الجمعة: 24/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجراء عملية "استئصال الرحم" للأسيرة أمل جمعة في ظروف قاسية

نشر بتاريخ: 19/03/2010 ( آخر تحديث: 20/03/2010 الساعة: 15:15 )
غزة- معا- قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن إدارة السجون الإسرائيلية وبعد مماطلة استمرت لبضع سنوات، أجرت يوم الثلاثاء الماضي عملية جراحية للأسيرة أمل جمعة تمثلت بـ "استئصال الرحم"، وذلك في مستشفى " بني تسيون " بحيفا، في ظروف قاسية جداً.

وفي هذا الصدد كشفت المحامية تغريد جهشان المستشارة القانونية لـ ( جمعية نساء من أجل الأسيرات السياسيات )، في حديث مع الباحث فروانة وبعد زيارتها بالأمس لسجن الدامون والاستماع إلى شهادات الأسيرات هناك، بأنه كان من المقرر أن تبقى الأسيرة أمل في المستشفى المذكور وتحت الملاحظة الطبية، ولمتابعة وضعها الصحي بعد العملية الصعبة حتى يوم الأحد القادم، إلاّ أن الأسيرة طالبت بالعودة لسجن "الدامون " قبل الموعد المحدد، نظراً لقساوة ظروف احتجازها والمعاملة السيئة التي تتلقاها من بعض العاملين في المستشفى، وبالفعل عادت للسجن مساء يوم الأربعاء الماضي ( 17-3 ) ولا تزال تعاني من آثار العملية والرعاية الصحية.

وأشارت المحامية " جهشان " بأن إدارة المستشفى والعاملين فيه بمن فيهم الأطباء والممرضين كانوا يتعاملون مع الأسيرة المريضة بوجهين الأول: تقديم العلاج والظهور بمظهر الجديين في علاجها والحرص على صحتها، والثاني:الموافقة والسكوت على تعذيبها والتضييق عليها وسوء معاملتها من خلال تكبيلها في السرير بشكل دائم، وعدم توفير احتياجاتها الأساسية، وإذا أرادت أن تذهب للحمام لقضاء الحاجة يتم تكبيل يديها وقدميها من قبل السجانة الملازمة لها، فيما كان يوجد خارج الغرفة سجانين ذكور.

وأكد فروانة أن التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال الإسرائيلي هو نهج ثابت في التعامل مع الأسرى والأسيرات، وممارسة مؤسسيةً يشارك فيها كل من يعمل في المؤسسة الإسرائيلية بدون استثناء، بمن فيهم الطواقم الطبية العاملة في السجون أو في المستشفيات العامة.

وبيّن أن هنالك شهادات عديدة أكدت وتؤكد مشاركة الأطباء بتعذيب الأسرى والأسيرات وبشكل متعمد، وأن الطبيب يتحول في كثير من الأحيان إلى أداة في يد الأجهزة الأمنية ينفذ ما يُطلب منه، أو يصمت أمام تعذيب الأسرى المرضى وما يُمارس ضدهم، أو ينتحل صفة المحقق الفعلي، أو يتعامل مع الأسرى والأسيرات كأعداء وليسوا مرضى متخلياً عن أخلاقيات المهنة في التعامل مع الأسرى والأسيرات، ما يفاقم من معاناة الأسرى المرضى واستفحال الأمراض و( لا ) يؤدي إلى علاجهم.

وذكر أن الأسيرة الأسيرة جمعة (28 عاماً) اعتقلت في التاسع من مايو/ أيار 2004 من داخل منزلها في مخيم عسكر الجديد للاجئين شرق نابلس، بتهمة الانتماء لحركة فتح، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً وهي تقبع الآن في سجن الدامون وتعاني من آثار العملية الجراحية في ظل عودتها للسجن حيث لا تتوفر به الإمكانيات اللازمة لمتابعة وضعها الصحي بعد العملية ما يفاقم من معاناتها، مناشداً الجهات والمؤسسات المعنية إلى التدخل العاجل وضمان إطلاق سراحها لاستكمال علاجها المناسب.