الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان يعقد مؤتمر "نحو تسامح فكري"

نشر بتاريخ: 05/12/2009 ( آخر تحديث: 05/12/2009 الساعة: 13:51 )
رام الله - معا - عقد مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، مؤتمراً طلابياً بعنوان "نحو تسامح فكري وسياسي بين طلبة الجامعات الفلسطينية"، في مدينة رام الله.

وقدمت خلال المؤتمر تسع أوراق بحثية، تناولت موضوع التسامح الفكري والسياسي والثقافي بين طلبة الجامعات، بالإضافة إلى موضوع الحريات الأكاديمية والحقوق التعليمية، والدور الملقى على عاتق الحركة الطلابية في التغيير المجتمعي.

ففي الجلسة الأولى قدمت ثلاث أوراق بحثية الأولى كانت بعنوان "مشاركة الشباب في الحياة العامة" أعدتها الناشطة في قضايا الشباب، ميسرة صبح، وتناولت المشاركة المجتمعية للشباب والمعيقات التي تقف أمام هذه المشاركة، التي قسمتها الورقة إلى معيقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

هذا وقامت مجموعة من طالبات جامعة بيرزيت بتقديم ورقة بحثية مشتركة حول مشاركة الطالبات في مجلس الطلبة، وخرجت بمجموعة من الانطباعات حول هذه المشاركة، منها اتساع الهوة بين عدد المقاعد التي تشغلها الإناث في جامعة بيرزيت، وبين مشاركتهن في الحركة الطلابية عامة ومجلس الطلبة خاصة، حصر مشاركة الطالبات في مجلس الطلبة في لجان العمل التعاوني والاجتماعي والثقافي والفني دون غيرها من المناصب، كرئاسة المجلس أو مناظرة كتلة أو حتى منسقة كتلة طلابية، عزوف نسبة كبيرة من طالبات جامعة بيرزيت عن المشاركة في العمل اللامنهجي والحركة الطلابية لأسباب نفسية وسياسية، وجود عدد من العوائق البيئية الخارجية والداخلية التي تحول دون بروز شخصية الفتاة وقدرتها بشكل فعال ومبدع على صعيد الحركة الطلابية والعمل اللامنهجي، وجود نوع من التمييز ضد الفتاة التي تشارك في العمل الطلابي نتيجة للنظرة الذكورية الدونية، التي تعد من أهم الموروثات الثقافية في مجتمعاتنا العربية، فقد الطلبة ذكوراً وإناثاً ثقتهم بدور الفتاة وقدرتها على تولي أعمال الذكور بذات الفاعلية والكفاءة مما حذا بهم إلى العزوف عن ترشيحها أو انتخابها أو اللجوء إليها في المجلس.

اما الورقة الثالثة والتي اعدتها مجموعة اخرى من ذات الجامعة، فقد تحدثت عن "الخطاب الديني عند الحركات الطلابية" وتناولت كيفية استخدام الدين من قبل الحركات الطلابية التي تعرف نفسها على أنها علمانية أو يسارية، في سبيل استقطاب الطلبة مما افقدها هويتها فهي لم تتقن هذا الخطاب ولم يعد بمقدورها الرجوع إلى جذورها الأيديولوجية.

وفي الجلسة الثانية قدم الأستاذ فضل الخالدي، نائب عميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، ورقة بحثية حول "مظاهر العنف في الجامعات الفلسطينية"، تناولت أسباب وجذور هذه الظاهرة وإفرازاتها وتأثيرها على علاقة الطلبة بعضهم ببعض بشكل عام، وعلى الحريات الأكاديمية والحقوق التعليمية بشكل خاص.

وقدمت مجموعة من طلبة الجامعة العربية الأمريكية ورقة بعنوان "دور الفكر الديمقراطي في تشكيل العلاقة بين الطلبة"، تناولت أهمية إشاعة مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنها التسامح بين طلبة الجامعات الفلسطينية من أجل تكون مجتمع طلابي متجانس، ضمن اختلافاته الفكرية والسياسية والاجتماعية، وخرجت هذه الورقة بمجموعة من الاستنتاجات والتوصيات، أهمها أن هناك ضعف في الممارسة الديمقراطية داخل الجامعات الفلسطينية، وهذا يمكن أن يكون ناتجا عن الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية وضعف الحركة الطلابية بشكل عام، وضرورة العمل على زيادة الوعي بأهمية الممارسة الديمقراطية في الحياة الأكاديمية، تفعيل دور الجامعات في ترسيخ مبادئ العدل والحرية واحترام حقوق الإنسان، نشر مبادئ التسامح الفكري والسياسي بين طلبة الجامعات الفلسطينية كأحد أهم المداخل لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على أساس احترام المواطن وصون حريته وحقوقه، كذلك تفعيل دور مراكز البحث العلمي داخل الجامعات الفلسطينية، من خلال رفدها بالمختصين، وصيانة حركة الفكر والتعبير للباحثين والمفكرين، وعدم وضع قيود سياسية أو دينية على إبداعاتهم، التخلص من السلوكيات الضارة وما تحمله من مفهوم سلبي عن الآخر، وخلق ظروف أكثر ملائمة للأفراد لكي يبدعوا في كافة المجالات الأمر الذي يؤسس لمجتمع ديمقراطي متسامح متعدد يتسع للجميع.

أما الورقة السادسة فكانت بعنوان "انتخابات مجالس الطلبة وأثرها على تكوين وعي الطالب" أعدتها مجموعة اخرى من طلبة الجامعة العربية الأمريكية، تناولت أهمية الانتخابات الطلابية ليس فقط من اجل ترسيخ الممارسات الديمقراطية داخل الجامعات، وإنما أيضا من أجل صقل مفهوم وأهمية العمل الجماعي لدى الطلبة، ونوهت الورقة إلى أن الجامعات الفلسطينية هي المؤسسات الوحيدة في الوطن التي تجري فيها انتخابات دورية، مشيرة إلى انعكاس الانقسام السياسي على الجامعات، وعلى الحركات الطلابية بشكل عام، مما أدى إلى ضعفها في تحقيق القضايا المطلبية لجمهور الطلبة.

وفي الجلسة الأخيرة للمؤتمر قدمت ثلاث مجموعات طلابية من بيرزيت والعربية الأمريكية ثلاثة أوراق بحثية، الأولى تحدثت عن المنح والقروض الجامعية والتي أثارات نقاشا عاصفا بين جمهور الطلبة، حيث تناولت الورقة من زاوية نقدية آليات وشروط هذه المنح، وكيفية الحصول عليها.

وتناولت الورقتين الأخيرتين مستوى التسامح الديني والسياسي والاجتماعي في الجامعات الفلسطينية، حيث تناولت الأوراق حوادث ونماذج عملية في هذا الموضوع.

اما الورقة الخاصة بالتسامح الديني فقد تناولت موضوع العلاقة بين الطلاب المختلفين دينيا، وتوصلت الورقة إلى أن هناك انسجام بين هؤلاء الطلبة رغم وجود بعض الحوادث الفردية في التعدي على المعتقد، ولكنها ليست ظاهرة ولن تكون، داعية إدارات الجامعات بشكل عام إلى توسيع هامش حرية الاعتقاد والتعبير عنه داخل الجامعة في حدود احترام حقوق الآخرين ومعتقداتهم.

وفيما يتعلق بمستوى التسامح السياسي فقد بينت الورقة أثر الانقسام الفلسطيني على زيادة مستوى التعصب واللاتسامح داخل الجامعات الفلسطينية، وإفرازات ذلك على شكل حروب كلامية بين الكتل أو حتى التعارك بالأيدي.

وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات منها، ضرورة العمل على تعميم ثقافة التسامح بين طلبة الجامعات من خلال إدخال مادة تعليمية حول الموضوع كمتطلب جامعي، وتوسيع هامش الحريات الأكاديمية داخل الجامعات الفلسطينية، وإنشاء صندوق الطالب الجامعي الفلسطيني يخصص لمنح قروض للطلبة المحتاجين والمتفوقين؛ على أن يتولى القطاع الخاص الفلسطيني والحكومة الفلسطينية مسؤولية دعم هذا الصندوق، وضرورة إعادة النظر في موضوع الأقساط الجامعية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.