السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

شبيطيات * التجربة المصرية * يكتبها : محمود شبيطة - الرياض

نشر بتاريخ: 05/02/2010 ( آخر تحديث: 05/02/2010 الساعة: 12:17 )
العنوان اعلاه ليس له علاقة بالفيلم (الماسخ) التجربة الدنماركية وانما هو فعلا للبحث والتشخيص في حالة المنتخب المصري الذي توج عن جدارة واستحقاق بطلا لكاس امم افريقيا للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه ، بعد ان حقق افضل نتائج ممكنة وبعلامات كاملة ، لا بل سيطر نجومه على جوائز البطولة كلها ، واختيروا ضمن منتخب افريقيا ، هؤلاء اللاعبين وجهازهم الفني القادمين من الدوري المحلي حيث لا يوجد فيهم الا محترف واحد هو زيدان ، فيما جميعهم يلعبون في الدوري الذي دائما ما يوصف بانه ضعيف وغير منظم وكله مشاكل ، ولكن ما ان ينخرط هؤلاء اللاعبين في معسكر المنتخب حتى ينصهروا جميعا في بوتقة واحدة وعلى قلب رجل واحد وهدف واحد هو رفع اسم وعلم مصر عاليا .

وعندما ينزلون الى ارض الملعب يتحولون الى وحوش كاسرة تفتك بمن يقف في طريقها ، لذا كان الفوز على اربعة منتخبات متأهلة الى كأس العالم في جنوب افريقيا ، وهذه النتائج لم يكن اي منها نتيجة ضربة حظ ، وانما باداء عالي وفنيات فردية وجماعية طوال اوقات المباريات وبذل العرق والجهد الوفير ، فلا تقدر ان تفرق بين اصغر لاعب وكابتن الفريق احمد حسن الذي كلما تقدم في السن ازداد تألقا وبريقا .

هذا مع توفر البديل الكفؤ الذي لا يقل كفاءة عن اللاعبين الاساسيين ، تماما كما حدث مع المهاجم الشهير بلقب (جدو) الذي كان مغمورا في ناديه والجميع عاتبوا المدرب حسن شحاتة على اختياره له ، الا انه كان عند حسن الظن به وبعد المباراة الثانية اصبح الجميع يسألون لماذا لا يبدأ المباراة اساسيا.

وفي النهاية اعتبر انه افضل لاعب بديل او (البديل السوبر) مر في تاريخ البطولة ان لم يكن في اي بطولة عالمية وهو الذي كان يدخل بديلا عند منتصف الشوط الثاني من كل مباراة ليسجل هدفا ويصبح هداف البطولة ، هذه الحالة من التالق التي يمر بها المنتخب المصري جعلت الكثيرين من متابعي كرة القدم والعاملين بها ، يبحثون ربما عن مجاراة التجربة المصرية بالاعتماد على اللاعبين المحليين الذين يكونون في وجه جماهيرهم يوميا ويريدون اسعادهم وجلب الفرحة لهم كما شاهدنا على شاشات التفلزيون مع انتهاء المباراة.

اضافة الى الروح الوطنية العالية التي يتمتعون بها وصدقا وللتاريخ يتميزون بها عن غيرهم حيث تكون محفزا كبيرا لهم للتوهج والابداع ، بخلاف اللاعبين الذين ياتون من افضل اندية العالم ويعجزون عن تقديم اي شئ لمنتخبهم وهم الذين يلعبون (تأدية واجب) ويفكرون في فرقهم ويخافون على ارجلهم واقدامهم التي تدر عليهم ملايين الدولارات في اوروبا فيما المنتخب لا يقدم لهم شيئا يذكر بالمقارنة مع مداخيلهم لذا تجدهم يغادرون مقر البطولة مباشرة الى انديتهم التي تلعب مباريات هامة في الدوريات الاوروبية.

نعم التجربة المصرية ستكون احدى الحالات الفريدة والمتميزة التي ستبحثها الاتحادات الوطنية لمجاراتها وذلك للنهوض بمستوى المنتخبات الافريقية الكبيرة بعد ان بدا بريقها يخفت ، وربما جاء طلب الاتحاد النيجيري من المعلم حسن شحاتة تدريب المنتخب في نهائيات كاس العالم احدى ثمارها ، وها هي تونس بدات منذ مدة في الاعتماد على اللاعبين الشباب المحليين الذين سيكون لهم شأن كبير في السنوات القادمة ، الف مبروك للمنتخب المصري تحقيقه هذه الانجازات المتتالية على الصعيد القاري .

همسة : علينا ان نسعى وليس علينا ادراك النجاح .