مشاركون : الانقسام والاستيطان عقبة أمام السلام
نشر بتاريخ: 23/12/2009 ( آخر تحديث: 23/12/2009 الساعة: 22:01 )
غزة – معا - نظم تحالف السلام الفلسطيني مؤتمرا شبابيا في غزة بعنوان "قوة الشباب من أجل السلام ... الشباب يتحدث و نحن نستمع "" بحضور العشرات من الشباب و قادة الحركة الشبابية والطلابية في قطاع غزة و ممثلي مؤسسات الشبابية و مؤسسات المجتمع المدني والمهتمين بالشراكة مع مكتب التعاون الأسباني (The Spanish Cooperation Office).
وأكد متحدثون أن الاستيطان عقبة رئيسية أمام عملية السلام ولا بد من الوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلي من أجل استئناف مفاوضات السلام، مشيرين إلى أن "الاستيطان والسلام خطان متوازيان لا يلتقيان".
واشاروا الى أن المطلوب الآن هو العمل على تجسيد الوحدة الوطنية، واستعادة التضامن العربي واستنهاض الوضع الدولي وتوظيفه لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني لان الانقسام اضر بالقضية الفلسطينية .
وشدد المشاركون على أن المبادرة العربية انجاز عربي مهم وهي تؤكد على توحد العرب، داعيين إلى استثمارها لخدمة القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع.
وأكد هؤلاء إلى أن الوحدة الوطنية هي أساس كل شيء ويجب أن تكون على أرضية فلسطينية قوية ويجب أن يلتقي الفرقاء الفلسطينيين على طاولة واحدة لإنهاء حالة الانقسام والالتزام بالورقة المصرية كما هي.
وأكد المشاركون إلى أن خطة الدكتور سلام فياض في إقامة دولة فلسطينية خلال عامين خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ، واصفينها بالايجابية و إنها تمثل برنامجا متكاملا من عدة جوانب لبناء الدولة الفلسطينية
وأشار المتحدثون إلى أن مجمل الخطة هو عبارة عن أسلوب مواجهة مع الاحتلال المستمر والمتواصل من جهة ومواجهة مع أوضاعنا الداخلية من جهة أخرى، ومحاولة جدية للانتقال نحو مأسسة السلطة والإعداد لقيام فلسطينية ذات سيادة
من جهته أكد المحاضر في جامعة الأزهر أ. سائد الغول خلال ورقة عمل قدمها بعنوان " خطة د . سلام فياض في إقامة الدولة خلال عامين على أن خطة د فياض مهمة لأنها تمثل نقطة التقاء للمجموع الوطني الفلسطيني وإنها تمثل برنامجا متكاملا من عدة جوانب لبناء الدولة ولا يجوز لنا أن نتعامل مع هذه الوثيقة بشكل هامش أو أن نمر عليها مرور الكرام و يجب أن نعمل على دعمها و حشد دعم دولي و عربي من أجل تحقيقها.
وأضاف الغول أن الوثيقة تشكل مبادئ أساسية ومحددات تؤسس لدور مهم مثل المبادئ على التزام الفصائل والأحزاب السياسية بمبادئ السيادة الوطنية والديمقراطية وانتقال السلطة في الدولة بصورة سليمة ودءوبة وهذا من وجهة نظري أنها المدخل الاصوب نحو التعبير عن إرادة الشباب وبناء قوة فاعلة لهم.
وأوضح الغول أنه جاء بالوثيقة أن الحكومة تدعو كافة أبناء شعبنا وشرائحه المختلفة ومكوناته المتعددة, من فصائل سياسية ومؤسسات أهلية إلى الالتفاف حول تحقيق هذه المهمة الأساسية والتعاضد والتكاتف والعمل معا للنجاح في تجسيد إقامة هذه الدولة خلال العامين القادمين ونتوجه إلى جميع أبناء شعبنا كي نعمل معا على أساس من الشراكة الكاملة في عملية استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين الحرة والديمقراطية والمستقرة والتي تلتزم بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة بموجب القانون ودون أي تمييز على أي أساس كان وعلينا جميعا أن نواجه العالم بأسره بحقيقة وواقع يظهران الفلسطينيين.
وعن الشباب الفلسطيني قال الغول عندما نتحدث عن هذه الشريحة من المجتمع الفلسطيني فإننا نتحدث عن أهم القطاعات والذي مثل دوما خصوصية لشعبنا من خلال عطائه وعنفوانه المميز.
وأوصى الغول لاستنهاض دور قوى الشباب لكي يترقي لقوة يمكن أن تحقق السلام بقيام المؤسسات والأطر الشبابية على اختلاف ألوانها باعتماد الثقافة الاجتماعية السليمة وتوجيه الشباب نحو الأهداف الوطنية.
وفي السياق ذاته أكد شامخ بدره رئيس كتلة اتحاد الطلبة التقدمية خلال ورقة عمل قدمها بعنوان " الاستيطان و أثره على عملية السلام " أن ما تقوم به إسرائيل من توسيع الاستيطان في القدس المحتلة وبقية أجزاء الضفة الغربية هدفه في الأساس هو القضاء على العملية السياسية قبل أن تبدأ.
وأشار بدرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعرف جيدا أن هذه الخطوات تشكل استفزازا للموقف الفلسطيني والموقف العربي والموقف الدولي كله الذي يجمع على ضرورة وقف الاستيطان كبند رئيسي في خطة خارطة الطريق. ولهذا السبب فان هدف الحكومة الإسرائيلية هو تقويض عملية سياسية تقود إلى حل الدولتين قبل أن تبدأ هذه العملية'.
بدوره أوضح عبد الحميد حمد سكرتير الاتحاد الشباب الديمقراطي خلال ورقة عمل قدمها بعنوان " حول الانقسام و أثره على عملية السلام " إلى أن الانقسام الحالي معيق للسلام من خلال إعاقته للتسوية وإعاقته لمقاومة وطنية حقيقية .
ونوه إلى أن الانقسام مكن إسرائيل من التفرغ للاستيطان بالضفة وتهويد القدس بشكل غير مسبوق،كما مكنها من اتخاذ قرارات عنصرية كيهودية الدولة بدون ردود فعل دولية.
وقال إن الانقسام لم يعد سياسيا وجغرافيا فقط بل امتد ثقافيا واجتماعيا وقانونيا،ذلك أن حركة حماس تمثل مشروعا سياسيا ودينيا وبالتالي تنتج ثقافة مغايرة لثقافة القوى السياسية الأخرى وخصوصا في قطاع غزة فقد وصل الأمر لحد التخوين والتكفير وإعادة النظر برموز تعد من التراث والثقافة الوطنية،وهناك نظم وتشريعات قانونية تصاغ في غزة مختلفة عما هو موجود في الضفة،علاقة المواطنين مع بعضهم بعضا تغيرت حيث ثقافة الكراهية والحقد .
وأكد انه في ظل الانقسام لا يمكن بناء إستراتيجية عمل وطني أو تشكيل قيادة عمل وطني وهذا ما ستكون له نتائج خطيرة ليس فقط على فلسطينيي الضفة وغزة بل على فلسطينيي الشتات ومستقبل القضية، مشيرا الى الانقسام الحالي معيق للسلام من خلال إعاقته للتسوية وإعاقته لمقاومة وطنية حقيقية .
واعتبر أن إعلان بروكسل الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي هو مدخل ايجابي وتحديداً دعوته إسرائيل إلى وقف جميع نشاطاتها الاستيطانية و أعمال بناء جدار الفصل العنصري ورفع الحصار الظالم الذي تفرضه على قطاع غزة وعدم اعتراف دول الاتحاد بأية تغيرات تجريها دولة إسرائيل من جانب واحد وبأية تدابير أو ترتيبات تقوم بها في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 1967م بما فيها القدس المحتلة.
من جهتها أشادت الناشطة في حركة فتح ميساء أبو زيدان خلال ورقة عمل بعنوان " مبادرة السلام العربية العودة لخيار السلام " بالدور العربي على مدار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والذي تمثل في المشاركة في الحرب ضد اسرائيل والتصدي للاستيطان الإسرائيلي والذي تمثل اخيرا بالمبادرة العربية للسلام الذي طرحها العاهل السعودي في القمة العربية التي أقيمت في بيروت عام 2002 وأصبحت مرجعا للتسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي رفضتها إسرائيل ووصفها أرئيل شارون بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به نظراً لأنها ترتكز على قرارات الشرعية الدولية التي تتنصل إسرائيل منها لإعطاء الحقوق الشرعية للفلسطينيين.
وأكدت بأن مجريات الأحداث منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأن إسرائيل لا تريد سلاماً حقيقياً يرتكز على الحقوق والشرعيات الدولية. وأشارت الى جملة الممارسات التي قامت بها إسرائيل عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام، والذي نتج عنه انتفاضة الأقصى بعد أن تأكد الجميع ان إسرائيل لا ترغب بالسلام.
وأشادت أبو زيدان بدور الشباب الفلسطيني الذي يمثل المرتكز الأساسي له في دعم ثقافة السلام وقدرته على التغيير نحو إرساء قواعد السلام.
وقالت بأننا في حركة فتح تربينا على أن فلسطين لا تحتوي على نفط او موارد طبيعية وإنما تمتلك شباب قادرون على التغيير أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية كخطوة أولى نحو التحرير واستعادة الحقوق الفلسطينية.
من جهته أكد سليم الهندي ممثل تحالف السلام في غزة خلال إدارته المؤتمر أن شعبنا يتطلع لسلام عادل و شامل ينهى حالة الصراع ويساهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة . وأعرب الهندي على ضرورة دعم كافة الجهود المبذولة من اجل استعادة الوحدة الوطنية و إنهاء الانقسام ووقف الاستيطان لأنهما عقبة رئيسية أمام عملية السلام .
وأضاف الهندي أن الشباب قوة لا يستهان بها حيث يتطلع الشباب لمستقبل زاهر يضمن لهم العيش بحرية و كرامة و سلام في وطن أمان.