الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرفية والتخصص.. أهم أسرار النجاح في العمل الصحفي

نشر بتاريخ: 07/11/2009 ( آخر تحديث: 07/11/2009 الساعة: 18:46 )
بيت لحم- معا - شارك ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا" الإخبارية طلبة وأستاذة قسم الصحافة في جامعة النجاح التفاكر والبحث حول هموم العمل الصحفي والإعلامي في فلسطين النجاحات والإخفاقات النماذج، والموديل الذي يرغب الطلبة الاقتداء به في عملهم الإعلامي، هموم وهواجس يشعر بها طلاب الإعلام من زحمة الخريجين في ظل تعدد الجامعات الفلسطينية التي تخرج صحفيين/ات بإعداد كبيرة، ورحلتهم في للبحث عن التمييز هو هاجس يؤرقهم في مشوارهم القادم.

وفي رده على سؤال احد الطلبة المشاركين حول طبيعة برنامج "جولة بالصحافة العبرية" بأنه ينقل وجهة نظر الإعلام الإسرائيلي كما هي بدون تغيير أجاب اللحام: "بان هذه النظرية خاطئة فالبرنامج مقسم إلى ثلاث أقسام الأول: تناول الإعلام الإسرائيلي للموقف الفلسطيني وتستغرق الفقرة ربع ساعة، والقسم الثاني: يتم الحديث عن الصحف العبرية والعناوين الرئيسية واهم ما جاء فيها والقسم الثالث: عن التلفزيون والتقارير المعروضة حسب الأهمية والموضوعية وعنوان الحلقة"، وعن نقل وجهة النظر الإسرائيلية كما هي "إنك إذا عرفت لغة عدوك ليس بالضرورة أن تكون رهينة له فاللغة أداة وليست إستراتيجية أو موقف".

ونصح اللحام الطلبة بالحرفية المهنية فهي السبيل الوحيد للنجاح والتميز في ظل التنافس الكبير في المجال والميل إلى التخصص (من يريد كل شيء يخسر كل شيء) والتخصص في العمل مريح جدا، حيث يجب على الصحفي ان يعرف ماذا يفعل وما هو تخصصه وانه ليس بإمكانه إن يكون كل شيء بالاستوديو.

وأشار إلى ان شبكة "معا" تتطرق إلى العديد من الاساليب والمنهجيات التي لا تتطرق لها مؤسسات اعلامية واكاديمية أخرى في سياساتها وعلاقة الصحفي بكافة الطواقم الصحفية من اصغر عامل في المؤسسة يجب ان تكون جيدة جدا ليس فقط على المستوى الشخصي وانما لتناغم العمل وفهم وجهات النظر حيث لا يمكن ان يعمل النجم التلفزيوني مثلا او الاذاعي في المؤسسة بدون جهد الاخرين من حوله ابتداء من عامل نظافة الاستوديو الى موظف المونتاج والمصور انتهاء بالمخرج والتركيز على العمل الجماعي او Team Work من اساسيات العمل لدينا في شبكة "معا" حيث لا توجد في "معا" طريقة النصوص الثابتة ابدا.

وأكد اللحام أن شبكة "معا" في تطور مستمر "ومن المأمول ان يكون لنا فضائية خاصة بنا، وان نوسع انتشارنا ونفتح مكاتب في بعض الدول العربية"، مشيرا إلى مصداقية شبكة "معا" وثقة الشارع الفلسطيني الكبيرة بالوكالة، "حيث مرة من المرات تلقيت هاتفا من الرئيس ابو مازن يسألنا عن رأينا في خطابه بعدما عملنا على نشره على الشبكة، وغيره ايضا الكثير من قادة الفصائل السياسية"، مؤكدا بأن رضى الناس اهم ما يكون وهذه مشكلة الصحافة الجادة او السياسية حيث لا يمكنك كصحفي ان ترضي جميع الاطراف حتى لو كنت حياديا.

وفي موضوع الطرق او المناهج الادارية التي تعمل من خلالها شبكة "معا"، أوضح أنها طريقة الاجتماعات التقييمية (منها اليومية لاقسام التحرير، الاسبوعية، النصف شهرية والشهرية وهناك الاجتماع السنوي العام لرؤساء الاقسام والاداريين، حيث تتبع الشبكة نظاما خاصا يساعدها على تقييم نفسها من خلال "الخلوة" في مكان بعيد عن العمل حيث ندعوا جميع رؤساء الاقسام في الشبكة والموظفين المختصين للمناقشة عن الايجابيات والسلبيات والاقتراحات وجميع الامور التي تكون بحاجة الى نقاش ولكن خارج بيئة العمل حتى يتم التفكير جيدا وهذه من انجح الطرق بعد التجربة وتؤخذ فيها قرارات هامة جدا يتم العمل عليها بعد الاجتماع.

وتطرق اللحام إلى أهمية قسم تكنولوجيا المعلومات IT في الشبكة وحمايتها من الاختراق المستمر والذي تتعرض له الشبكة يوميا عبر الموقع الالكتروني فهناك يوميا محاولة افشال لهذه القرصنة ولولا القسم لفقدنا اشياء كثيرة، وهناك ايضا اهمية اخرى لهذا القسم تتمثل في الانتهاء من العمل على تلفزيون الانترنت حيث سيكون باستطاعة كافة المشاهدين ان يتابعوا برامج شبكة "معا" عبر موقع الانترنت الخاص.

وتابع: يوجد هناك ارتجالية في القرارات واتخاذها في شبكة "معا"، وهناك منهجية في الشبكة تقوم على انه باستطاعة اي موظف مهما كانت درجة ابداعه ان يقدم استقالته وستكون مقبوله ايمانا منا بعدم تسليط الضوء على شخص واحد وان المؤسسة قائمة على نشاطه وعمله.

وعن مصادر تمويل شبكة "معا" أوضح اللحام بأن مصادر التمويل عديدة جدا واغلبها وفي البداية كانت من التمويل الاوروبي حيث كانت قصة نجاح الشبكة من خلال التقائنا بالسفير السويسري في فلسطين وقمنا بعرض المشروع عليه بيد ان حكومته لم توافق في النهاية على دعم قطاع الاعلام وركزت على امور اخرى، ويرجع الفضل للمثلين الدنماركي والهولندي الذين عرض الموضوع عليهم الى ان تمت الموافقة والتمويل الذي بدأ بمبلغ 3 ملايين دولار امريكي، وبعدها تم ارسال خبراء في الصحافة والاعلام يعملون لدى BBC وتم كتابة تقرير من 70 صفحة يشيد بعمل شبكة "معا" ويوصي بالابقاء على دعمها، ولم يتم نشر هذا التقرير لكثرة احتوائه على ايجابيات تمدح عملنا.

وأضاف، هناك ايضا الان مصادر اخرى للتمويل من مؤسسات غير حكومية اخرى كاليونسكو وغيرها وايضا من مؤسسات حكومية كالوزارات والحكومة ومكتب الرئيس حيث على سبيل المثال قامت "معا" بحملة دعائية انتخابية للرئيس ابو مازن بالالاف من الدولارات كما عملت حملة دعائية لكافة الفصائل ومنها حماس وبهذا تستطيع الشبكة المضي قدما في تحقيق اهدافها والمحافظة على الاستمرارية.

وأخيرا ردا على سؤال احد الطلبة عن قبول شبكة "معا" بتغطية اي موضوع مقابل الحصول على المال، رد اللحام بان هناك فرق ما بين الانتاج والخبر فالخبر شيء مقدس لا يمكن ان نساوم عليه اما الانتاج فعلى سبيل المثال ممكن ان تأتي حماس وتطلب انتاج تقرير تلفزيوني او قصة صحفية عن اسماعيل هنية احد قادتها وهنا انا اقول وامام الجميع بان الشبكة جاهزة لانتاجه مقابل الحصول على أجره، فلا يمكن الخلط بين الانتاج والخبر.