الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الام سناء عيد تنهي الثانوية العامة.. وتلتحق بالجامعة بعد 13 عاماً من الزواج

نشر بتاريخ: 30/04/2006 ( آخر تحديث: 30/04/2006 الساعة: 17:28 )
غزة- معا- "الدراسة ظلت في بالي مش قادرة أنساها" بهذه الكلمات بدأت المواطنة سناء عيد البالغة من العمر ( 31 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة تستعرض كيف تمكنت من الالتحاق بامتحانات الثانوية العامة بعد 13 عاماً من الزواج ومواصلة الدراسة بعد ذلك بجامعة القدس المفتوحة.

وانهت حتى الآن 3سنوات ليتبقى عام واحد على التخرج مع رغبة شديدة بالحصول على درجة الماجستير.

وتروي عيد قصتها لمراسلة "معا" قائلة إنه عندما تقدم لخطبتها شاب وأجمع الأهل على أنه الشخص المناسب, فانها أبدت رغبة شديدة آنذاك في مواصلة الدراسة, علما بأنها كانت في الصف الثاني الثانوي, ولم يتبق على امتحانات نهاية العام الدراسي سوى شهرين فقط, إلا أن الله شاء لها بأن تتزوج.

وتتابع عيد أنها استطاعت بعد زواجها بأيام قليلة الالتحاق بامتحانات الثانوية الثانوية لتحصل على الشهادة بحصولها على 195 من أصل 240 إلا أنها لم تتمكن من متابعة الدراسة في الثانوية العامة لإنجابها طفلين وانشغالها بتربيتهم وأن هاجس الثانوية العامة كان يراودها دائما.

وبعد أن سجن زوجها على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي فكرت عيد مجددا بالالتحاق بالثانوية العامة إلا أنها آثرت تأجيل ذلك الحلم الجميل لرعاية أبنائها خاصة في ظل عدم وجود الأب الحاني الذي غاب فجأة ليعكر الاحتلال الإسرائيلي صفو الحياة ويبدلها بكآبة وحزن كعادته .

وتقرر عيد الالتحاق بالثانوية العامة بعد مضي 13 عاما على زواجها وإنجابها خمسة أولاد أكبرهم طفلة تبلغ 13 عاما وأن اعتماد أبنائها على أنفسهم و عدم وجود أطفال رضع كما قالت كان أحد الأسباب الجوهرية في اتخاذ هذا القرار كما أن زوجها قام بتشجيعها على ذلك.

بدأت عيد الدراسة الفعلية في الإجازة التي تمنح للطلاب في منتصف الفصل الدراسي الأول برغبة شديدة لتحصيل ما فاتها من الدروس في هذه الفترة بمساعدة أبناء أشقاء زوجها ريما و جيفارا اللذين ساعداها في بعض الدروس و درسوا معها مبينة أن الدراسة مع جماعة أفضل على حد تجربتها مبررة ذلك بأن الشخص قد ينشغل في عمل آخر إذا قام بالدراسة لوحدها .

وتقول عيد أنها كانت قليلة النوم كثيرة السهر للتغلب على جميع العقبات من أجل تحصيل الكثير من الدروس في ظل تسجيلها الثانوية العامة دراسة بيتية بالإضافة لعدم وجود مدرس خصوصي ليتابع الدروس معها كما أنها كانت تسمع الكثير من الناس يقولون " ماذا تفعل وكيف ستستطيع النجاح بعد هذا الانقطاع الطويل عن الدراسة وأنه قد لا يتوفق في اجتاز امتحاناتها من الطلاب الذين يتابعون الدراسة فور الانتهاء من الثاني الثانوي و يتلقون الدروس يوميا في مدارسهم" .

ويستشهد شقيق سناء " اسماعيل جميل عيد " قبل امتحانات الثانوية العامة بشهرين فقط إلا أنها عزمت على تقديمها لتحصل على شهادة الثانوية العامة بمعدل 73.5 مبينة أن زوجها كان صاحب الفضل الكبير في متابعتها الدراسة حيث كان يرافقها كل يوم من مخيم النصيرات حيث تسكن إلى مخيم دير البلح لتقديم الامتحانات في مدرسة سكينة بنت الحسين الثانوية للبنات وأنها كانت تتوقع الحصول على مالا يقل على 80% لما بذلته من مجهود كبير منذ بداية العام تقريبا على حد تعبيرها حتى نهايته .

وتقول عيد " كانت يداي ترتجفان حين لمست أول ورقة امتحان بعد 13 عام من الانقطاع عن الدراسة و لكن الحمد لله ربنا وفقني " .

تقرر سناء بعد الانتهاء من الثانوية العامة مباشرة الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة " فرصة التعليم الذاتي " فرع الوسطى لتنهي 3 أعوام ليتبقى عام واحد على التخرج منها بتخصص تربية ابتدائي الذي شجعها على اختياره الكثيرين لأنه يناسبها.

تستطرد عيد الحديث بسعادة عن تجربتها هذه قائلة أسعدني كثيرا ما أنجزته وشجع ذلك الكثيرين على متابعة الدراسة في المخيم بعد الانقطاع عن الدراسة معتبرة أن جامعة القدس المفتوحة تمنح فرصا جيدة على حد تعبيرها للمتزوجين والعاملين من متابعة الدراسة .

وتوضح عيد أن الجامعة تعتمد ما يسمى بالتعيينات التي يقوم الطالب فيها بالإجابة على ورقة امتحان خاصة بكل مادة دراسية في المنزل بالاستعانة بالكتب المنهجية وهي تسبق امتحانات نصف الفصل تسعى الجامعة من خلالها إلى مساعدة و تهيئة الطلاب من خلال مراجعة الدروس لامتحانات نصف الفصل .

وتبين عيد أن الجامعة تخصص 5 درجات لكل تعيين للمواد الدراسية مبينة أن الطالب قد يحصل على أقل منها هذا يرجع لكيفية الإجابة وأن مدة الإجابة على هذه التعيينات تمتد من أسبوع إلى 10 أيام فقط على أن يتم تسليمها لإدارة الجامعة بعد ذلك مبينة أن هذا الأسلوب المقدم كدعم من الجامعة يسعدها كثيرا واصفة اياه بالجيد حيث أوضحت أن عدد درجات امتحانات نصف الفصل هو 35 درجة و 60 درجة أخرى لامتحانات آخر الفصل ليحصل الطالب فيها على نسبته من أصل 100 درجة .

وتطمح عيد بعد إنهاء الدراسة في جامعة القدس المفتوحة إلى دراسة الماجستير ناصحة جميع الشبان و الفتيات بالتسلح بمزيد من الإرادة والتصميم والعمل وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أحلامهم .