الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسواق الفلسطينية تشهد ركودا في النشاط التجاري بسبب تاخر صرف الرواتب

نشر بتاريخ: 13/04/2006 ( آخر تحديث: 13/04/2006 الساعة: 22:16 )
خان يونس - معا- تشهد الأسواق في الاراضي الفلسطينية ركوداً تجارياً غير مسبوق فيما أعلنت المحال التجارية "الحداد العام" جراء تأخر إستلام موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية رواتبهم عن الشهر الماضي، مما خلق واقعاً مأساوياً صعباً على الجميع طال كافة مناحي الحياة بخان يونس.

مراسلنا تجول في شوارع خان يونس واجرى مقابلات مع بعض سكانها الذين اعربوا عن تذمرهم الشديد، جراء تأخر الرواتب التي من شأنها إنعاش الإقتصاد الفلسطيني والحركة التجارية البائسة.

المواطن حسام الخليلي يعمل في محل لبيع الملابس، رأيناه جالساً أما متجره واضعاً يده على رأسه مستغرقاً في تفكير عميق، إقتربنا منه، وسألناه عن الوضع التجاري، فأجاب قائلاً: كما ترون الحركة أصبحت معدومة ولا يدخل علينا إلا البسيط فكيف لي تسديد مستحقات أجرة المحل التي تراكمت علينا، أوضاعنا صعبة للغاية نتيجة لهذه الظروف التي ألمت بنا، أتمنى أن يستلم الموظفون رواتبهم بسرعة حتى نتمكن من النهوض بواقعنا المأساوي.

ولا يختلف الحال كثيراً مع الموظف عبود الفرا الذي يعمل في أحد الأجهزة الأمنية الذي أكد لنا أن "الهزة الاقتصادية" التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية هي الأسوأ خلال الثلاثين عاماً الماضية، مشيراً إلى أنه لم يستلم راتبه حتى الآن وعليه إلتزامات كبيرة يجب الإيفاء بها، قائلاً:" حالتنا صعبة للغاية، إستمعنا إلى العديد من الوعود ولكنها للأسف لم تفض عن شيء".

باسل زكي موظف يعمل في إحدى مؤسسات وزارة التربية والتعليم، لم يستلم راتبه منذ عدة شهور بسبب تعينه الجديد، وهو متزوج ولديه طفل واحد ويسكن في شقة مؤجرة يقول إن صاحب البيت هدده بالطرد من المنزل إذا لم يدفع الاجار الذي عليه, ويتساءل والحسرة تعتري صوته "بالله عليكم ماذا أفعل أنا وزوجتي وإبني مهددين بالضياع، أوصلوا صوتنا للمسؤولين".

رأينا مواطنه تقف بجوار مؤسسة للشؤون الإجتماعية غرب حي الأمل سألناها عن حاجتها فقالت:" أنتظر تسليمي كابونا أسد بها رمق أطفالي الجياع" مؤكدة أن كل من في البيت وحتى زوجها لا يعملون, "حسبي الله ونعم الوكيل، أنقذونا يا عرب" بهذه الكلمات اختتمت حديثها معنا.

ركود غير مسبوق "يجتاح" أسواق خان يونس، وعلى مقربة من المسجد الكبير تجد عدداً من البائعين ينادون على بضاعتهم، وهنا المعروضات تختلف وتتنوع فمنها بسطات النثريات والفاكهة والخضراوات وغيرها، وما أن تمر من أمامهم حتى تغلق كلتا أذنيك من شدة أصواتهم المرتفعة وهم ينادون على بضاعتهم، ويتعلقون بأي شخص ينظر إليهم مستفسراً بعينيه عن ثمن ما يبيعون.

وهناك في سوق مركز المدينة الشعبي الشهير بسوق " الأربعاء " لاحظنا الإزدحام الشديد، الكل يسأل ويمشي...، تحدثنا إلى أبو محمد صاحب بسطة خضروات, الذي عبر عن إستيائه الشديد من الأوضاع العامة التي تعيشها مدينة خان يونس، قال لنا:" المشكلة تكمن في تأخر صرف رواتب الموظفين والبطالة متفشية ومرتفعة جداً بخان يونس، حيث يتركز البيع والشراء على حركة الموظفين الذين أصبحوا مصدراً وحيداً للدخل، أناشد الحكومة الجديدة الوفاء بإلتزاماتها تجاه شعبنا والإسراع في دفع الرواتب لتجنيبنا كارثة إنسانية لا يمكن أن تحمد عقباها".

أما الموظفة هناء محمود قالت إن بائع "الدكان" رفض منحها متطلبات بيتها لأنها لم تقم بتسديد "الحساب القديم" له، مشيرة إلى أن الغموض أصبح يكتنف مصير الموظفين، متسائلة" إذا إستلمنا الراتب عن الشهر الماضي، فماذا عن الشهر الذي يليه، الموازين تغيرت وإنقلبت، كلنا أصبحنا مهددين بالإلتحاق بجيش البطالة.

هذا وقد أفادت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية، بأن الأحداث التي اندلعت والإغلاقات التي تلتها في الأراضي الفلسطينية أدت خلال السنوات الماضية إلى تراجع حاد في النشاط الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أدى إلى انعطاف حاد في النمو الذي طرأ على معدل دخل الفرد، والقضاء على الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الفترة السابقة.