الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تفاصيل الرؤية العربية لاستئناف مفاوضات السلام

نشر بتاريخ: 08/01/2010 ( آخر تحديث: 09/01/2010 الساعة: 09:05 )
بيت لحم - معا - نشرت صحيفة "الايام" الفلسطينية اليوم ما قالت انها تفاصيل الموقف العربي تجاه متطلبات استئناف المفاوضات والتي سيطرحها وزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط ،ومدير المخابرات المصرية ،عمر سليمان على الادارة الامريكية خلال الزيارة التي بدأها للعاصمة الامريكية اليوم.

وذكرت" الايام" ان الأفكار التي يحملها ابو الغيط وسليمان صاغها د.صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون الـمفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية واللواء عمر سليمان، رئيس الـمخابرات الـمصرية، وذلك باطلاع تام من قبل عدد من الدول العربية وبينها: مصر، السعودية، الأردن.

وقالت "الايام" انه وبعد أيام من الحركة الدبلوماسية الحثيثة في العالـم العربي ينتقل الثقل الدبلوماسي العربي، اليوم، إلى واشنطن بعرض محصلة هذه الحركة على الـمسؤولين الأميركيين، وذلك من خلال اللقاءات التي يعقدها اللواء عمر سليمان، رئيس الـمخابرات الـمصرية، وأحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الـمصري، مع الـمسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والـمبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، ويساند وزير الخارجية الأردني ناصر جودة هذا الجهد من خلال اجتماعه، أيضاً، في واشنطن، مع وزيرة الخارجية الأميركية.

وإلى ذلك، فإن أنظار الـمسؤولين العرب تتوجه إلى نتائج هذه الزيارات التي يرتقب أن تعكس نفسها في الزيارة التي يقوم بها ميتشل إلى الـمنطقة في خلال الأيام القريبة الـمقبلة، حيث يرتقب أن يعرض أفكاراً على القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية حول سبل استئناف الـمفاوضات السلـمية بينهما، فيما تتضمن جولته، أيضاً، زيارة إلى سورية لبحث استئناف الـمفاوضات على الـمسار السوري ــ الإسرائيلي وإن كانت الولايات الـمتحدة تمنح الأولوية في هذه الـمرحلة للـمسار الفلسطيني ــ الإسرائيلي.

وسيسعى الـمبعوث الأميركي لتجنيد دعم شركاء الولايات الـمتحدة الأميركية في اللجنة الرباعية الدولية التي تضم أيضاً الاتحاد الأوروبي والأمم الـمتحدة وروسيا، وذلك في اجتماع يعقد بعد أيام في العاصمة البلجيكية بروكسل للجنة الرباعية، حيث يطلع ميتشل هؤلاء الـمسؤولين على نتائج الجهد الأميركي وما تعرضه الولايات الـمتحدة من أجل استئناف الـمفاوضات.

وبعد أن كان ركز جهده في الأسابيع الأخيرة على الدول العربية في مسعى لخلق موقف فلسطيني ــ عربي مشترك من متطلبات استئناف الـمفاوضات، فإن الرئيس محمود عباس سيبدأ في الأسبوع الـمقبل زيارة إلى دول أوروبية من أجل عرض الـموقف الفلسطيني على هذه الدول.

وعلـم في هذا الصدد، أن الرئيس عباس كان نقل أفكاره في خلال الأسابيع الأخيرة إلى الجانب الإسرائيلي من خلال اتصالات مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فيما التقى مسؤول فلسطيني كبير، أيضاً، مؤخراً الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس وعرض عليه الـموقف الفلسطيني.

واستناداً إلى عدد من الـمسؤولين الفلسطينيين، فإنه يمكن تلخيص الأفكار التي صاغها د.صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون الـمفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية واللواء عمر سليمان، رئيس الـمخابرات الـمصرية، وذلك باطلاع تام من قبل عدد من الدول العربية وبينها: مصر، السعودية، الأردن، سورية، قطر، الإمارات العربية الـمتحدة، بما يلي:

أولاً ــ وجوب وضوح الهدف النهائي للعملية السلـمية (end game) كي تكون الأطراف على معرفة بأنها متجهة نحو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على أساس حدود 1967.

ثانياً ــ وقف الاستيطان الإسرائيلي بما في ذلك النمو الطبيعي للـمستوطنات وبما يشمل القدس مبدئياً مدة 6 أشهر على أن يكون وقفاً تاماً وبأية صيغة تراها الحكومة الإسرائيلية سواء بإعلان علني أو التزام سري للأطراف ذات العلاقة.

ثالثاً ــ استئناف الـمفاوضات من النقطة التي وصلت عندها في شهر كانون الأول من العام 2008 مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولـمرت على أن تتضمن الـمفاوضات جميع قضايا الحل النهائي بما في ذلك القدس واللاجئون.

رابعاً ــ إن الـمطلوب هو قرارات أكثر منها مفاوضات؛ لأن الـمفاوضات قطعت على مدى السنوات الـماضية شوطاً طويلاً ، وإن ملامح الحل أصبحت معروفة، وبالتالي فإن الـمطلوب هو قرارات جريئة، والجانب الفلسطيني على استعداد لاتخاذ القرارات الـمطلوبة منه.

خامساً ــ الحل هو حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع استعداد فلسطيني لـمبدأ تبادل الأراضي على أن تكون التعديلات الحدودية طفيفة وأن تتضمن مبدأ التبادل بالقيمة والـمثل.

سادساً ــ الجانب الفلسطيني عمل ويعمل على تنفيذ التزاماته الواردة في الـمرحلة الأولى من خارطة الطريق وعلى الجانب الإسرائيلي أن ينفذ ما عليه من التزامات كما وردت في خطة خارطة الطريق.

وفي هذا الشأن، معلوم أن الجانب الـمصري كان أول من اقترح في لقاء عقده سليمان وأبو الغيط مع الـمسؤولين الأميركيين فور تنصيب الإدارة الأميركية الجديدة أن تبدأ الـمفاوضات على الحدود باعتبار أن من شأن التوصل إلى اتفاق بشأنها أن يحل مسائل عدة مثل الـمستوطنات والقدس والـمياه والأمن.
وتقول الـمصادر الفلسطينية: إنها لا تمانع أن تبدأ الـمفاوضات حول قضية الحدود على أن يكون الحل النهائي لجميع قضايا الحل النهائي بما في ذلك قضية اللاجئين التي يتوجب إيجاد حل عادل ومتفق عليه بشأنها كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية.
من جهة ثانية، فإنه يرتقب أن تبحث اللقاءات في سلسلة من إجراءات بناء الثقة التي اقترحتها الإدارة الأميركية من أجل دفع العملية السلـمية قدماً وأبرزها:

أولاً ــ الإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية.

ثانياً ــ إفساح الـمجال أمام حرية حركة الأفراد والبضائع من خلال إزالة حواجز ومعيقات إسرائيلية.

ثالثاً ــ إعادة تصنيف في الـمناطق (ب) ذات السيطرة الـمدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية و(ج) ذات السيطرة الأمنية والـمدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية على أن تحول أجزاء منهما إلى مناطق (أ) ذات السيطرة الأمنية والـمدنية الفلسطينية و(ب).

وتنوي الولايات الـمتحدة توجيه رسالتي ضمانات إلى الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي تتعلق بالـمحادثات وإن كان الجانب الفلسطيني يرى أن الضمانات مطلوبة من الجانب الإسرائيلي.

ووفقاً لـمصادر فلسطينية، فإن الصيغة التي تقترحها الولايات الـمتحدة قريبة مما يلي "نعتقد أن الأطراف الـمعنية تستطيع من خلال مفاوضات حسنة النية التوصل إلى اتفاق مشترك على النتيجة التي تنهي النزاع وتحقق هدف الفلسطينيين في قيام دولة مستقلة قابلة للحياة على أساس خطوط 1967 مع تبادل متفق عليه (للأراضي)، والهدف الإسرائيلي في دولة يهودية بحدود آمنة معترف بها وتعكس التطورات اللاحقة وتلبي الـمتطلبات الأمنية الإسرائيلية".
وأشارت الـمصادر الفلسطينية إلى أن الـمأخذ على هذه الصيغة هو عبارة "تعكس التطورات اللاحقة" مؤكدةً أنها تحمل في طياتها رسالة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون باعتبار أنها إشارة إلى الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية إضافة إلى الإجراءات الأحادية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في القدس.