماء الاجتماع لغاية الان كيف ان شعبا مثل اليهود عانى من الظلم والاضطهاد وعاش المارة التاريخية يتسبب بكل هذا العذاب لشعب اخر مثل الشعب الفلسطيني ، حتى ان كتابا يهودا اسرائيليين لم يترددوا في الكتابة حول ذلك مثل شمعون زكلاين الذي كتب يقول :"كيف لنا نحن الإسرائيليين أن نحتفل بعيد الفصح بروحيته الحقيقية في الوقت الذي أصبحنا فيه نحن أنفسنا مستغلين؟ نستغل العامل الأجنبي بين ظهرانينا. ندفع الحد الأدنى من الأجور للعمال - ونجبر الكثير من الأسر على أن تصبح فقيرة! حتى أن مسألة زيادة الأجور للكثير من العمال لم تعرض على بساط البحث. هل نحن حقاً أحرار؟

لقد خلقنا شكلاً من العبودية لأنفسنا ولغيرنا. فثمة "موسرون ومعدمون" دائمون. حيث حكم على المعدمين بحياة الفاقة والإفراد ومن دون مستقبل. وهناك قطاعات في المجتمع الإسرائيلي مثل مدراء البنوك ومدراء الأعمال يحصلون على شيكات شهرية بقيمة 500,000 شيكل أو أكثر مقابل ماذا؟ بينما لا ينال أيضاً المواطنون العرب الذين يعيشون بيننا، عملياً، حقوقاً متساوية رغم أنهم يتمتعون بها نظرياً.

أين العدالة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال؟ يعرف المستوطنون الذين يعيشون في الأراضي المحتلة كيف يدفعون الحد الأدنى من الأجور للعمال الفلسطينيين الذين بنوا لهم قصوراً. والعديد من هؤلاء المستوطنين يعملون وفقاً للوصايا الدينية والتوراة! وعذرهم لدفع رواتب سيئة لعمالهم: "لا يستحقون أكثر لأن مستوى معيشتهم في مناطقهم أقل وكذلك نفقاتهم".

أية معايير يستخدمها هؤلاء المستوطنون كأساس لهذه الفرضية المضحكة؟ لماذا ينظرون إلى المناطق المحتلة فقط؟ إن سياسة دفع الأجور المنخفضة هي مرض وطني! فعندما تعرض الظروف الناس إلى فقر مذل لأنهم لا يتلقون رواتبهم التعيسة في الوقت المحدد - هل من سبب لنحتفل بعيد الفصح؟ يبدو أنه الأسلوب الإسرائيلي المتعلق "بالأسباب الشرعية" هو لتبرير عدم دفع الرواتب لأشهر عدة. وثمة مسألة دفع الحد الأدنى للأجور لأولئك الذين يعملون في مجموعات السوبر ماركت يبيعون المباح أكله في الشريعة اليهودية (الكوشير) من المواد الغذائية في عيد الفصح بحيث يتمكن المستهلكون المحتملون من شرائها بأسعار أرخص.

الاحتلال يدمر المجتمع الإسرائيلي. وعندما يتعلق الأمر بالاحتفال بعيد الفصح، لا يحتاج المرء إلى خيال كبير حتى يدرك أن معناه بات مشوهاً. كيف لنا أن نحتفل بالحرية من العبودية عندما نكون قد خلقنا شكلاً من العبودية في القرن الواحد والعشرين في بلدنا؟

إن التعرية لحقوق الإنسان، الانخفاض في قدرة الكسب والزيادة في الفقر عوامل تساهم في تحويل عيد الفصح إلى مهرجان مهزلة وطني مجرد من أي معنى. إذا كنا قوة احتلال، كيف يمكننا أن نحتفل بعيد الفصح - احتفال بتحررنا من العبودية بضمير مرتاح.