الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصادر لـ "معا":الرئيس عباس تعهد للجنة المركزية بعدم مفاجأتهم بقراراته

نشر بتاريخ: 15/12/2009 ( آخر تحديث: 16/12/2009 الساعة: 07:58 )
رام الله - تقرير وكالة معا-كشفت مصادر رسمية في حركة فتح ، لوكالة "معا"، عن ان الرئيس محمود عباس التزم امام اللجنة المركزية لحركة فتح، بعدم الاقدام على اية قرارات مفاجئة يمكن ان يتخذها خاصة في اعقاب تكراره اكثر من مرة انه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وحديثه الصريح بان لديه اقوالا سيقولها فيما بعد.

واوضحت ذات المصادر ان هذا الامر يمهد الطريق لمزيد من النقاشات والحوارات الداخلية في حركة فتح وعلى مستوى القيادة الفلسطينية لبلورة موقف واضح بشأن هذه القضية خاصة وان موقف الرئيس عباس هذا جاء على خلفية حالة الجمود والشلل على مستوى العملية السياسية.

ويبدد هذا التعهد من قبل الرئيس بعدم اتخاذ اية قرارات مفاجئة، المخاوف لدى الكثير من الفلسطينيين بشأن امكانية اقدام الرئيس عباس على الاستقالة من منصبه كرئيس للسلطة الوطنية ورئيس اللجنة التنفيذية ورئيس الدولة الفلسطينية، في حين ان النيه لدى المجلس المركزي للمنظمة بصدد اتخاذ قرارات واضحة تؤكد على استمرار الرئيس عباس في مهامه واستمرار مؤسسات السلطة الوطنية في عملها.

واكدت النائبة خالدة جرار ، على ان المحصلة النهائية لاعمال المجلس المركزي للمنظمة ستكون باتجاه ابقاء الوضع على حاله ، لحين تغيير الظروف وتهيئة الاجواء الملائمة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية على قاعدة انجاز التوافق الوطني.

واستبعدت جرار اقدام الرئيس عباس على تقديم استقالته من منصبه، لكنها اكدت في الوقت ذاته على انه حتى ان قدم استقالته من منصبه فانه بحاجة لمصادقة المجلس التشريعي عليها وهذا غير متاح في المرحلة الحالية ، موضحة ان ذلك يؤكد ان الرئيس عباس سوف يستمر في اداء مهامه كرئيس للسلطة الوطنية.

ويحذر مراقبون ومحللون من المخاطر التي قد تنجم جراء اقدام الرئيس عباس على الاستقالة من المناصب التي يتولاها، مؤكدة ان مثل هذه القرار سيكون له دواعي كارثية على حالة النظام السياسي الفلسطيني الذي لاينقصه المزيد من الانقسام والفوضى والانهاك.

ورغم هذه المخاوف الا انهم في الوقت ذاته يستبعدون اقدام الرئيس عباس على اتخاذ مثل هذا القرار ، سيما انه اثبت للجميع انه يتسم بمسؤولية وطنية عالية ولا يتخذ اية قرارات تلحق الاذى بالوضع الفلسطيني انطلاقا من مسؤولياته كرئيس للشعب الفلسطيني باكمله .

ودعا الناطق الرسمي باسم الحكومة ، د.غسان الخطيب، في حديث لوكالة معا الى عدم تضخيم او التقليل ما شانما صرح به الرئيس عباس بشأن عدم رغبته في الترشح للانتخابات واهمية الاخذ بنص ما قاله دون زيارة او نقصان ، مشيرا الى ان حديث الرئيس عباس حول هذا الامر يمثل رسالة واضحة ، سيما ان اعلانه هذا الموقف جاء على خلفية ما تواجهه عملية السلام والمسار السياسي من انتكاسات على اكثر من صعيد جراء التعنت الاسرائيلي.

وقال الخطيب " نحن لسنا متفرجين بل ان الحكومة تعمل على مسارين متلازمين الاول تقوية البناء الداخلي لمؤسسات السلطة الوطنية وزيادة المناعة الداخلية وزيادة قدرة المواطنين على الاحتمال "".

واوضح الخطيب ان الحكومة تضع كل ثقلها لتقوية العامل الذاتي ، في حين ان المسار الثاني يتم على المستوى الدولي من خلال مواصلة التحرك الجاد والحثيث لتجنيد اوسع تضامن وتأييد للموقف الفلسطيني واقناعهم باننا جاهزون لاقامة الدولة .

واشار الى ان العالم بات مستاء جراء التعنت الاسرائيلي وما صدر من مواقف اوروبية وما تشهده العديد من الدول من مواقف تجاه اسرائيل وقادتها وهو يمثل مؤشرا واضحا على بعض الثمار الذي نحصدها جراء مواصلة هذه التحرك الدبلوماسي على اكثر من صعيد.

ورأى المحلل السياسي ، خليل شاهين، ان موضوع استقالة الرئيس عباس لم يعد مطروحا في هذه المرحلة خاصة في ظل انعقاد المجلس المركزي الذي يميل الى اتخاذ قرارات واضحة بخصوص استمرار الرئيس عباس في تولي مهامه، الامر الذي يعني ترحيل هذا الامر الى منتصف العام المقبل

موضحا ان ذلك يعطي مجالا للجهود السياسية الدولية التي تسعى لاحداث اختراق جدي في حالة الجمود السياسي والمفاوضات المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني - الاسرائيلي، والتي على اثرها سوف يتحدد موقف الرئيس نهائيا اما بالعدول عن قراره او الانسحاب نهائيا من الحياة السياسية.

واكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، عبد الله عبد الله، ان حركة فتح تقف بكاملها خلف الرئيس عباس وتدعم بقوة مواقفه السياسية ، موضحا ان تعهد الرئيس عباس بعدم اتخاذ قرارات مفاجئة يساهم اراحة الحالة الفتحاوية على المستوى الداخلي باتجاه المزيد من تمتين بنيتها الداخلية لمواجهة التحديات السياسية التي تواجه المشروع الوطني.

وحسب الاشارات الصادرة عن الرئيس عباس مؤخرا ، فانه من الواضح ان الامر لم يعد مرتبطا فقد بعدم رغبته بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فحسب بل ان يدعم تولي قيادات شبابية فتحاوية مهام رسمية وتنظيمية واتضح ذلك من خلال حديثه امام البرلمان الشبابي الفلسطيني، حينما قال "لا نتحدث عن صراع الاجيال بل نتحدث عن تكامل الاجيال"، مؤكدا اهمية تلاحم الاجيال من اجل خدمة المواطن والقضية.

واضاف الرئيس قبيل توجهه الى اجتماعات المجلس المركزي: " نحن نلتقي الان مع برلمان الشباب الفلسطيني ونلتقي بعد قليل مع المجلس المركزي للتعبير عن تلاحم الاجيال كما حصل في تاريخنا المعاصر حيث انتقلت الراية من قائد الى اخر، مشيرا الى "انتقال الراية من مفتي فلسطين الحاج امين الحسيني الذي سلمها فيما بعد الى احمد الشقيري وتسليمه الراية للاخ يحيى حمودة الذي بدوره سلمها للاخ الراحل ياسر عرفات".

وتابع " هذا هو تدافع الاجيال منذ بداية الثورة التي قادها شباب استلموا الراية من شيوخ الـ 48 والـ 36 "، مؤكدا ان الامة والقيادة التي لا تهتم بالشباب لم يكن لها مستقبل، الامر الذي يجعل القيادة الفلسطينية حريصة كل الحرص على الاهتمام بالشباب ورعايتهم قدر المستطاع.

وخاطب مئات العناصر والقيادات الشابة التي شاركت في هذا المؤتمر، قائلا "نريد ان نراكم اعضاء في المجلس التشريعي والمجلس الوطني والحكومة وقيادة الشعب الفلسطيني "، مشيرا الى ان الخطوة التي اتخذتها حركة فتح في مؤتمرها عبرت عن اهمية الحاجة لتعزيز دور الشباب من خلال اتاحة المجال لتكون مشاركتهم في المؤتمر العام السادس بنسبة 65% الى 70% انتخب منهم 80% في عضوية المجلس الثوري يمثلون جيل الشباب.

.