الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

من القائل ؟ الحكومة الاسرائيلية تقود الامور تحت تأثير الخمور!

نشر بتاريخ: 14/03/2010 ( آخر تحديث: 14/03/2010 الساعة: 22:03 )
القدس - معا - تحت عنوان – تبدو جميع الانتقادات التي تنشرها وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية ضد اعلان حكومة نتانياهو خطة استيطان في القدس في اطار انتقاد حزبي داخلي وليس من باب مبدئي مناهض للاستيطان او مناصر للفلسطينيين .

وفي هذا الاطار وتحت عنوان - قيادة الامور تحت تأثير الخمور في القدس- نشر الصحافي اليهودي الامريكي توماس فريدمان - وهو من اشهر كتّاب الأعمدة في الصحافة العالمية – تحليلا في عموده بصحيفة النيو يورك تايمز اليوم – الاحد قارن فيه بين حكومة نتانياهو وسائق مخمور فيما يتعلق بسياسة الحكومة الاسرائيلية بشان خطة بناء ال -1600 وحدة سكنية في شمال شرق القدس. استهل فريدمان مقاله عارضا نفسه على انه معجب جدا بشخصية جو بايدن.

وقد لفت الانتباه ان وسائل الاعلام الاسرائيلية وبينها صوت اسرائيل قد اعادت نشر مقالته والتي جاء فيها :

انه على هذا الاساس يشعر بألم نفسي لان نائب الرئيس الامريكي فوّت خلال زيارته الاخيرة لاسرائيل فرصة توجيه رسالة عامة شديدة الفعالية: – كان من واجب بايدن بمجرد سماعه عن اعلان خطة البناء المذكورة اثناء زيارته للقدس ان يغادر اسرائيل لتوّه ويستقل طائرته عائدا الى واشنطن تاركا وراءه بطاقة بهذه الصيغة: " رسالة من الادارة الامريكية الى حكومة اسرائيل: اصدقاء لا يتيحون لاصدقائهم قيادة سياراتهم تحت تأثير الكحول . وفي هذه الأثناء انكم تقودون الامور تحت تأثير الخمور! فهل تعتقدون بان بامكانكم إرباك وتحيير حليفتكم الحقيقية الوحيدة في العالم لإشباع حاجة سياسية داخلية معينة دون ان ينطوي ذلك على انعكاسات وتداعيات ؟ لقد فقدتم أي اتصال بالواقع ! اتصلوا بنا هاتفيا عندما تكونون جادّين. يجب علينا التركيز على بناء دولتنا ! "

واكد توماس فريدمان - حائز جائزة (بوليتسر) القيّمة 3 مرات - ان اسرائيل تفتقر الى دعوة للإفاقة والعودة الى الصواب. حيث ان مواصلة بناء مستوطنات في الضفة الغربية واقامة ابنية في شرقي القدس المتنازع عليها انما هي جنون تامّ.

ويرى فريدمان انه اذا رغبت اسرائيل في ان تبقى دولة يهودية ديمقراطية فان افضليتها الوحيدة الآن يجب ان تكون التوصل الى تسوية مع الجانب الفلسطيني تتيح لها الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية مقابل تبادل الاراضي بنفس الحجم مع السلطة الفلسطينية وعندها جني الارباح الاقتصادية والامنية من انهاء النزاع!

واضاف ان افضل سبيل لعزل ايران هو إخراج ورقة النزاع الفلسطيني من ايدي طهران.

وخلص فريدمان الى القول ان هناك فرصة سانحة مواتية - اذا اختار نتانياهو انتهازها: يجب على رئيس الوزراء الاسرائيلي ان يختار ما اذا كان يرغب في صنع التاريخ او ان يصبح مرة أخرى مجرد ملاحظة تاريخية هامشية.