السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

صفقة التبادل بين "نعم ولكن" الاسرائيلية و "لا ولكن" الحمساوية

نشر بتاريخ: 07/01/2010 ( آخر تحديث: 08/01/2010 الساعة: 09:57 )
بيت لحم - معا - اسرائيل قالت للوسيط الالماني ردا على الاقتراح الذي ناقشته داخل الهيئة الوزارية السباعية "نعم ولكن" وانتقلت الكرة لملعب حماس التي قال مكتبها السياسي ردا على الرد الاسرائيلي على الاقتراح الالماني"لا ولكن" تلك الـ " لا " التي لا تعطي انطباعا بأنها نهائية وقطعية كما هو حال الـ "نعم" الاسرائيلية المتبوعة بـ "لكن" كبيرة عطلت صفقة تبادل الاسرى رغم ما اشيع من اجواء تفاؤلية حولها.

وعلم موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني من مصادر عليمة ان نتنياهو مدعوما بستة وزراء من بين السبعة الذين يشكلون هيئة السباعية الوزراية قرر منح المسؤول الاسرائيلي عن ملف المفاوضات "حغاي هداس" فرصة اخرى هي ما تشكل حاليا التغطية التي يستغلها في المفاوضات التي يجريها هذه الايام مع حماس عبر الوسيط الالماني.

واعرب ثلاثة وزراء من السباعية عن اعتقادهم بأن نتنياهو لم يقرر حتى الان دفع الثمن الذي تطالب به حماس معربين عن مخاوفهم بأن يؤدي غياب الحسم والتردد الى حالة تشبه تلك التي سادت فترة حكم اولمرت وان يؤدي قرارا لحظيا الى تفجير صفقة التبادل برمتها.

ويعود الموقع الالكتروني الى الساعات الـ 48 الواقعة ما بين 20-21 /ديسيمبر الماضي والتي شهدت انعقاد خمس جلسات متوالية لهيئة السباعية الوزارية لمناقشة المقترح الالماني حيث وقف وزير الجيش ايهود باراك وحيدا امام معارضة ستة وزراء رفضوا طلبه الموافقة على المقترح واغلاق الصفقة مكتفين باتحاذ قرار خجول يؤكد ضرورة قبول حماس بالخطوط الحمراء التي حددتها الهيئة الوزراية السباعية كشرط لاتمام الصفقة.

وعاش نتنياهو وفقا للمصادر الاسرائيلية حالة من الضياع بين ضغوط عائلة الاسير شاليط التي تطالب بدفع الثمن المطلوب وبين مخاوفه من ان يلحق الثمن الكبير ضررا استراتيجيا بأمن اسرائيل مستقبلا ويشكل مقدمة لعملية الاختطاف القادمة.

وفقا لما قاله وزيران في السباعية تقوم مخاوف نتنياهو على مجاليين اساسيين هما : نقطة القوة والتفوق التي ستحصل عليها حماس نتيجة نجاحها باطلاق سراح 1000 اسير بينهم اسرى من "الوزن الثقيل" فيما يتمثل الاساس الثاني بخشية نتنياهو من عودة المحررين الجدد الى دائرة الفعل العنيف كما عاد الكثير من محرري صفقة جبريل اضافة الى مخاوف نتنياهو الشخصية والمتثملة بكيف سينظر اليه التاريخ ؟ وفقا لما قاله احد الوزراء.

ووصف وزيرا اخرا اشترك بنقاشات السباعية الوزراية نتنياهو بالمتردد والذي يخشى اتخاذ القرار الحاسم ما شكل حافزا لباراك ليمارس الضغوط على نتنياهو مستعينا ببعض الجنرالات في محاولة منه لاقناعه باتخاذ قرار لصالح اتمام الصفقة، ولهذه الغاية استدعي في منتصف ليلة الاثنين 21/12 الوزير يوسي بيلد الذي شغل منصب قائد المنطقة الشمالية وعضو الكنيست يسرائيل حسون الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز الشاباك واللذان يؤيدان اتمام الصفقة.

وقال مؤيدو الصفقة بمن فيهم باراك لرئيس الوزراء نتنياهو :" بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الاسرائيلية مع حماس يجب علينا دفع ثمن اطلاق سراح الجندي وبعد ذلك تحديد القواعد التي تحكم اي عملية اختطاف مستقبلية لضمان عدم تكرار ما سيحدث في صفقة شاليط لكن نتنياهو وبعد النقاش الذي انتهى في الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل بقي على موقفه واستمر على هذا الموقف خلال جلسات النقاش التالية التي عقدت مساء السبت في مقر رئيس الحكومة في شارع بلفور بمشاركة كبار مستشاريه وحغاي هداس وقادة الاجهزة الامنية السرية".

ونقل الموقع عن احد الوزراء قوله بأنه لا يوجد شك بأن نتنياهو متردد وحتى يمكن القول بأنه منهار فيما قال وزيرا اخرا بأنه لم يتخذ حتى الان قرارا استراتيجيا بدفع الثمن المطلوب فيما وصف وزيرا ثالثا القرار المطلوب بالصعب والقاسي دون ان يستبعد اتخاذ نتنياهو لمثل هذا القرار على طريقته الخاصة اي في اللحظة الاخيرة.

وفي جميع الاحوال لا زال المستوى السياسي الاسرائيلي ينتظر نتائج عمل المستوى المهني بقيادة حغاي هداس الذي يعمل مقابل الوسيط الالماني علما بأن هداس لم يطلب حتى الان من نتنياهو عقد اجتماعات جديدة للهيئة السباعية دعما اضافيا من المستوى السياسي ما يشير الى استمرار المفاوضات وهذا ما اكدته اسرائيل وحماس على حد السواء حسب تعبير الموقع الالكتروني.