مركز الأمراض المزمنة يواصل عمله ضمن مشروع الوقاية من الأمراض
نشر بتاريخ: 15/11/2009 ( آخر تحديث: 15/11/2009 الساعة: 11:18 )
رام الله- معا- اشار مركز الامراض المزمنة التخصصي التابع للاغاثة الطبية الفلسطينية اليوم الاحد، انه يعمل على ثلاثة مستويات هي الوقاية من الاصابة بالامراض المزمنة والكشف المبكر عنها والرعاية الشمولية لتلك الامراض من اجل الحد من انتشارها.
وقال حيدر ابو غوش مدير عام الاغاثة الطبية ومدير برنامج الامراض المزمنة، إن الأمراض المزمنة تشكل تحديا متناميا للصحة في كافة بلدان العالم هي المسبب الأول للوفاة في كافة البلدان ويزداد تأثيرها السلبي على المجتمعات يوما بعد يوم.
واوضح ابو غوش ان مفهوم الوقاية من الامراض المزمنة: يعني تعريف الناس بتلك الامراض وبعوامل المخاطرة التي تؤدي لها وطرق الوقاية ومضاعفات المرض، مضيفا ان عوامل المخاطرة تشمل زيادة الوزن والسمنة والتغذية غير الصحية وقلة النشاط البدني والتدخين، مؤكدا ان الاغاثة الطبية تعمل ضمن مشروع للوقاية من الامراض المزمنة على المستوى المجتمعي بهدف مشاركة المؤسسات المجتمعية في التعريف بالامراض المزمنة والوقاية منها وتحويل مرضى هذه الامراض الى مركز الامراض المزمنة التخصصي في رام الله.
وقال ابو غوش إن المشروع يهدف على المستوى المجتمعي لتعزيز دور المرضى ومشاركتهم في العملية العلاجية وتعريفهم بحقوقهم الصحية وبالامراض وكيفية السيطرة عليها، مضيفا ان هذه الأمراض تعتبر حتى أواسط التسعينيات من القرن الماضي من الأمراض الخاصة بالدول الغنية، ولكن هذه النظرة قد تغيرت بشكل جذري، اذ ثبت أن أمراضا مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسمنة وارتفاع الكوليسترول، اضافة الى عوامل المخاطرة التي تزيد من الإصابة بهذه الأمراض، قد زاد انتشارها في الدول ذات الدخل المتدني والمتوسط وانها تزداد لدى الفئات الأكثر فقرا في هذه البلدان.
واشار ابو غوش الى ان عوامل المخاطرة تلعب، منفردة أو مجتمعة، دورا رئيسيا في الإصابة بواحد أو أكثر من الأمراض المزمنة والتي اصطلح على تسميتها بالأمراض غير المعدية (Non Communicable Diseases- NCDs ) والتي تضم أمراض السكري وأمراض القلب والشرايين( بما فيها ضغط الدم) والسرطان ومرض الرئة المزمن COPD.
واوضح ان هذه الأمراض هي المسؤولة الرئيسية عن وفاة أكثر من 31 مليون شخص( أي حوالي 60% من مجموع الوفيات) وعن 43% من مجموع الأمراض في العالم، وأن 77% من الوفيات الناتجةعن هذه الأمراض و85% من العبئ المرضي لهذه الأمراض تحدث في الدول الفقيرة ذات الدخل المتدني والمتوسط.
واضاف ابو غوش ان الإنتقال من نمط الحياة الصحي الى نمط الحياة الغربي ساهم كثيرا في الإصابة بالأمراض المزمنة، مؤكدا ان في الوقت الذي تميز فيه المجتمع الفلسطيني( كبقية الشعوب العربية والشرق متوسطية) بنظام التغذية الصحي والمعتمد على الحبوب الكاملة والألياف والخضار والدهون غير المشبعة، انتقل منذ سبعينات القرن الماضي إلى نظام غذائي يعتمد على الدهون المشبعة والسكريات البسيطة والقليل من الخضار، مشيرا الى ان النشاط البدني انخفض بصورة ملحوظة بين السكان وخاصة مع انخفاض نسبة العاملين في الأرض، بسبب قلة الجدوى الإقتصادية أو بسبب مصادرة الأراضي من قبل الإحتلال وانتقال جزء كبير من السكان للعمل في الوظائف الحكومية في المدن بعد انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما اتصفت العقود الأخيرة من القرن العشرين بازدياد نسبة المدخنين في المجتمع الفلسطيني، كل هذه العوامل، اضافة الى عوامل مرتبطة بالوراثة وزيادة نسبة كبار السن عن قبل، ساعدت في ازدياد نسبة المصابين بالمراض المزمنة.
وقال ابو غوش ان الإغاثة الطبية الفلسطينية تجاوبت مبكرا مع هذا التحدي المرضي في فلسطين، ففي أواخر القرن العشرين وبداية السنة الأولى من القرن الحادي والعشرين أنشأت الإغاثة الطبية برنامجا خاصا للتعامل مع الأمراض المزمنة والذي تبنى النموذج الشمولي في رعاية هذه الأمراض، مؤكدا
ان هذا النموذج الشمولي تخلى عن النموذج الطبي والبحثي في رعاية الأمراض المزمنة والذي كان سائدا، واعتمد على التوعية وتمكين المرضى والتعامل مع عوامل المخاطرة من أجل تقليلها إضافة الى العلاج الطبي، أي أن العلاج الطبي أصبح جزءا من الخطة العلاجية وليس الوحيد، وبالتالي كان هناك حالات نجاح كثيرة التي نجح فيها التقليل من عوامل المخاطرة واعتماد التغذية الصحية وزيادة النشاط البدني من الإعتماد على الأدوية وكذلك في التقليل من المضاعفات والأمراض الأخرى التي تنضج عن عدم الرعاية الجيدة للأمراض المزمنة.
واشار الى ان دراسة ميدانية لبرنامج الأمراض المزمنة في الإغاثة الطبية جرت في 3 قرى فلسطينية في الضفة الغربية في عام 2006 اظهرت ان اعتماد النموذج الشمولي في الرعاية الصحية قد يساعد في تحسين نسبة السيطرة على مرض السكري لدى المرضى في هذه القرى من 7% الى 20% خلال عام كامل، وقد كان التدخل الجديد في هذه الدراسة هو زيادة التوعية الصحية وزيادة تمكين المرضى وتشكيل مجموعات داعمة في هذه المجتمعات.
وقال ابو غوش انه جرى مؤخرا ادخال مكون جديد لرعاية مرضى الأمراض المزمنة وهو الدعم النفسي المجتمعي في كافة مراكز رعاية مرضى الأمراض المزمنة وذلك تجاوبا مع الحاجة المتزاية لهذا الدعم عند هؤلاء المرضى وعند عائلاتهم وعند الفرق الطبية التي تسعى جاهدة للحد من هذه الأمراض و السيطرة عليها.