الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

باحث: إسرائيل تخضع الأسرى لتجارب خطيرة وتتسبب في اصابتهم بالسرطان

نشر بتاريخ: 21/02/2010 ( آخر تحديث: 21/02/2010 الساعة: 13:00 )
غزة- معا- اتهم الباحث المختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين عبد الناصر فروانة، اليوم الأحد، إسرائيل بإجراء الآلاف التجارب سنويا على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، رابطا بين تلك التجارب وازدياد حالات الإصابة بالسرطان في صفوف الأسرى.

وقال فروانة وهو أسير سابق في بيان وصل "معا" نسخة عنه: "أكثر من 5 آلاف تجربة لأدوية خطيرة تجرى سنوياً على أجساد الأسرى، مما يعرض حياتهم للخطر".

ولفت إلى "أن العشرات من الأسرى السابقين ظهر عليهم مرض السرطان بعد تحررهم بشهور أو سنوات ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وذلك بسبب ما ورثوه عن السجون وآثارها المدمرة". مضيفا أن أعداد المصابين منهم بهذا المرض الخبيث في تزايد مضطرد، في ظل ظروف صحية خطيرة واهمال طبي متعمد.

واتهم فروانة وزارة الصحة الإسرائيلية بمنح التصاريح لإجراء تجارب طبية لبعض الأدوية الخطيرة على الأسرى، كما اتهم اسرائيل بإنشاء سجون ومعتقلات في صحراء النقب خصيصاً لإخضاع الأسرى لتجارب بيئية ولمعرفة مدى تأثير "مفاعل ديمونا" ومخلفاته السامة التي تدفن هناك على البيئة وعلى حياة البشر وما يمكن أن يُصيبهم من أمراض.

وبيّن فروانة أن عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس لجنة العلوم البرلمانية الإسرائيلية سابقاً "داليا ايزيك" والتي تترأس الآن الكنيست الإسرائيلي عن "حزب كاديما" قد كشفت النقاب في تموز 1997 عن وجود ألف تجربة لأدوية خطيرة تحت الاختبار الطبي تجري سنوياً على أجساد الأسرى الفلسطينيين والعرب، وأضافت في حينه أن بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء تلك التجارب.

وفي السياق ذاته أكدت "أمي لفتات" رئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية أمام الكنيست في ذات الجلسة، ما كشفت عنه "داليا ايزيك" مضيفة الى أن هناك زيادة سنوية قدرها ( 15% ) في حجم التصريحات التي تمنحها وزارتها لإجراء المزيد من تجارب الأدوية الخطيرة على الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية كل عام.

وقال فروانة إذا كان الحديث يدور عن ألف تجربة قبل ثلاث عشرة سنة، وزيادة مقدارها 15% سنوياً، فاليوم يدور الحديث عن أكثر من (خمسة آلاف) تجربة سنوياً، لا سيما وأن سلطات الإحتلال لم تنفِ ذلك، ولم تعلن توقفها عن ذلك، ولكن تدهور الوضع الصحي للأسرى باضطراد وظهور أمراض غريبة بين أوساط الأسرى وافتراس السرطان لبعض أجسادهم داخل السجون أو بعد تحررهم، يدلل على أن هذه التجارب لا زالت مستمرة، وتسير باتجاه التزايد والإتساع.

وكان قد كُشف في وقت سابق عن طريق أسير حاصل على شهادة بكالوريوس بالتمريض بأن ادارة مستشفى سجن الرملة تُعطي الأسرى المرضى أدوات سامة وخطيرة وقاتلة غير عابئة بآثارها وتوابعها المدمرة.

وفي سياق متصل نشرت وزارة البيئة الإسرائيلية تقريراً أوائل كانون الثاني- يناير الماضي حذرت فيه من وجود نفايات سامة وخطرة في منطقة النقب المقام عليها سجنا ( نفحة وريمون ومعتقل النقب) قد تسبب الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان، كونها منطقة قريبة من "مفاعل ديمونا" وتستخدم لدفن النفايات النووية ومادة الاسبست التي تؤدي الى الإصابة بأمراض مسرطنة.

ورأى فروانة أن من اهداف اقامة تلك السجون والمعتقلات في تلك المنطقة هو إخضاع الأسرى لتجارب بيئية، للإستفادة مما قد يظهر عليهم من أمراض، لا سيما وأن منطقة النقب تعتبر استراتيجية من الناحية العسكرية والأمنية لاسرائيل.

ووفق الاحصائيات التي استند إليها الباحث، يبلغ عدد الاسرى المرضى داخل السجون الاسرائيلية الآن أكثر من ( 1500 مريض ) بأمراض مختلفة ومزمنة وخبيثة، بينهم العشرات بحاجة الى عمليات عاجلة ورعاية خاصة.

وأشار إلى أنه لا يزال قرابة ( 16 ) أسيراً داخل سجون ومعتقلات الإحتلال يعانون من الإصابة بأمراض السرطان ما بين التأكيد والإشتباه وأن العدد قد يصل الى أكثر من ذلك فيما لو أجريت فحوصات شاملة ودقيقة من قبل لجنة طبية محايدة على كافة الأسرى/ وفق قوله.

وأضاف أن كافة الدلائل والشهادات تؤكد أن اسرائيل لم تعالج مرضى السرطان في سجونها ومعتقلاتها، وأنها تقدم على اطلاق سراحهم فقط حينما تصل حالتهم الصحية لدرجة ميئوس منها.

وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من تزايد أعداد الأسرى المصابين بمرض السرطان في السنوات الأخيرة، وظهور المرض على أسرى سابقين، داعيا الى الضغط على حكومة اسرائيل بكل الوسائل المشروعة لتحسين الشروط الحياتية والصحية داخل سجونها ومعتقلاتها وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لكافة الأسرى المرضى قبل أن تتفاقم الأمراض وتُستفحل، والسعي لاطلاق سراح من يعانون من مرض السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى ومن هم بحاجة الى علاج عاجل غير متوفر داخل السجون.

كما دعا الى الإهتمام بالأحوال الصحية للأسرى المحررين وعدم تركهم فريسة لأمراض ورثوها عن السجون، وتوفير الرعاية الطبية لهم وضمان اجراء فحوصات شاملة ومجانية لهم على الأقل مرة كل عام، لا سيما وأن العشرات بل المئات منهم ظهرت عليهم أمرض خطيرة ومنها السرطان بعد تحررهم مباشرة أو بعد شهور وسنوات وهذا بالتأكيد له علقة بالسجون وتوابعها وآثارها الصحية المدمرة، وهذا ما أكدته بعض الدراسات العلمية التي أثبتت بأن أن الأعراض والأمراض المزمنة والمستعصية والتي ظهرت وبدأت تظهر على الأسرى المحررين لها علاقة بصورة دالة إحصائياً بخبرة السجن والتعذيب.