الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصراحة مطلوبة حتى بعد القمة الفاشلة

نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 12:57 )
بقلم عماد الاصفر
الصراحة فعل إنساني واجتماعي رائع قيل عنها في الموروث الشعبي إنها سبب للراحة ولكن الموروث ذاته حمل مضادا لهذه الحكمة حين قال: خليها في القلب تسطح ولا تطلع وتفضح.
ومع طغيان الحكمة المضادة غابت الصراحة بين الأزواج فتجد الزوجة غير الراضية عن قدرات زوجها الجنسية أو عن طريقته في معاشرتها أو رائحته مثلا تخشى أو تخجل من مصارحته فتلجأ إلى افتعال مشاكل جانبية يجتهد الزوج ومعه وجوه الخير لحلها فتحل سريعا وتظل العلة الحقيقية على حالها.
ولا يصارح الأب أولاده بأنه كان ذات يوم طفلا ثم مراهقا يصيب كثيرا ويخطأ كثيرا فتجد أن الأولاد سيظلون متشككين بمثالية الأب حتى يصدموا عند بلوغهم بان الأب ليس سوى احد الخطاءين.
ولا يقول المدرس انه لا يعلم فيلتف على الإجابات ليدرك الطالب النبيه حينها وغير النبيه في وقت لاحق أن معلمه لم يكن نبيها.
ولا يصارح الساسة شعوبهم بالحقائق حتى العلني منها فيقفز الشعب مرة واحدة من سقف توقعات مرتفع إلى مستوى الأرض أو ما دون فتكسر قدمه أو أحلامه.
هذا ما جرى بعد قمة القدس الغربية التي آلت إلى فشل ذريع بعد أن رفع الساسة من سقف التوقعات المتوخاة منها وأعلنوا أنها لن تعقد إلا للإعلان عن اتفاق تكون مسألة الإفراج عن الأسرى في محوره الأساس.
هل سيصارحنا احد من المسؤولين الفلسطينيين بأسباب ودوافع هذا التفاؤل المفرط وهل سيقولون لنا ما هي الرسائل التي بلغتهم من الجانبين الأمريكي والمصري قبل القمة.
وهل ننتظر من احد غير شارون بالطبع أن يبلغنا عما دار خلال القمة التي استمرت ساعتين وبصراحة أكثر ما هي الشروط التي وضعها شارون مقابل استمرار الانسحابات من المدن, هل اشترط علينا اعتقال قادة الجهاد ؟ هل هددنا باغتيالهم ؟.
وهل سنصارح بعضنا لنقول لفتح مثلا أن حماس أكثر التزاما منك ببرنامج وسياسات الحركة التي تقود السلطة والمنظمة وأنها أكثر انضباطا للرئيس محمود عباس من أبنائه وإخوانه الفتحاويين.
وهل سنصارح الجهاد لنقول لها انه ليس من حق احد أن ينفرد بقرار قطع الهدنة طالما أن الاتفاق عليها تم جماعيا.
اعتقد أن هذا النوع من الصراحة مطلوب حتى تعود الزوجة لحضن زوجها وحتى تزداد قناعة الأولاد بآبائهم ومدرسيهم وحتى يكون شعبنا وحكومته على قلب رجل واحد غير مسطوح القلب.