الجمعة: 24/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الوزراء: في حديثه الإذاعي الإسبوعي الثالث

نشر بتاريخ: 24/03/2010 ( آخر تحديث: 24/03/2010 الساعة: 19:56 )
"المقاومة الشعبية السلمية أعادت الاعتبار للنضال الوطني الفلسطيني وحصنته من التشويه ومحاولات ربطه بالإرهاب"

"التجربة الذكية في المقاومة الشعبية السلمية امتدت وأصبحت تشكل حالة فلسطينية"

" تثبيت المواطن على الأرض بات واقعاً ملموسا وعملاً استراتيجياً للسلطة الوطنية الفلسطينية"

رام الله- معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على ضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني الذي اعتبره متطلباً أساسياً للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي وممارساته العسكرية والاستيطانية وسبل مواجهتها شعبيا، مؤكداً على ضرورة حمل الرسالة الشعبية للعالم والحفاظ على زخمها وانجازاتها.

جاء هذا في الحديث الاذاعي الاسبوعي الثالث لرئيس الوزراء الدكتور سلام فياض لإذاعة صوت فلسطين والشبكات الإذاعية والاذاعات المحلية، الذي اعتبر خلاله ان اخطر نتائج التصعيد العسكري الإسرائيلي، هو استشهاد أربعة مواطنين في أقل من أربع وعشرين ساعة وهم:"محمد قادوس وأسيد قادوس من عراق بورين قبل يومين، ومحمد فيصل قواريق وصلاح محمد قواريق من عورتا برصاص جيش الاحتلال".

واضاف: "ما زاد الطين بلة هو إعلان جيش الإحتلال عن قريتي بلعين ونعلين مناطق عسكرية مغلقة كل يوم جمعة ولمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى حملات الاعتقال بحق ناشطي اللجان الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان"، لافتاً الى أن هذا الاعلان يظهر الإنزعاج الإسرائيلي من فاعلية المقاومة الشعبية السلمية التي أعادت الاعتبار للنضال الوطني الفلسطيني وحصنته من التشويه ومحاولات ربطه بالإرهاب، كما أدت دورًا بارزًا في فضح الاحتلال وممارساته وبما في ذلك محاولة استدراج الفلسطينيين إلى دائرة تعفيهم من أية تبعات أو مساءلات على صعيد الضمير العالمي وهي دائرة ما وصفها "سلاح مقابل سلاح" بمعنى الانجرار إلى دوامة العنف مجدداً على حد تعبيره.

وقال فياض: "تسعى اسرائيل الى تقويض المقاومة السلمية ومحاولة جر الفلسطينيين مجدداً في مواجهة عسكرية ومنها إلى دوامة العنف التي تمكنها من استخدام كامل قدرتها العسكرية في مواجهة الفلسطينيين وأيضا محاولة التملص من الاستحقاقات السياسية، وحصر الموضوع بالأمن وإدعاء عدم قدرة الفلسطينيين في الحفاظ عليه وربما العودة إلى معزوفة"الإرهاب....".

واشار رئيس الوزراء في حديثه الإذاعي الاسبوعي الى ان المقاومة السلمية أسهمت في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في أوساط الرأي العام العالمي بفعل المناهضة الشعبية السلمية إلى جانب خطة الحكومة للعامين والتي تتمحور حول استكمال بناء مؤسسات الدولة، وخلق وقائع ايجابية على الأرض في مواجهة الوقائع السلبية التي تفرضها ممارسات سلطات الاحتلال، من خلال تعزيز صمود المواطنين وبقائهم وتثبيتهم على الأرض وإقامة العديد من المشاريع التنموية والحيوية في مختلف المجالات، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، لتمكينهم من العيش بحرية وكرامة، تمهيداً لإقامة دولة فلسطين التي هي مسألة وقت فقط، -كما قال-وصولا الى تنفيذ الالف الثانية من المشاريع التنموية التي تقيمها وترعاها الحكومة حسب احتياجات المواطنين في اماكن تواجدهم المختلفة وتحديدا في مناطق "C"، وهي التي تطلق عليها الحكومة "مشاريع التنمية والصمود".

ولفت فياض في حديثه الى انه ولأول مرة منذ إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية تتضح حالة من التكامل والانسجام بين الموقفين الشعبي والرسمي، فأشكال المقاومة الشعبية السلمية لم تعد فقط تتعلق بالمسيرات السلمية في بلعين ونعلين وغيرها من البلدات والمدن والقرى الفلسطينية، بل امتدت إلى مقاطعة ومنع بضائع المستوطنات، واعتماد وتشجيع البضائع الفلسطينية.

فياض اشار ايضا إلى دعم السلطة الوطنية لكافة أشكال المقاومة الشعبية السلمية كما أن الشراكة بين السلطة الوطنية والمواطنين من خلال المؤسسات الأهلية، والقطاع الخاص تتعاظم باتجاه تحقيق المشروع الوطني المتمثل في انهاء الاحتلال وبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية والتي أصبحت حقيقية واضحة جداً، لافتا الى صندوق الكرامة الوطني ودوره في دعم وتشجيع المنتج الوطني وتمكين الاقتصاد الفلسطيني في سياق عملية بناء الدولة ومؤسساتها واقتصادها الوطني.

وشدد في الوقت ذاته على أن تثبيت المواطن على الأرض بات واقعاً ملموسا وعملاً استراتيجياً للسلطة الوطنية الفلسطينيةً، وعملية البناء المتواصلة للمؤسسات وتعزيز فاعليتها وقدرتها على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وهو الرافعة الأساسية لتحقيق هذا الهدف على حد تعبيره.

و شدد فياض على أن التجربة الذكية في المقاومة الشعبية امتدت وباتت تشكل حالة فلسطينية ابتداءً من بلعين ونعلين والمعصرة وجيوس والنبي صالح والنبي صمويل ويطا والأغوار وعزون عتمة وعزبة الطبيب في قلقيلية وطولكرم، وكافة المناطق المهددة من الجدار والاستيطان، التي تحققت بالصبر والمثابرة التي مارسها أهالي المدن والبلدات الفلسطينية، وكل قادة ونشطاء العمل الشعبي لمناهضة الجدار والاستيطان.

كما أشار فياض في كلمته الاذاعية صباح اليوم على أهمية البناء على الموقف الدولي والرأي العام العالمي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني، لافتا الى بيان اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط الذي صدر يوم الجمعة الماضي حيث طلب من إسرائيل تجميد كل أنشطة الاستيطان، بما فيها تلك المرتبطة بالنمو الديمغرافى الطبيعي، وإزالة كل الحواجز التى أقيمت منذ مارس 2001، والامتناع عن القيام بأعمال هدم وطرد من القدس الشرقية.

وأكد رئيس الوزراء على أهمية البيان الأوروبي الصادر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والذي رفض قرار إسرائيل ضم القدس الشرقية، كما رفض الاعتراف بأي تغيير في حدود عام 1967، ودعا إلى وقف الاستيطان في المدينة المحتلة وكافة مناطق الضفة، وفتح مؤسسات منظمة التحرير المغلقة في القدس، ورفع الحصار عن قطاع غزة فوراً وبدون شروط وتأييده التام لخطة الحكومة وحشد الدعم الدولي لها.

وأضاف "يجب البناء على تجربة الفعاليات الشعبية المناهضة للجدار والاستيطان التي امتدت لكافة المناطق والبلدات والقرى المهددة وشكلت نموذجاً يحتذى به للمقاومة السلمية الفاعلة" قال فياض.

واشار في ختام حديثه الاذاعي الاسبوعي الثالث الى ضرورة العمل على تعزيز حالة الالتفاف الجماهيري حول السلطة الوطنية ومكانة منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والبيت الجامع للفلسطينيين في كل مكان، مشددا في الوقت ذاته على ان الفلسطينيين لن ينجروا إلى دوامة العنف ولن يتراجعوا الى الوراء، وسيستمروا بعملية البناء والمأسسة، وقال:"هذا هو الطريق للتعجيل في إنهاء الاحتلال وهذا هو سلاحنا".