الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة دكتوراه لعيسى قراقع بعنوان : ضحايا الاهمال الطبي وممارسة التعذيب في سجون

نشر بتاريخ: 28/06/2005 ( آخر تحديث: 28/06/2005 الساعة: 21:18 )
معا- القاهرة - قدم عيسى قراقع رئيس نادي الاسير الفلسطيني شهادته امام اللجنة الخاصة بالامم المتحدة والمعنية بالتحقيق في الممارسات الاسرائيلية التي تمس حقوق الانسان وجاء في هذه الشهادة التي حصلت وكالة معا على نسخة منها والتي قرأها قراقع خلال اجتماع اللجنة السنوي في القاهرة :
يعيش الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية اوضاعاً استثنائية من الناحية الصحية ، فهم يتعرضون الى اساليب منهجية تؤدي حتماً لاضعاف اجساد الكثيرين منهم في استهدافهم من الناحية العضوية والنفسية تتمثل في الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية وفي اساليب القهر والاذلال والتعذيب التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق والسجانون التابعون للعديد من الاجهزة الامنية والعسكرية الاسرائيلية .
اساليب اضعاف الارادة والجسد على السواء ثنائية مأساوية متبعة في دولة تدعي الديمقراطية يقوم نظامها السياسي والقضائي بتشريع التعذيب والضغط النفسي بحق الاسرى والمعتقلين في سابقة غير معهودة على المستوى العالمي مما يعد مخالفة للعديد من المعاهدات والمواثيق الدولية .
وقد رصد نادي الاسير الفلسطيني 950 حالة مرضية صعبة لا تزال تقبع في السجون الاسرائيلية تعاني من قلة العناية الطبية .
وخلال مراقبة الوضع الصحي للاسرى اتضح ان مستوى العناية الصحية قد تراجع كثيرًا واصبح العلاج شكلياً وشبه معدوم في ظل ازدياد عدد المرضى خاصة منذ اندلاع الانتفاضة عام 2000 حيث اعتقل المئات من الاسرى المصابين والجرحى والمعاقين .
واصبح موضوع علاج الاسرى المرضى موضوعاً تخضعه ادارة السجون الاسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين وموضوعاً في غاية الخطورة في ظل تدهور الاحوال الصحية للاسرى الى ابعد حد .
وحسب رصد نادي الاسير للانتهاكات الصحية التي يتعرض لها الاسرى الفلسطينيون فانها تتمثل بما يلي :

. الاهمال الصحي المتكرر والمماطلة بتقديم العلاج للمحتاجين له او عدم اجراء العمليات الجراحية للاسرى المرضى الا بعد قيام زملاء الاسير المريض باشكال من الخطوات الاحتجاجية من اجل تلبية مطالبهم بذلك .

عدم تقديم العلاج الناجع للاسرى المرضى كل حسب معاناته ، فالطبيب في السجون الاسرائيلية هو الطبيب الوحيد في العالم الذي يعالج جميع الامراض بقرص حبوب يسمى الاكامول أو بكأس ماء .
. عدم وجود اطباء اختصاصيون داخل السجن كأطباء العيون والاسنان والانف والاذن والحنجرة .
. تفتقد عيادات السجون الى اطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة .
. عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين حيث يوجد العديد من الحالات النفسية المضطربة والتي بحاجة الى اشراف خاص .
. عدم توفر الاجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالاطراف الصناعية لفاقدي الاطراف والنظارات الطبية وكذلك اجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة .
. عدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة للاسرى تتماشى مع الامراض المزمنة التي يعانون منها كمرضى السكري والضغط والقلب والكلى ، وكثير من الاحيان قدمت اطعمة فاسدة ادت الى الاصابة بالتسمم .
. عدم وجود غرف او عنابر عزل للمرضى المصابين بامراض معدية كالتهابات الامعاء الفيروسية الحادة المعدية وكذلك بعض الامراض المعدية مثل الجرب مما يهدد بانتشار المرض بسرعة بين الاسرى نظراً للازدحام الشديد داخل المعتقلات .
. عدم وجود غرف خاصة للمعتقلين ذوي الامراض النفسية الحادة مما يشكل تهديداً لحياة زملائهم .
. نقل المرضى المعتقلين لتلقي العلاج في المستشفيات وهم مكبلوا الايدي والارجل في سيارات شحن عديمة التهوية بدلاً من نقلهم في سيارات اسعاف مجهزة ومريحة .
. حرمان بعض الاسرى ذوي الامراض المزمنة من ادويتهم كنوع من انواع العقاب داخل السجن .
. فحص الاسرى المرضى بالمعاينة بالنظر وعدم لمسهم والحديث معهم ومداواتهم من خلف شبك الابواب .
. يعاني الاسرى المرضى من ظروف اعتقال سيئة تتمثل بقلة التهوية والرطوبة الشديدة والاكتظاظ الهائل بالاضافة الى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة وفي مواد المبيدات الحشرية .
. استخدام العنف والضرب بالغاز والاعتداء على الاسرى يزيد من تفاقم الامراض عندهم .
. الاجراءات العقابية بحق الاسرى تزيد من تدهور احوالهم النفسية كالحرمان من الزيارات والتفتيشات الليلية المفاجئة ، وزج الاسرى في زنازين عزل انفرادي ، واجبار الاسرى على خلع ملابسهم .
. افتقاد مستشفى سجن الرملة وهو المستشفى الوحيد الذي ينقل اليه الاسرى المرضى للمقومات الطبية والصحية حيث لا يختلف عن السجن في الاجراءات والمعاملة القاسية للمرضى .
. تعاني الاسيرات من عدم وجود اخصائي او اخصائية امراض نسائية اذ لا يوجد لديهم سوى طبيب عام خاصة اذا علم ان من بين الاسرى اسيرات يدخلن السجن وهن حوامل بحاجة الى متابعة صحية خاصة .
. اجبار الاسيرات الحوامل على الولادة وهن مقيدات الايدي دون مراعاة لالام المخاض والولادة وهذا ماحصل مع الاسيرة ميرفت طه من مدينة القدس التي وضعت مولودها وائل داخل السجن وهي مقيدة الايدي في سريرها وكذلك الحال مع الاسيرة منال غانم من نابلس ومولدها الطفل الاسير نور.
. تقديم ادوية قديمة ومنتهية الصلاحيات للاسرى كما حصل مع الاسير سمير عجاج 27 عام من طولكرم والمعتقل في سجن النقب والذ كان يعاني من التهابات حادة في عينه وبحاجة ماسة الى عملية جراحية حيث اعطاه الطبيب قطرة للعين منتهيةالصلاحية وحينما راجع الطبيب قال له اننا لا ننظر الى التواريخ.
. استخدام المحققين خلال استجواب الاسير المريض او الجريح وضعه الصحي للضغط عليه من اجل انتزاع اعترافات منه، وعدم تقديم العلاج له ووضعه في ظروف غير صحية تزيد من تفاقم آلامه وتدهور في وضعه الصحي.

وحسب نتائج متابعات نادي الاسير الفلسطيني بالامكان تصنيف الامراض التي يعاني منها اسلارى الفلسطينيون داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية والتي تصيبهم نتيجة الاهمال الطبي المتعمد والضرب والتعذيب القاسي الذي يتعرضون له بما يلي:
1. امراض الجهاز التنفسي
2. امراض القلب
3. الامراض الجلدية
4. السكري
5. امراض العظام
6. امراض الجهاز العصبي
7. امراض الجهاز لاتنفسي
8. سوء الهضم والتسمم الغذائي
9. امراض الجهاز البولي
10.امراض العيون والاسنان
لقد سقط 10 شهداء من اسلارى منذ اندلاع انتفاضة الاقصى بتاريخ 28/9/2000 نتيجة الاهمال وممارسة التعذيب وعدم توفر المقومات الصحية وهم:
1. الاسير وليد محمد عيسى عمرو:24عام، سكان دورا/ الخليل، استشهد بتاريخ 19/2/2003 في سجن نفحة الصحراوي بعد معاناته من ازمة صدرية وعدم تلقيه العلاج اللازم.
2. الاسير بشير عويص:27 عام، سكان مخيم بلاطة/ نابلس، استشهد بتاريخ 16/9/2004 في سجن مجدو بعد ان اصيب بجلطة حادة على الدماغ ولم يكن يقدم له السجن سوى ابر المخدر عندما يتدهور وضعه الصحي.
3. حسن عبد السلام جوابرة:21 عام، سكان مخيم العروب، استشهد بتاريخ 28/5/2005 في سجن مجدو حيث كان يعاني من امراض نفسية وحالة اكتئاب شديدة نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب خلال استجوابه.
4. انس كامل مصطفى مسالمة: 18عام، سكان دورا/ الخليل، استشهد بتاريخ 9/3/2003 في سجن عسقلان حيث كان يعاني من جروح خطيرة بسبب اصابته بالرصاص قبل اعتقاله ولم يتلق العلاج الطبي اللازم.
5. محمد حسن ابو هدوان:65 عام، سكان شعفاط/ القدس، استشهد بتاريخ 4/11/2004 في مستشفى سجن الرملة بعد 19 عام من اعتقاله حيث كان يعاني من مرض القلب.
6. فواز سعيد حسان:27 عام، سكان طولكرم، استشهد بتاريخ 16/9/2004 في سجن مجدو بعد اصابته بنوبة قلبية حادة حيث كان يعاني من امراض القلب.
7. عبد الفتاح يوسف رداد:25 عام، سكان طولكرم، استشهد بتاريخ 5/5/2005 في مستشفى سجن الرؤملة بعد تعرضه لتحقيق قاس وهو جريح ومصاب بقدمه.
8. راسم سليمان غنيمات:27 عام، سكان رام اله بتاريخ 27/1/2005 نتيجة اندلاع حريق هائل في سجن مجدو.
9. علي محمد توفيق ابو الرب:20 عام، سكان جنين، استشهد بتاريخ 10/6/2005 في سجن روش بينا بسبب تعرضه لتعذيب شديد ووجد مشنوقاً في زنزانته واثار ضرب على جمجمته.
10.بشار عارف بني عودة:27 عان، سكان طمون/ طوباس، استشهد بتاريخ 23/6/2005 بسبب اصابته بنوبة قلبية في سجن جلبوع.